M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

شكل الكرسي في بهو الفندق.. كيف يؤثر على مدة الجلوس؟
المدونة

شكل الكرسي في بهو الفندق.. كيف يؤثر على مدة الجلوس؟

شكل الكرسي في بهو الفندق.. كيف يؤثر على مدة الجلوس؟

إم إيه هوتيلز – خاص

عندما يدخل الضيف بهو الفندق، لا يختار الجلوس عشوائيًا. بل تقوده الحواس — خصوصًا البصر والإدراك الجسدي — لاختيار مكان يُشعره بالراحة والأمان. من بين كل التفاصيل المعمارية في البهو، يبرز “شكل الكرسي” كعنصر تصميمي صامت، لكنه فعّال للغاية في تحديد سلوك الضيف: هل يجلس لدقائق؟ أم يطيل البقاء؟ وهل يشعر بالاسترخاء أم بالعبور المؤقت؟

الكرسي ليس للجلوس فقط.. بل للتفاعل والانتظار
كرسي البهو لا يخدم غرض الراحة الجسدية فحسب، بل يُسهّل أيضًا عملية الانتظار، التفاعل مع موظفي الاستقبال، أو مجرد التقاط لحظة تأمل وسط المكان. الشكل الخارجي للكرسي، ميل ظهره، حجم وسادته، وارتفاعه عن الأرض، كلها تفاصيل تؤثر على مدة الجلوس دون أن يُدركها الضيف مباشرة.

إذا كان الكرسي صلبًا أو منخفضًا جدًا، يشعر النزيل أن الجلوس مؤقت، بل ومرهق بعد دقائق. أما إذا كان واسعًا، مدعّمًا، ويوحي بالخصوصية، فإن الضيف يطيل البقاء، بل ويتحول الكرسي إلى “زاوية مريحة” داخل فضاء عام.

الكرسي كأداة توجيه سلوكي غير مباشر
تختار بعض الفنادق كراسي بتصميم هندسي قائم وزوايا حادة لخلق طابع رسمي أو ديناميكي، بهدف تقليل مدة الجلوس وتشجيع الحركة السريعة في بهو مزدحم. على النقيض، تستخدم فنادق أخرى كراسي عميقة ومبطنّة، بتصميم منحني وملمس ناعم، لتوجيه الضيف نحو البقاء والاسترخاء.

الكرسي هنا يُصبح وسيلة ضمنية تضبط إيقاع المكان، دون تدخل بشري أو تعليمات واضحة.

المواد والتنجيد.. الرسائل اللمسية الخفية
نوع القماش أو الجلد المستخدم يُرسل رسائل مباشرة إلى الجسد. الكراسي المكسوّة بأقمشة دافئة توحي بالترحاب، بينما تمنح الكراسي الجلدية الناعمة شعورًا بالفخامة والرسمية. حتى ملمس ذراعَي الكرسي ومدى قابلية الانغماس فيه يحددان سلوك الجلوس: هل يُستخدم كراحة مؤقتة أم استراحة مطوّلة؟

الفندق الذي يراعي هذه التفاصيل يعترف ضمنيًا بأن البهو ليس مجرد نقطة عبور، بل مساحة لها إيقاعها الخاص وتجربتها الحسية.

تصميم الظهر والخصوصية.. بين الانفتاح والعزلة
الكرسي ذو الظهر المرتفع يخلق شعورًا بالخصوصية، حتى في بهو مفتوح. يُفضّله الضيف الذي ينتظر طويلاً أو يحتاج إلى لحظة عزل. في المقابل، الكرسي ذو الظهر المنخفض والمفتوح على الفضاء المحيط، يدعو للاندماج والاختلاط، وغالبًا ما يُستخدم في اللقاءات السريعة.

كلما زادت استدارة التصميم وتوجّه المقعد نحو الداخل، كلما شعر النزيل بأنه في مساحة مريحة لا تهدده نظرات المارّين أو حركة الاستقبال.

الكرسي.. تفصيلة صغيرة بتأثير طويل
قد لا يتذكر الضيف شكل اللوبي بالكامل، لكنه يتذكر جيدًا شعور الكرسي الذي جلس عليه. هل وجده مريحًا؟ هل استطاع الجلوس بثقة؟ هل شعر أنه مكان يليق بالانتظار أم دفعه للمغادرة سريعًا؟ هذه الأسئلة تُجيب عنها تفاصيل التصميم أكثر مما تفعل الكلمات أو التصنيفات.

اقرأ أيضًا: صوت طرق التنظيف في الصباح.. إزعاج بسيط أم عائق نفسي؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *