المدونة

الإرشاد السياحي.. تنشيط الثقافة وجلب الاستثمار

إم إيه هوتيلز – خاص

يُعدُّ الإرشاد السياحي واجحدًا من أهم الأدوات المُسهمة في تنشيط المعارف وتوسيع آفاق الثقافة لدى الأفراد. يُقدم المرشد السياحي للزوار تجربة فريدة تدمج بين الاستمتاع بجمال المواقع السياحية والتعرف على تاريخها وثقافتها.

إنَّ إثراء المعرفة وإبراز القيم الثقافية التي تشكل هوية المكان، وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، وزيادة وعي الزوار بأهمية الحفاظ على التراث وتقدير تنوعه، كلَّها من مهام المرشد السياحي.

ماذا تعني وظيفة المرشد السياحي؟

وفقًا للاتحاد العالمي لجمعيات المرشدين السياحيين  (WFTGA)يُعرف المرشد السياحي بأنه الشخص الذي يقوم بإرشاد الزوار بلغة يختارونها، ويعمل على تفسير التراث الثقافي والطبيعي للمنطقة التي تتم زيارتها. عادةً ما يمتلك المرشد السياحي مؤهلًا خاصًا بتلك المنطقة، ويكون هذا المؤهل مُعترفًا به أو مُصدرًا من قبل السلطة المختصة في البلد الذي يعمل فيه.

أهمية الإرشاد السياحي

  1. تقديم معلومات دقيقة وشاملة للسياح عن الأماكن السياحية والثقافية والتاريخية.
  2. مساعدة السياح على فهم الثقافة والتاريخ المحليين.
  3. تعزيز التواصل بين السياح والسكان المحليين.
  4. ضمان سلامة السياح وحمايتهم من أي مخاطر أو صعوبات.
  5. تشجيع السياحة المستدامة.

مبادئ الإرشاد السياحي

حدد الاتحاد العالمي لجمعيات المرشدين السياحيين (WFTGA) مجموعة من المبادئ والأهداف الأخلاقية التي يتعين على المرشدين السياحيين الالتزام بها لضمان تقديم خدمات احترافية ومتوازنة، كما يلي:

  • أولاً: يجب على المرشدين تقديم خدمات ذات مستوى عالٍ من الاحترافية، مع الالتزام بتوفير فهم موضوعي للمكان دون تحيز أو دعاية.
  • ثانيًا: يجب عليهم التمييز بوضوح بين الحقائق والأساطير عند نقل المعلومات للسياح، ما يعزز من دقة التجربة السياحية.
  • ثالثًا: بناء اتصالات قوية مع الزملاء وأصحاب المصلحة في صناعة السياحة، والتعامل بعدل وإنصاف مع الجميع.
  • ربعًا: يُعنى المرشدون بتشجيع السياح على احترام البيئة الطبيعية والثقافية، مع التأكد من إظهار الاحترام للقيم المحلية.
  • خامسًا: باعتبارهم ممثلين للبلد، يلعب المرشدون دورًا في الترويج للوجهة السياحية على مستوى عالمي، بما يضمن تحسين سمعة الوجهة وتعزيز صورتها الإيجابية.

مسؤولية المرشد السياحي

تتعدد مسؤوليات المرشد السياحي، حيث يقوم بدور أساسي في تزويد السائحين بالمعلومات عن الوجهات السياحية، سواء كانت تاريخية أو ثقافية أو طبيعية.

تتطلب هذه المهمة معرفة واسعة بثقافات وعادات وتقاليد البلدان التي يتم زيارتها، إضافةً إلى تنظيم وإدارة المجموعة وتوفير الأمان والتوجيه للسياح. يُعد المرشد مسؤولًا عن اختيار ما سيتم عرضه بما يخدم تجربة السائح.

  1. شرح الجوانب الثقافية والاجتماعية

يُسهم المرشد في شرح الجوانب الثقافية والاجتماعية للوجهة السياحية، مما يساعد السائحين على فهم أعمق للثقافة المحلية. يُضاف إلى ذلك دوره في الحفاظ على تماسك المجموعة وضمان الترفيه والانضباط. يُعد التفاعل الثقافي وتوضيح التقاليد والعادات جزءًا من تجربة الرحلة التي يقوم بها المرشد السياحي.

  1. يمثل تحسين صورة الوجهة وسمعتها

إلى جانب ذلك، يمثل تحسين صورة الوجهة وسمعتها هدفًا مهمًا للمرشد السياحي من خلال تقديم خدمات عالية الجودة، مستندًا إلى سلوكيات مهنية مبنية على الأمانة والنزاهة. يعمل المرشد أيضًا على توعية السياح بأهمية التراث الثقافي والطبيعي وكيفية حمايته من خلال تصحيح المفاهيم وتقديم المعلومات الضرورية.

  1. فهم الثقافة المحلية

وتشمل المسؤوليات أيضًا توجيه السياح لفهم الثقافة المحلية وتجربة الحياة اليومية للسكان المحليين. يسهم هذا في بناء جسور تواصل بين السياح والمجتمعات المحلية، مما يعزز من فهم أفضل للعادات والتقاليد المحلية، كما يجب أن يمتلك المرشد السياحي معرفة واسعة بالجوانب التاريخية والثقافية للوجهة، إلى جانب القدرة على تفسير التكوينات الاجتماعية والسياسية، مما يسهم في تقديم تجربة متكاملة تروي شغف السائحين بالمعرفة.

  1. القيادة

أما القيادة، فهي تُعد واحدة من أهم مسؤوليات المرشد السياحي، حيث يُقيم نجاحه بمدى فعاليته في قيادة المجموعات وضبط سلوك الأفراد فيها. وتحتاج هذه المهارة إلى التواصل الفعّال مع السياح لضمان حصولهم على تجربة سياحية مثرية.

الاستثمار في الإرشاد السياحي

تتوجه أنظار لمنظّمة الأمم المتّحدة للسياحة نحو أهمية الإرشاد السياحي باعتبارها مفتاحًا للنموّ والسلام والفُرَص، حيث أشارت المديرة التنفيذية للمنظّمة ناتاليا بايونا، نحو أهمية الاستثمارات السياحية وقالت: “لقد رأينا مرارًا كيف يمكن للسياحة أن تُحوِّل المناطق الخارجة من النزاع، وتُوفِّر فُرَص العمل وتُعزِّز المبادرات الريادية. يتعيّن على القطاع الخاصّ أن يبقى مُلتزِمًا باستخدام موارده لبناء السلام واستحداث الفُرَص في المناطق الناشئة والهشّة”.

وأضافت أنَّ الإمكانات الهائلة للبلد المقصود سياحيًا، تتنامى فيه التدفقات المالية، في شكل استثمارات أجنبية، لا سيَّما وأنَّ النسيج الغنيّ من الجمال الطبيعيِّ والتراث الثقافيِّ الذي ينقله المرشد – يسعى – بدوره – أن يعود بالنموّ الملحوظ في قطاعَيْ الضيافة والعقارات. فالاستثمار الأجنبي المباشر يأتي بفضل التوسّع في الفنادق ذات العلامات التجارية العالمية والأسواق العقارية المتينة، كما أنَّ الشفافية والكفاءة التنظيمية والإصلاحات الاقتصادية، مثل اتّفاق الشراكة واتّفاق التجارة الحرّة الشاملة، تزيد من مكاسب كبيرة على المنحى الدولي المستقبلي.

ختامًا تبقى وظيفة الإرشاد السياحي واحدة من أكبر العوامل الداعمة لازدهار واحد من أهم الموارد الاقتصادية في البلاد، حيثُ يُمكنها أنْ ترسم ملامح المستقبل كما ترسم ملامح الرحلة السياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى