- الرئيسية
- أخبار وملفات
- كيف تستخدم الفنادق الموسيقى لاستحضار المشاعر ورفع تقييمات النزلاء؟
كيف تستخدم الفنادق الموسيقى لاستحضار المشاعر ورفع تقييمات النزلاء؟
كيف تستخدم الفنادق الموسيقى لاستحضار المشاعر ورفع تقييمات النزلاء؟
إم إيه هوتيلز – خاص
عندما يدخل النزيل إلى فندق جديد، فربما لا ينتبه إلى الموسيقى التي تملأ المكان، لكنها تعمل بصمت على تشكيل مشاعره وتوجيه تجربته. الصوت هنا ليس خلفية، بل لغة خفية تبني الانطباع الأول وتتحكم في الحالة المزاجية للنزيل. فالفنادق حول العالم أصبحت تدرك أن “الموسيقى” ليست عنصرًا ترفيهيًا بل وسيلة علمية لتحفيز الراحة النفسية، زيادة الرضا، بل وحتى رفع تقييمات الضيوف.
من المؤثرات السمعية إلى “هندسة العاطفة”
علم الأعصاب السمعي أثبت أن الإيقاعات والنغمات تُؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، وتغيّر من إفراز الهرمونات المرتبطة بالراحة والسعادة مثل السيروتونين والدوبامين.
الفنادق الكبرى بدأت منذ سنوات تعتمد على هذا المفهوم لتصميم بيئات صوتية تتناغم مع أوقات اليوم وأنواع النزلاء.
ففي الصباح، تُستخدم موسيقى نابضة بالحياة لتحفيز النشاط، بينما في المساء تُبث نغمات هادئة منخفضة التردد لتهيئة الدماغ للنوم والهدوء.
هكذا أصبح الفندق يُبرمج العاطفة قبل أن يقدّم الخدمة، في ممارسة تُعرف اليوم باسم Sound Hospitality Design أو “هندسة الصوت الفندقية”.
الموسيقى كأداة نفسية للتفاعل والراحة
تجربة النزيل داخل الفندق تمر بمراحل متعددة: الدخول، الإقامة، تناول الطعام، ثم المغادرة.
وفي كل مرحلة، يمكن للصوت أن يُحدث فرقًا ملموسًا في الشعور العام.
فنادق مثل “W Hotels” و“Kimpton” و“Bulgari Resort” تستخدم قوائم موسيقية مصممة بعناية لكل لحظة، حيث يختلف النمط بين اللوبي والمطعم والسبا.
فالموسيقى هنا لا تُختار عشوائيًا، بل بناءً على “الهوية السمعية” التي تمثل روح العلامة التجارية.
فندق عصري شبابي يعتمد موسيقى إلكترونية سريعة لإيصال رسالة الحيوية، بينما فندق فخم يختار مقطوعات كلاسيكية راقية لترسيخ صورة الرفاهية.
السعودية.. الضيافة السمعية في تجربة النزيل
في المملكة العربية السعودية، ومع الطفرة السياحية التي تشهدها ضمن رؤية 2030، بدأت الفنادق المحلية والعالمية تدمج مفهوم “التجربة الصوتية” في برامجها التشغيلية.
ففنادق مثل “فورسيزونز الرياض” و“فيرمونت مكة” و“شذا المدينة” باتت تعتمد على موسيقى خلفية مستوحاة من الثقافة العربية، تتناغم مع طابع المكان والهوية المحلية.
وفي منتجعات “العلا” و“البحر الأحمر”، تُستخدم أصوات الرياح والرمال والمياه كخلفية طبيعية لتوليد إحساس بالاتصال بالطبيعة.
إنها ضيافة سمعية بامتياز، تجعل النزيل يعيش التجربة بعقله الباطن قبل أن يدركها وعيه.
ردهة فندقية راقية تملؤها أنغام هادئة تعزز الشعور بالطمأنينة والترحيب

مطعم فندقي يعتمد موسيقى محلية كلاسيكية لتقوية الهوية الثقافية للضيافة

نزلاء يستمتعون بتجربة سبا علاجية تتناغم فيها الأصوات مع الضوء والروائح

الصوت كجزء من التسويق العاطفي
الموسيقى أصبحت عنصرًا أساسيًا في التسويق الفندقي، فالتجربة التي تثير المشاعر تُترجم إلى تقييمات أعلى ومراجعات إيجابية على الإنترنت.
وفقًا لدراسة أجرتها “HospitalityNet 2024”، فإن 81% من النزلاء يربطون جودة الفندق بالجو العام للمكان، بما في ذلك الأصوات والموسيقى.
كما أشارت الدراسة إلى أن الفنادق التي تطبّق برامج صوتية مخصصة شهدت ارتفاعًا في رضا النزلاء بنسبة 23% مقارنة بتلك التي لا تستخدم موسيقى موجهة.
إنها طريقة جديدة لصناعة “ولاء سمعي” لا يعتمد على الخصومات، بل على الذكريات العاطفية.
الموسيقى والهوية العاطفية للفندق
لكل علامة فندقية اليوم “توقيع صوتي” مثل شعارها البصري.
سلسلة “Westin” مثلاً تعتمد على نغمات مريحة تشبه صوت الموج، بينما “Marriott” تستخدم موسيقى ذات إيقاع متوسط لإيصال طابع النشاط والاحتراف.
أما “Jumeirah” فتدمج الآلات الشرقية مع الموسيقى الحديثة لتجسيد مفهوم الضيافة العربية المعاصرة.
هذه الهويات السمعية لا تُستخدم فقط في الردهات، بل تمتد إلى تطبيقات الهاتف والمكالمات وخدمات الغرف، لتصنع تجربة متكاملة لا تنفصل عن الصوت.
كيف تُقاس فعالية الموسيقى؟
تستخدم بعض الفنادق الحديثة أجهزة تحليل بيولوجية بسيطة مثل تتبّع حركة النزلاء في اللوبي ومعدل بقائهم في المطاعم لقياس تأثير الموسيقى.
كما تُحلّل المراجعات الرقمية على مواقع الحجز لرصد الكلمات المفتاحية المرتبطة بالمزاج مثل “مريح”، “هادئ”، “دافئ”.
النتائج تُظهر أن الموسيقى التي تُضبط وفق “إيقاع المكان” ترفع معدلات البقاء في المساحات العامة وتزيد من الإنفاق في المقاهي والمطاعم بنسبة 12 إلى 18%.
إنها استثمار في الإحساس لا الإعلان.
الموسيقى كعلاج فندقي
في بعض المنتجعات حول العالم، مثل “Six Senses” و“Mandarin Oriental Spa”، تُستخدم الموسيقى كجزء من العلاج النفسي والعصبي.
فالأصوات ذات التردد المنخفض تُستخدم لتهدئة الجهاز العصبي، بينما تُستخدم الترددات العالية لتحفيز الطاقة الصباحية.
وفي تجارب “Sound Therapy Suites” التي بدأت تنتشر في آسيا، تُبنى الجلسة العلاجية بالكامل على موجات صوتية مصممة علميًا لتخفيف التوتر وتحسين المزاج.
لقد أصبحت الموسيقى هنا علاجًا إدراكيًا متكاملًا لا يقل أهمية عن التصميم أو الخدمة.
المستقبل: الفنادق التي “تسمع” ضيوفها
مع تطور الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر تقنيات جديدة تسمح للفنادق بتحليل المشاعر عبر الصوت، لتعديل الموسيقى تلقائيًا وفق الحالة العامة للنزلاء.
تُجرى تجارب حاليًا في أوروبا على أنظمة صوتية ذكية تلتقط نبرة الحديث في اللوبي، فإذا لاحظت ارتفاعًا في مستوى التوتر، تُبدّل الموسيقى إلى نغمات أكثر هدوءًا.
إنها بداية عصر جديد من الضيافة التفاعلية، حيث لا تكتفي الفنادق ببث الصوت، بل تستمع وتستجيب له.
س: لماذا تعتبر الموسيقى عنصرًا أساسيًا في تجربة الفندق؟
ج: لأنها تؤثر مباشرة على المزاج العصبي للنزيل وتخلق انطباعًا عاطفيًا يُترجم إلى راحة وولاء.
س: هل تختلف الموسيقى بين أنواع الفنادق؟
ج: نعم، فالفنادق الفاخرة تستخدم موسيقى هادئة كلاسيكية، بينما الفنادق الشبابية تعتمد إيقاعات سريعة تعكس الحيوية والطاقة.
س: كيف تسهم الموسيقى في رفع تقييمات النزلاء؟
ج: من خلال تحسين الجو العام وتقليل التوتر وزيادة شعور النزيل بالراحة، ما ينعكس على تقييمه النهائي.
س: هل للسعودية دور في تطوير هذا الاتجاه؟
ج: بالتأكيد، إذ تشهد المملكة طفرة في تطبيق التجارب الحسية المتكاملة في الفنادق والمنتجعات ضمن رؤية 2030، بما في ذلك الصوت والموسيقى.




