/*AMP*/
المدونة

غرف الطابق الأخير.. هل تمنح شعورًا بالخصوصية أم العزلة؟

22 Views

غرف الطابق الأخير.. هل تمنح شعورًا بالخصوصية أم العزلة؟

إم إيه هوتيلز – خاص

كثير من الضيوف يطلبون، أو يُخصّص لهم، غرفًا في الطابق الأخير من الفندق. خيار يبدو مثاليًا للباحثين عن الهدوء أو الإطلالة، لكنه في بعض الحالات يولّد مشاعر غير متوقعة. فهل غرف “السطح” أو “العلية” رمز للخصوصية الراقية؟ أم أنها تنزلق بصمت نحو شعور بالعزلة والانفصال؟ الإجابة ليست واحدة، بل تتعلق بتفاصيل دقيقة تصنع فرقًا كبيرًا في التجربة.

الطابق الأخير.. رمز للتميز أم للهروب؟
غرف الطابق العلوي غالبًا ما تُسوَّق كميزة حصرية: أقل إزعاجًا، أكثر هدوءًا، وتتمتع بإطلالات بانورامية. النزيل يشعر وكأنه ارتقى فوق الضجيج اليومي، سواء في المدينة أو داخل الفندق نفسه. وهناك دائمًا بعد نفسي لهذا الارتفاع: نوع من الاستقلالية المكانية، حتى لو كانت المؤشرات العملية متشابهة.

لكن في بعض الحالات، هذا الهدوء يتحوّل إلى صمت مبالغ فيه، ويشعر النزيل وكأنه “معزول” عن نبض المكان. لا يسمع أصوات الممر، لا يرى الحركة، ولا يشعر بالحياة من حوله — وهو ما قد يولّد شعورًا خفيفًا بالغربة، حتى داخل فندق مزدحم.

المصعد هو الفاصل الحقيقي
الوصول إلى الطابق الأخير يعني اعتمادًا كاملاً على المصعد. وفي حال كان بطيئًا، مشغولًا، أو متوقفًا مؤقتًا، يبدأ الإحساس بالانفصال. النزيل الذي يحتاج وقتًا أطول للوصول إلى غرفته، أو يجد صعوبة في التنقل، قد يشعر أن الموقع “مرتفع” فعليًا، لكن “بعيد” عمليًا. هذا التأخير المتكرر ينعكس على مزاجه، وقد يُترجم في التقييم النهائي كتجربة مرهقة.

في المقابل، حين يكون المصعد سريعًا وذو وصول مباشر إلى الطابق العلوي، تتحول الغرفة إلى ما يشبه الجناح الخاص — حيث الخصوصية لا تأتي على حساب الراحة.

التصميم يلعب الدور الفاصل
الطابق الأخير ليس دائمًا مرادفًا للجودة، خاصة إذا كان تصميمه معزولًا أو سقفه مائلًا كما في بعض الفنادق الكلاسيكية. الشعور بالاتساع، الإضاءة الطبيعية، ودرجة التحكم في درجة الحرارة، كلها عناصر تحسم إن كانت الغرفة “خاصة” أو “ضاغطة”.

غرفة مرتفعة بإطلالة مذهلة ولكن بدون نوافذ تُفتح، أو بإنارة باهتة، قد تعزل الضيف حسيًا. على العكس، غرفة بتصميم بانورامي يسمح بدخول الشمس والهواء تمنحه شعورًا بالتحرر والانتماء، لا الانفصال.

السياق هو الحاسم.. لا الطابق وحده
في الفنادق الكبيرة، قد تكون الغرف العلوية أقرب إلى صالات رجال الأعمال، أو مطاعم السطح، ما يجعلها جزءًا من تجربة النخبة. أما في الفنادق الصغيرة أو ذات البنية الرأسية المحدودة، فإن الغرف الأخيرة قد تكون الأقل اهتمامًا من حيث التجهيز أو الصيانة، وهنا تتحوّل من ميزة إلى عبء.

النزيل لا يبحث فقط عن “الطابق الأعلى”، بل عن القيمة المضافة التي يمنحها ذلك الموقع. خصوصية بدون عزل. هدوء بدون انقطاع. راحة بدون مجهود إضافي للوصول.

الطابق الأخير.. رفاهية مشروطة بالإحساس
عند حجز غرفة في الطابق الأخير، لا يسعى الضيف فقط إلى الابتعاد عن الضوضاء، بل يبحث عن شعور بالاحتواء في أعلى نقطة من الفندق. فحين يشعر أن هذه الغرفة صُممت له، وسُهّل وصوله إليها، واندمجت ضمن التجربة الكاملة، تصبح تجربة لا تُنسى. أما إذا شعر أنها مجرد “غرفة فائضة فوق الجميع”، فإن الخصوصية تتحوّل إلى وحدة، والتميّز إلى انعزال.

اقرأ أيضًا: حركة الستائر التلقائية.. هل ترفع مستوى الإحساس بالفخامة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى