Bleisure.. عندما يلتقي العمل بالترفيه في فنادق الجيل الجديد
إم إيه هوتيلز – خاص
في السنوات الأخيرة، تغيّر نمط السفر بشكل جذري، خاصة بعد تزايد الاعتماد على العمل عن بُعد وزيادة مرونة الجداول الزمنية. ومع هذا التحول، نشأ مفهوم جديد يُعرف باسم Bleisure، وهو دمج بين كلمتي “Business” (عمل) و”Leisure” (ترفيه)، ليمثّل أسلوبًا حديثًا للسفر يجمع بين مهام العمل والراحة الشخصية في نفس الرحلة. هذا المفهوم لم يغيّر فقط طبيعة الإقامة، بل دفع الفنادق لإعادة تصميم خدماتها ومرافقها لتلبية احتياجات هذا النوع من الضيوف.
ما هو Bleisure.. مفهوم جديد لعصر جديد
Bleisure يُشير إلى الرحلات التي تبدأ بهدف العمل، لكن النزيل يُمدّد إقامته أو يُخصّص جزءًا من الرحلة للأنشطة الترفيهية. قد يكون ذلك يومًا إضافيًا لاكتشاف المدينة، أو إحضار العائلة لقضاء إجازة قصيرة بعد الاجتماعات.
الفنادق التي فهمت هذا التحوّل بدأت بتصميم تجارب تجمع بين الاحترافية والراحة، وتوفير بيئات عمل مرنة داخل غرف الضيوف، مع عروض ترفيهية متكاملة بعد انتهاء اليوم المهني.
متطلبات نزيل الـ Bleisure.. بين السرعة والاسترخاء
نزلاء هذا النمط من السفر يبحثون عن مرافق أعمال متقدمة مثل غرف الاجتماعات، اتصال Wi-Fi عالي السرعة، ومساحات عمل داخل الغرفة. لكنهم أيضًا يتطلعون إلى مرافق ترفيهية مثل مراكز اللياقة، خدمات السبا، وبرامج استكشاف المدينة.
الفندق الناجح هو من يعرف كيف يدمج بين الحرفية في دعم العمل والدفء في خلق تجربة استجمام حقيقية، دون أن يطغى أحد الجانبين على الآخر.
نموذج الخدمة المختلط.. من الاستقبال إلى الإفطار
الخدمة في فنادق الـBleisure تبدأ من لحظة الوصول، حيث يُستقبل النزيل كـ”ضيف متعدد الأغراض”. يُعرض عليه جدول المدينة، مع خيارات العمل والترفيه. وتُقدَّم له تجربة إفطار تناسب الجداول المهنية، مع إمكانية تناول القهوة في مساحة العمل المشتركة، بدلًا من المطعم.
حتى تصميم الغرف تغيّر، لتشمل مكاتب مريحة، مقابس متعددة، وإضاءة مزدوجة تجمع بين الرسمية والاسترخاء. كل ذلك في سبيل خلق بيئة ملهمة تشجع على الإنتاجية والراحة معًا.
مقارنة معمّقة.. الفنادق التقليدية مقابل فنادق الـBleisure
الفندق التقليدي
يُصمم خدماته بشكل منفصل: إما للعمل أو للترفيه، ما يؤدي إلى تجربة غير متناسقة للمسافر المتعدد الاحتياجات.
فندق الـBleisure
يُصمم خدماته بعقلية هجينة، توفر لكل ضيف مساحة للعمل، وخيارات للاستجمام، في نفس المكان، دون الحاجة للتنقل أو تغيير الإعدادات.
النتيجة
فندق الـBleisure لا يقدم إقامة فقط، بل يقدّم “نمط حياة” متكامل يناسب التوقعات الجديدة للمسافرين المهنيين العصريين.
فهم أعمق.. لماذا تهتم الفنادق بهذا الاتجاه؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن أكثر من 60% من المسافرين بغرض العمل في جيل ما بعد الجائحة يمددون إقامتهم بغرض الترفيه. وتعتبر هذه الفئة من النزلاء ذات قيمة عالية لأنها تقضي وقتًا أطول وتُنفق أكثر.
لهذا، بدأت الفنادق في دمج عناصر Bleisure ضمن استراتيجيات التصميم والتسويق، بل وإنشاء عروض مخصصة لهذه الفئة مثل “حزمة الاجتماعات والاستجمام”، أو “العمل من الجناح”.
Bleisure ليس فقط اتجاهًا عابرًا، بل أصبح جزءًا من تطور سلوك المسافر، وعلى الفنادق الذكية الاستعداد له بكل احترافية.
اقرأ أيضًا: مستقبل الضيافة الفاخرة: كيف سيشكل الجيل الجديد النمو؟
