الهندسة النفسية في تصميم بهو الفنادق.. أكثر من مجرد استقبال
إم إيه هوتيلز – خاص
عندما يخطو النزيل خطواته الأولى داخل الفندق، لا يواجه موظف الاستقبال فحسب، بل يدخل في حوار غير معلن مع المكان نفسه. البهو أو “اللوبي” ليس مساحة عبور فحسب، بل مساحة مصممة لإثارة شعور، توجيه تفكير، وتحديد نوع الانطباع الأول. هنا تتجلى “الهندسة النفسية” كعنصر حاسم في تصميم الفنادق المعاصرة.
بداية التفاعل غير اللفظي
تصميم بهو الفندق هو أول تجربة حسية للنزيل، قبل الكلمات وقبل تسليم البطاقة. لون الجدران، مستوى الإضاءة، ملمس المقاعد، وحتى صوت الموسيقى الخلفية، كلها عناصر تخاطب الجهاز العصبي مباشرة. الهدف ليس الراحة فقط، بل زرع شعور محدد: الثقة، الأمان، الفخامة، أو حتى الانتماء.
العناصر البصرية الموجهة للسلوك
الهندسة النفسية تُوظف الألوان والفراغات وتوزيع الأثاث لتوجيه حركة النزلاء. تصميم الممرات بطريقة مفتوحة يشجع الضيف على الاستكشاف، بينما تخلق الأركان المنحنية إحساسًا بالخصوصية دون الحاجة إلى جدران. حتى ارتفاع السقف قد يوحي بالترف أو الانفتاح، في حين يرسّخ انخفاضه شعورًا بالدفء والحميمية.
الروائح والإضاءة.. تأثير لا يُرى لكنه يُحس
تعتمد بعض الفنادق على عطور مميزة في اللوبي، يتم اختيارها بعناية لتثبيت الهوية الحسية للعلامة التجارية. هذه الروائح تربط الذاكرة العاطفية لدى الضيف بالمكان. كما أن استخدام الإضاءة الدافئة يبعث الطمأنينة ويقلل من التوتر بعد السفر، بينما تُستخدم الإضاءة الطبيعية لإيصال شعور بالنقاء والراحة الذهنية.
الضيافة تبدأ بالهندسة النفسية
تصميم الكاونتر وتوزيع الموظفين ليس أمرًا وظيفيًا فحسب، بل سلوكي أيضًا. وضع المقاعد بعيدًا عن نقطة الاستقبال يخلق مجالًا حُرًّا للتفاعل. واستخدام أرضيات ذات خامات ناعمة يقلل الضجيج ويُشعر الضيف بالأمان. حتى نوع الموسيقى في الخلفية يؤثر على مزاج الانتظار وميل النزيل للتفاعل.
تأثير مباشر على القرار والولاء
تشير دراسات في التسويق الفندقي إلى أن الانطباع المتكوّن خلال أول 90 ثانية داخل البهو يُحدد إلى حدٍّ كبير تقييم النزيل لاحقًا، حتى قبل أن يرى الغرفة. البهو المصمم نفسيًا بشكل متقن يمكن أن يزيد من رغبة الضيف في مشاركة تجربته، أو تمديد إقامته، أو العودة لاحقًا.
اقرأ أيضًا: الغرف المتجاورة.. هل تعزز الترابط العائلي أم تنتهك الخصوصية؟





