لون الممرات بين الغرف.. ما تأثيره على شعور النزيل بالاتجاه؟


لون الممرات بين الغرف.. ما تأثيره على شعور النزيل بالاتجاه؟
إم إيه هوتيلز – خاص
يظن البعض أن الممرات داخل الفنادق مجرد فراغات انتقالية لا تستحق كثيرًا من التفكير، لكن التجربة الفعلية للنزيل تقول غير ذلك. فهي المساحات التي يمر بها أكثر من مرة في اليوم، غالبًا وحده، وغالبًا في لحظات صمت. ولون هذه الممرات، وإن بدا عنصرًا بصريًا بحتًا، فإنه يلعب دورًا عميقًا في شعور الضيف بالراحة، الاتزان، وقدرته على التوجّه بثقة داخل الفندق.
اللون كأداة توجيه لا كمجرد ديكور
عندما يكون لون الممرات موحدًا ومتشابهًا في جميع الطوابق، يفقد الضيف إحساسه بالمكان بسهولة. يجد نفسه يكرر السؤال: هل هذا هو الجناح الصحيح؟ هل تجاوزت المصعد؟ اللون في هذه الحالة لا يخدم، بل يربك. على العكس، حين يُستخدم اللون للتفريق بين الطوابق أو الأقسام، يمنح النزيل خريطة ذهنية بصرية، تُعينه على التذكّر والاستدلال دون الحاجة إلى علامات إضافية.
في فنادق كثيرة، أصبح اللون أحد أدوات الملاحة غير المكتوبة.
الدرجات الداكنة.. هل تخلق فخامة أم عزلة؟
في محاولات خلق انطباع بالهدوء أو الفخامة، تعتمد بعض الفنادق على ألوان داكنة في الممرات مثل الرمادي الغامق أو الأزرق البحري. لكنها بذلك تخاطر أحيانًا بخلق بيئة مغلقة بصريًا، خاصة إذا لم يُستخدم إضاءة مناسبة. يشعر النزيل أنه يتحرك في نفق، أو مساحة بلا نهاية واضحة.
اللون الداكن قد يكون أنيقًا، لكنه يحتاج إلى توازن بصري دقيق حتى لا يتحوّل إلى عبء نفسي.
الدرجات الفاتحة.. راحة لكن على حساب التميّز؟
الألوان الفاتحة مثل البيج أو الأبيض تُضفي إحساسًا بالاتساع، وتُريح العين. لكنها في الممرات الطويلة قد تؤدي إلى شعور بالرتابة أو التكرار. عندما تتشابه الجدران، الأرضيات، والأبواب دون فاصل لوني، يفقد الضيف حس الاتجاه أو التقدير البصري للمسافة التي يقطعها.
هنا، قد يكون الحل في استخدام ألوان متدرجة أو خطوط لونية تُمكّن الضيف من تتبّع مساره بصريًا.
اللون والذاكرة المكانية.. علاقة ثابتة
الدماغ البشري يعتمد على الألوان كأداة لحفظ الاتجاه، خاصة في البيئات المغلقة. عندما يرتبط طابق معين بلون معين، يُصبح العثور على الغرفة في اليوم التالي أسهل. اللون هنا لا يخدم فقط جمالية المكان، بل يُترجم إلى وظيفة معرفية حقيقية.
الضيافة الذكية تستثمر في هذا الرابط: اختيار لون الطابق ليس قرارًا تجميليًا، بل تصميم لراحة عقلية.
الممر.. اختبار صامت لفهم التفاصيل
حين يُصمم الفندق ممراته دون التفكير في أثر اللون على التوجيه، فإنه يُرهق النزيل دون أن يدري. في المقابل، حين يشعر الضيف أن الممر يقوده بثقة، ويُشعره بأنه في طريقه الصحيح دون تردّد، فإن الفندق قد كسب نقطة مهمة دون قول كلمة واحدة.
اقرأ أيضًا: قفل الباب من الداخل.. متى يشعر النزيل بالسيطرة أو التهديد؟