M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

تجربة بلا تلامس.. كيف غيرت الهواتف الذكية مفهوم الخدمة
أخبار وملفات

تجربة بلا تلامس.. كيف غيرت الهواتف الذكية مفهوم الخدمة

تجربة بلا تلامس.. كيف غيرت الهواتف الذكية مفهوم الخدمة

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم ما بعد الجائحة، تغيّر كل شيء في الضيافة، من طريقة الترحيب إلى أسلوب الطلب والدفع. لم تعد العلاقة بين النزيل والفندق تعتمد على التواصل المباشر أو اللمس، بل على “النقر الذكي”.
اليوم، يعيش العالم مرحلة الضيافة بلا تلامس (Contactless Hospitality)، حيث تحل التطبيقات، الرموز الذكية، والهواتف المحمولة محل النماذج الورقية ومكاتب الاستقبال التقليدية.
لكن كيف تحولت الهواتف الذكية من أداة شخصية إلى “مفتاح التجربة الفندقية الحديثة”؟

ولادة الخدمة الرقمية الجديدة

قبل عام 2020، كانت تطبيقات الفنادق مجرد إضافات تسويقية، تُستخدم لحجز الغرف أو الاطلاع على العروض.
أما اليوم، فهي جزء لا يتجزأ من تجربة الإقامة.
النزيل يستطيع عبر هاتفه أن يحجز الغرفة، يسجّل الدخول، يتحكم في الإضاءة والتكييف، يطلب الطعام، بل وحتى يغادر الفندق دون أن يلتقي بموظف واحد.

هذه النقلة التقنية لم تكن مجرد استجابة صحية بعد الجائحة، بل تحوّلت إلى معيار عالمي جديد، يختصر الوقت ويعزز الخصوصية ويمنح النزلاء شعور السيطرة الكاملة على تجربتهم.

من الهاتف إلى الغرفة.. رحلة بلا ورق

في كثير من الفنادق العالمية، لم يعد الاستقبال التقليدي موجودًا.
يكفي أن يقوم النزيل بتحميل تطبيق الفندق، ليحصل على رقم غرفته ومفتاحه الرقمي قبل الوصول.
وعند دخوله، يفتح الغرفة عبر خاصية NFC أو Bluetooth، دون الحاجة إلى بطاقات بلاستيكية أو مفاتيح معدنية.

داخل الغرفة، يمكن للهاتف أن يتحكم بكل شيء تقريبًا:

  • ضبط درجة الحرارة.

  • تغيير الإضاءة إلى وضع الاسترخاء أو العمل.

  • فتح الستائر أو تشغيل التلفاز.

  • طلب خدمة الغرف عبر محادثة ذكية.

هذه التفاصيل جعلت الهاتف يتحول من “جهاز” إلى “مرافق شخصي”، يرافق النزيل في كل لحظة.

الخدمة بلا تلامس = راحة بلا حدود

ما الذي يجعل الخدمة بلا تلامس مميزة؟ الجواب بسيط: السهولة.
لا طوابير، لا معاملات ورقية، لا انتظار.
فبلمسة واحدة على الهاتف، يمكن للنزيل أن يطلب الطعام، أو يطلب تنظيف الغرفة في وقت محدد، أو يبلغ الفندق بأي ملاحظة.
كل ذلك دون أن يضطر إلى رفع سماعة الهاتف أو التحدث مع أحد.

الأمر لم يعد رفاهية بل ضرورة تشغيلية.
تشير دراسة لشركة Statista لعام 2024 إلى أن 72٪ من النزلاء حول العالم يفضلون الفنادق التي تقدم خدمات بلا تلامس، بينما يرى 68٪ أن استخدام الهاتف يعزز شعورهم بالأمان والنظافة.

الذكاء الاصطناعي في قلب التجربة

التطبيقات الفندقية الحديثة ليست مجرد أدوات تنفيذية، بل تعمل عبر خوارزميات ذكية تتعلم من سلوك النزلاء.
فعند طلبك وجبة معينة، يتعرف النظام على تفضيلاتك ويقترح لك أطباقًا مشابهة في المرات القادمة.
وإذا لاحظ التطبيق أنك تضبط الإضاءة دائمًا على مستوى معين، سيقوم بتفعيلها تلقائيًا عند تسجيل الدخول في المرات المقبلة.

بهذه الطريقة، تتحول التجربة إلى “خدمة ذكية شخصية”، تجعل النزيل يشعر وكأن الفندق يعرفه تمامًا.

الفنادق الذكية تتكامل مع الهواتف

الفنادق لم تعد مجرد أماكن إقامة، بل منظومات رقمية متصلة.
الهواتف الآن جزء من منظومة إنترنت الأشياء (IoT) داخل الفندق، حيث تتحدث الأجهزة مع بعضها لتقديم تجربة متكاملة.
المكيف يعرف متى تغادر الغرفة ليغلق تلقائيًا، والستائر تُفتح صباحًا بناءً على الجدول الذي وضعه النزيل عبر التطبيق.

في فندق Marriott Bonvoy، أصبح أكثر من 70٪ من الحجوزات تتم عبر الهاتف، فيما تجاوز عدد المستخدمين لتطبيقه 150 مليون مستخدم حول العالم.
هذا التحول الرقمي جعل تجربة “الضيافة بلا تلامس” ركيزة أساسية في استراتيجية العلامات الكبرى.

من المدخل إلى المغادرة.. كل شيء عبر الهاتف

تبدأ تجربة النزيل اليوم قبل أن تطأ قدماه الفندق:
يتلقى رسالة ترحيب عبر البريد أو تطبيق المحادثة، تحتوي على رقم الغرفة وخريطة الوصول.
عند وصوله، يمر عبر البوابة الذكية، يسجل الدخول تلقائيًا عبر الكاميرا أو الرمز المرسل مسبقًا.
وفي لحظة المغادرة، لا يحتاج إلى الوقوف عند مكتب الدفع، إذ يُخصم المبلغ تلقائيًا عبر تطبيق الفندق.

حتى التقييم بعد الإقامة أصبح مدمجًا داخل التطبيق، ما يمنح الفندق تغذية راجعة لحظية لتحسين الأداء.

الموظف البشري.. دوره لم ينته

رغم التحول إلى التجربة الرقمية، يظل العنصر البشري محور الضيافة.
النزيل قد لا يحتاج إلى التواصل المباشر في كل مرة، لكنه يحتاج إلى من يسمعه عندما يواجه مشكلة أو يطلب خدمة خاصة.
ولهذا بدأت الفنادق تعيد تعريف وظيفة “الاستقبال” لتصبح “إدارة تجربة النزيل الرقمية”.

الموظفون اليوم يتدربون على تحليل البيانات وتخصيص الخدمات بناءً على تفضيلات النزلاء، بدلاً من القيام بمهام تقليدية.
وهكذا، لا يختفي الموظف، بل يتحول من “منفذ خدمة” إلى “مستشار تجربة”.

أمان البيانات والتحديات التقنية

الاعتماد الكامل على الهواتف الذكية جلب معه تحديات أمنية.
فبيانات النزلاء الشخصية، ومعلومات بطاقاتهم، وسجلاتهم السلوكية كلها أصبحت رقمية.
لذا استثمرت الفنادق في أنظمة حماية قوية تعتمد على التشفير البيومتري وبروتوكولات المصادقة المزدوجة.

كما تطبق بعض الفنادق الكبرى في الخليج إجراءات أمن سيبراني متقدمة تضمن أن يظل كل تفاعل مشفرًا وآمنًا.
فالموثوقية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربة النزيل، مثلها مثل الراحة والنظافة.

السوق السعودي: ضيافة رقمية بمعايير عالمية

السعودية كانت من أوائل الأسواق في الشرق الأوسط التي تبنت تجربة “الضيافة بلا تلامس”.
ففنادق الرياض وجدة ومكة بدأت منذ عام 2022 في إدخال أنظمة تسجيل دخول رقمية، وتحكم ذكي عبر الهاتف، وحتى روبوتات مخصصة لتوصيل الطلبات.
تتوافق هذه المبادرات مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في قطاعي السياحة والضيافة.

فنادق مثل الريتز كارلتون الرياض وشذا المدينة وفيرمونت مكة تقدم اليوم تجربة رقمية شبه كاملة للنزلاء، من الحجز حتى المغادرة، باستخدام التطبيقات الذكية التي تدعم اللغة العربية بالكامل.
هذا التوجه جعل السوق السعودي من أسرع الأسواق نموًا في مجال “الخدمة الذكية الشاملة”، ووجهة مفضلة للسياح الباحثين عن الراحة والتقنية معًا.

الهواتف الذكية أصبحت المدخل الأول لتجربة الإقامة في الفنادق الحديثة

الهواتف الذكية أصبحت المدخل الأول لتجربة الإقامة في الفنادق الحديثة
الهواتف الذكية أصبحت المدخل الأول لتجربة الإقامة في الفنادق الحديثة


الغرف الذكية تسمح للنزيل بالتحكم الكامل في الإضاءة والتكييف من هاتفه

الغرف الذكية تسمح للنزيل بالتحكم الكامل في الإضاءة والتكييف من هاتفه
الغرف الذكية تسمح للنزيل بالتحكم الكامل في الإضاءة والتكييف من هاتفه


الفنادق السعودية تقود التحول نحو تجربة رقمية بلا تلامس وفق رؤية 2030

الفنادق السعودية تقود التحول نحو تجربة رقمية بلا تلامس وفق رؤية 2030
الفنادق السعودية تقود التحول نحو تجربة رقمية بلا تلامس وفق رؤية 2030

مستقبل التجربة الفندقية بحلول 2030

المستقبل القريب سيشهد اندماجًا أعمق بين الهاتف والبيئة الفندقية.
لن يحتاج النزيل إلى تحميل تطبيق منفصل، بل ستُدار التجربة من خلال الذكاء الاصطناعي المدمج في الهاتف نفسه.
وسيتحول الهاتف إلى “مفتاح بيئي”، يتحكم في الغرفة، والمسبح، والمطعم، وحتى المواصلات الداخلية.

بحلول 2030، ستصبح “الضيافة بلا تلامس” هي المعيار الأساسي لكل فندق ناجح، بينما سيقاس مستوى التميز بمدى السلاسة في التجربة الرقمية، لا بعدد الموظفين أو الفخامة المعمارية.

س: ما المقصود بالضيافة بلا تلامس؟
ج: هي تجربة فندقية رقمية تتيح للنزيل إدارة كل الخدمات عبر الهاتف الذكي، دون الحاجة إلى التواصل المباشر مع الموظفين.

س: هل تحل التطبيقات محل العاملين في الفنادق؟
ج: لا، بل تساعدهم على التركيز على الجوانب الإنسانية والتجربة الشخصية.

س: ما أبرز مزايا الخدمة بلا تلامس؟
ج: السرعة، الخصوصية، الأمان، والقدرة على تخصيص التجربة وفق احتياجات كل نزيل.

س: كيف تتبنى السعودية هذا الاتجاه؟
ج: عبر مشروعاتها السياحية الكبرى التي تدمج التكنولوجيا بالضيافة، مثل العلا ونيوم والبحر الأحمر.

اقرأ أيضًا: هل تحل الروبوتات محل موظفي الاستقبال؟ قراءة في اتجاهات 2030

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *