موسيقى الإفطار الصباحي.. هل تحفّز الشهية أم تشتّت النزيل؟


موسيقى الإفطار الصباحي.. هل تحفّز الشهية أم تشتّت النزيل؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في فنادق كثيرة، لا يبدأ الإفطار فقط بتناول الطعام، بل بصوت الموسيقى التي تملأ صالة الطعام بهدوء. من ألحان البيانو الكلاسيكي إلى موسيقى الجاز الخفيفة، تعتمد الفنادق على هذه الطبقة السمعية لصناعة مزاج صباحي معين. لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل تسهم الموسيقى فعلًا في فتح شهية الضيوف وتحسين تجربتهم؟ أم أنها قد تُشتّت انتباههم وتُضعف من شعور الراحة؟
الإفطار كطقس نفسي لا مجرد وجبة
الإفطار داخل الفندق لا يُشبه الإفطار في المنزل أو المكتب. هو لحظة عبور من النوم إلى اليوم، ومن الخصوصية إلى المساحة المشتركة. في هذه اللحظة الانتقالية، تلعب الموسيقى دورًا حساسًا: إما أن تكون جسرًا مريحًا نحو بداية اليوم، أو تصبح عنصرًا زائدًا يضغط على الحواس.
لهذا، لا تُقاس فعالية الموسيقى فقط بنوعها، بل بتوقيتها، ومستواها، ومدى انسجامها مع حجم الحركة داخل المكان.
الموسيقى الخفيفة تحفّز الحواس دون إزعاج
الأبحاث في علم النفس البيئي تشير إلى أن الموسيقى ذات الإيقاع المعتدل والأنغام الهادئة قد تُسهم في تحسين المزاج، وتحفيز الشهية بطريقة غير مباشرة. فالأذن تستقبل الأصوات المريحة كإشارة على الأمان، ما يُسهّل التركيز على الطعام والاستمتاع به.
لكن، حين تخرج الموسيقى عن هذا التوازن — بأن تكون عالية، متكررة، أو لا تتناسب مع ذوق الضيوف — تتحوّل إلى صوت مزعج يُفقد الضيف شعور الهدوء ويؤثر على شهيته.
الهوية الموسيقية للفندق.. هل هي واضحة؟
بعض الفنادق تختار الموسيقى بعشوائية، أو تعتمد على قوائم تشغيل عامة. لكن الفنادق التي تبني هوية صوتية متسقة — بأن تختار نغمة متوافقة مع الطابع العام للعلامة — تُقدّم تجربة أكثر تماسكًا. الموسيقى هنا تصبح امتدادًا لأسلوب الضيافة، لا مجرد صوت في الخلفية.
وهذا ينعكس بوضوح في صالات الإفطار التي تُشعر النزيل أنه في “مكان مدروس”، حيث كل تفصيلة — من الملاعق إلى المقاطع الموسيقية — خضعت لاختيار واعٍ.
الضجيج مقابل الموسيقى.. خط فاصل دقيق
حين تمتلئ صالة الإفطار بالضيوف، تُصبح الأصوات الخلفية جزءًا من التجربة: أدوات تُحرَّك، محادثات خافتة، أصوات خطوات. هنا، قد تساعد الموسيقى على إخفاء الضجيج وتحويله إلى نسيج سمعي متوازن.
لكن إن زاد حجم الصوت عن الحد المريح، أو كان نوع الموسيقى نشطًا أكثر مما يتحمله النزيل صباحًا، فقد يُربك تركيزه ويجعله يبحث عن الزاوية الأكثر هدوءًا — أو يختصر جلسته.
التجربة الصوتية ليست تفصيلة ثانوية
الضيف قد لا يتذكر بالضبط ما كانت الموسيقى، لكنه سيتذكر إن شعر بالراحة أو التوتر. والفندق الذي ينجح في اختيار نغمة الإفطار المناسبة، لا يقدّم فقط طعامًا جيدًا، بل يخلق حالة مزاجية تجعل الضيف أكثر تقبّلًا لكل ما يليها من تفاصيل اليوم.
اقرأ أيضًا: عدد المناشف في الغرفة.. ما العدد الذي يُرضي المسافر العربي؟