M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الواقع الافتراضي في اختيار الفنادق.. هل نحجز بالعاطفة أم التجربة؟
أخبار وملفات

الواقع الافتراضي في اختيار الفنادق.. هل نحجز بالعاطفة أم التجربة؟

الواقع الافتراضي في اختيار الفنادق.. هل نحجز بالعاطفة أم التجربة؟

إم إيه هوتيلز – خاص

لم تعد صور الغرف الفندقية ولا تقييمات النزلاء وحدها كافية لإقناع المسافرين بالحجز، إذ دخلت تقنية الواقع الافتراضي (VR) لتقلب معادلة القرار رأسًا على عقب.
اليوم يمكن للمسافر أن يتجوّل داخل جناحه قبل دفع المبلغ، أن يرى الإطلالة، يختبر الإضاءة، ويشعر بالمساحة وكأنه هناك فعلاً.
لكن هذا التطور يطرح سؤالًا فلسفيًا وتجاريًا في آنٍ واحد: هل نحجز بالعاطفة أم بالتجربة؟

من الصور الثابتة إلى التجربة الغامرة

قبل سنوات، كانت الحملة التسويقية الفندقية تعتمد على صور جذابة ومقاطع دعائية قصيرة.
اليوم تغيّر المشهد بالكامل، فأصبح بإمكان النزيل ارتداء نظارة واقع افتراضي والتجوّل داخل الفندق بحرية، من اللوبي إلى المسبح.
هذه النقلة جعلت عملية الاختيار تتحول من قرار بصري إلى تجربة حسية كاملة، يشعر فيها المستخدم بالمكان قبل أن يراه فعليًا.

وفق دراسة صادرة عن Travelport Digital (2024)، فإن الفنادق التي اعتمدت جولات الواقع الافتراضي شهدت زيادة في معدلات الحجز بنسبة 45٪ مقارنة بغيرها.

عاطفة تُبنى على تجربة افتراضية

العقل لا يفرّق كثيرًا بين التجربة الافتراضية والحقيقية من حيث المشاعر، فالإحساس بالراحة، الإعجاب، وحتى التردد يمكن أن تنشّطه المشاهد الغامرة.
لهذا صار التسويق الفندقي المعاصر يعتمد على ما يسمى بـ التحفيز العاطفي الغامر (Immersive Emotional Trigger)، أي إثارة مشاعر الضيف المستقبلية داخل التجربة الافتراضية نفسها.

فعندما يدخل المستخدم جناحًا مطلًا على البحر عبر نظارة الواقع الافتراضي، يتفاعل دماغه مع الصورة كما لو كان هناك فعلاً.
تلك اللحظة العاطفية القصيرة هي ما يُترجم لاحقًا إلى قرار الحجز.

منصات الواقع الافتراضي تدخل صناعة الحجز

شركات الحجز الإلكتروني الكبرى مثل Booking وExpedia بدأت بتطوير نسخ تجريبية من جولات الواقع الافتراضي للفنادق الشريكة.
وفي دبي وسنغافورة، أطلقت سلاسل فندقية برامج تسمح للمستخدمين بخوض تجربة “ما قبل الحجز”، حيث يتجول الضيف داخل الفندق، يختبر المساحة، ويقارن التجارب قبل اتخاذ القرار.

هذه الميزة تخلق علاقة جديدة بين الفندق والنزيل – علاقة قائمة على الشفافية والتجربة الحسية لا على الدعاية.
فلم يعد العميل يشتري “وعدًا” بالجودة، بل يختبرها بنفسه.

تأثير الواقع الافتراضي على سلوك الحجز

تشير تقارير Skift Research 2025 إلى أن 72٪ من الجيل الجديد من المسافرين يفضلون الفنادق التي توفر جولات افتراضية قبل الحجز، وأن 60٪ من العملاء يشعرون بثقة أكبر بعد التجربة الافتراضية.
والأهم أن التجربة الافتراضية قلّلت من معدلات “خيبة الأمل” بعد الوصول بنسبة 38٪، لأنها تجعل التوقعات أكثر واقعية.

إذن، يمكن القول إن الواقع الافتراضي لا يؤثر فقط على “قرار الحجز”، بل أيضًا على “رضا النزيل” بعد الإقامة.

هل يفقد موظفو المبيعات دورهم؟

تثير هذه التقنية قلقًا في أوساط التسويق الفندقي، إذ يخشى البعض أن تحل الجولات الافتراضية محل موظفي المبيعات.
لكن الواقع مختلف: فالمستخدم بعد التجربة الافتراضية يحتاج إلى من يوجهه، يقترح عليه الباقات، ويفهم احتياجاته.
لذلك فإن موظف المبيعات يتحول من “بائع” إلى “مرشد تجربة رقمية”، يربط بين العاطفة والتخطيط.

التقنية لا تلغي الدور الإنساني، بل تعيد تعريفه.

الفنادق الذكية تتبنى التسويق التجريبي

فنادق مثل Marriott وHilton وAccor بدأت تعتمد مختبرات رقمية متخصصة لتطوير محتوى الواقع الافتراضي.
الهدف ليس فقط الترويج، بل محاكاة التجربة الفعلية حتى يشعر النزيل بالثقة الكاملة.

في أحد الحملات الخاصة بـ Marriott Bonvoy، استخدمت الشركة تقنية 360 درجة لتجربة “Postcard from the Future”، تتيح للمستخدمين الشعور بالأجواء المستقبلية لفنادقها.
النتائج كانت مذهلة: تفاعل المستخدمين ارتفع بنسبة 80٪، بينما زادت حجوزات الفنادق المعروضة في الحملة بنسبة 27٪ خلال أسبوعين فقط.

من الإعلان إلى المشاركة العاطفية

الفرق الجوهري بين الإعلان التقليدي والواقع الافتراضي أن الأول يقدّم صورة، والثاني يخلق إحساسًا.
التجربة الافتراضية تشرك المستخدم في المشهد، وتمنحه شعور “الانتماء المسبق” إلى المكان.
بالتالي، تتحول الحملة التسويقية إلى تجربة تفاعلية تشجع القرار بدلاً من الترويج له.

وهذا ما يجعلها واحدة من أكثر أدوات التسويق تأثيرًا في الجيل الجديد من المسافرين الذين يبحثون عن “الشعور” لا “العرض”.

التكلفة والتحديات التقنية

تطبيق تقنيات الواقع الافتراضي لا يزال مكلفًا نسبيًا، خصوصًا للفنادق الصغيرة.
إنتاج جولة افتراضية عالية الجودة يتطلب تصويرًا بزاوية 360 درجة، أجهزة محاكاة، ومطورين متخصصين في بيئات ثلاثية الأبعاد.
لكن مع تطور تقنيات Meta Quest وApple Vision Pro، أصبح الوصول إلى الأدوات أسهل وأرخص.

كما بدأت بعض الشركات الناشئة في الشرق الأوسط تقدم خدمات جولات افتراضية للفنادق بأسعار تنافسية، مما يجعل التقنية في متناول الجميع خلال السنوات القادمة.

الواقع الممتد.. الجيل التالي من الحجز

المرحلة المقبلة تتجه نحو الواقع الممتد (XR)، وهو مزيج بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
تتيح هذه التقنية للمستخدم أن يرى الفندق افتراضيًا في بيئته الحقيقية، مثلاً عبر إسقاط صورة الجناح داخل غرفة معيشته من خلال الكاميرا.
بهذه الطريقة، يعيش المستخدم تجربة “التواجد المسبق” قبل السفر، مما يعزز ارتباطه العاطفي بالمكان حتى قبل الوصول إليه.

السوق السعودي: من التجربة الرقمية إلى القرار الذكي

في المملكة العربية السعودية، بدأت فنادق كبرى مثل الريتز كارلتون الرياض وروزوود جدة ومنتجعات البحر الأحمر بإطلاق تجارب واقع افتراضي تفاعلية تتيح للمستخدمين من مختلف الدول استكشاف المرافق قبل الحجز.
وتعمل وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة الإعلام المرئي والمسموع على وضع معايير موحدة لتقنيات العرض الافتراضي في الحملات الترويجية.

تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز ثقة السائح العالمي، ودعم رؤية 2030 في جعل المملكة مركزًا سياحيًا ذكيًا يعتمد على الحلول التفاعلية والتقنيات الغامرة.
وبحسب تقارير محلية، فإن أكثر من 40٪ من حجوزات السياح الأجانب في 2025 تمت بعد جولات افتراضية في الوجهات السعودية، مما يجعلها سوقًا رائدًا في تبنّي التسويق التجريبي في الشرق الأوسط.

النزلاء يمكنهم الآن استكشاف الفنادق قبل الحجز من خلال الواقع الافتراضي

النزلاء يمكنهم الآن استكشاف الفنادق قبل الحجز من خلال الواقع الافتراضي
النزلاء يمكنهم الآن استكشاف الفنادق قبل الحجز من خلال الواقع الافتراضي


التجربة الافتراضية تثير المشاعر وتبني الثقة قبل قرار الحجز

التجربة الافتراضية تثير المشاعر وتبني الثقة قبل قرار الحجز
التجربة الافتراضية تثير المشاعر وتبني الثقة قبل قرار الحجز


الفنادق السعودية تقود التحول نحو التسويق التجريبي عبر الواقع الافتراضي ضمن رؤية 2030

الفنادق السعودية تقود التحول نحو التسويق التجريبي عبر الواقع الافتراضي ضمن رؤية 2030
الفنادق السعودية تقود التحول نحو التسويق التجريبي عبر الواقع الافتراضي ضمن رؤية 2030

التجربة العاطفية في بيئة رقمية

المفارقة أن التكنولوجيا التي تبدو باردة استطاعت أن تعيد تعريف “العاطفة”.
فعندما يرى المستخدم مشهد الغروب من شرفة الجناح، أو يسمع خرير المياه في المنتجع، فإن دماغه يتفاعل كأنه يعيش اللحظة حقًا.
هذا الارتباط الحسي يجعل التجربة الرقمية أداة قوية في بناء الولاء للعلامة الفندقية.

إذن، لم يعد السؤال: هل نحجز بالعاطفة أم بالعقل؟
بل أصبح: هل يمكن للواقع الافتراضي أن يصنع العاطفة قبل التجربة؟

الإجابة تبدو واضحة: نعم، لأن الإحساس بالمكان صار جزءًا من عملية البيع نفسها.

س: كيف يستخدم الواقع الافتراضي في التسويق الفندقي؟
ج: عبر جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد تتيح للنزيل استكشاف الفندق والغرف قبل الحجز، مما يعزز الثقة ويزيد المبيعات.

س: هل يلغي الواقع الافتراضي دور موظفي الحجز؟
ج: لا، بل يحولهم إلى مستشارين يساعدون النزيل في اختيار التجربة المثالية بناء على تفضيلاته بعد الجولة الافتراضية.

س: ما مدى انتشار التقنية في السعودية؟
ج: تتبناها الفنادق الكبرى ضمن رؤية 2030، مع تطبيقات تفاعلية تدعم اللغة العربية والهواتف الذكية.

س: هل يمكن أن تحل التجربة الافتراضية محل زيارة الفندق الحقيقية؟
ج: لا، لكنها تمهد لها عاطفيًا، وتجعل القرار أكثر ثقة وواقعية.

اقرأ أيضًا: تجربة بلا تلامس.. كيف غيرت الهواتف الذكية مفهوم الخدمة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *