الستارة الشفافة خلف السميكة.. هل تؤثر على جودة النوم؟
إم إيه هوتيلز – خاص
قد يظن البعض أن موقع الستائر أو نوعها في الغرفة الفندقية أمر ثانوي لا يستحق التأمل، لكن تجربة الضيف تقول العكس تمامًا. فحين تُسدل الستارة السميكة ليلاً، بينما تبقى الستارة الشفافة في الخلف، لا ينتهي دور الضوء. كمية الضوء المتسرّب عبر الطبقات، ومدى قدرة النزيل على حجب الخارج بالكامل، قد تحدد جودة نومه ورضاه عن الإقامة.
التحكم بالضوء.. أول خطوة نحو النوم العميق
الضوء الطبيعي له علاقة مباشرة بجودة النوم. وكل تسرب بسيط له من الخارج — عبر فجوة في الستارة، أو من خلف الشفافة — يُربك ساعة الجسم البيولوجية، خصوصًا لدى النزلاء الحساسين أو أولئك القادمين من رحلات طويلة. الستارة الشفافة، حتى إن لم تكن مقصودة في الاستخدام، تعمل أحيانًا كـ”فلتر معاكس” يعيد نشر الضوء بدلًا من حجبه.
الفنادق التي تُركّب الستائر بترتيب خاطئ، أو بمساحة لا تضمن الإغلاق الكامل، تدفع ثمنًا غير مرئي في تقييم النوم.
الشفافة والسميكة.. من يخدم من؟
في التصميم الداخلي الحديث، تأتي الستارة الشفافة عادةً أمام الزجاج، لتمنح الخصوصية نهارًا دون حجب الضوء الطبيعي. أما الستارة السميكة فتُستخدم لحجب الضوء تمامًا ليلاً. لكن عندما تكون الشفافة خلف السميكة — كما في بعض الفنادق — فإنها تعيق التغطية الكاملة، وتسمح للضوء بالتسرب من الأعلى أو الجوانب.
هذا الترتيب يُضعف الوظيفة الأصلية للستائر، ويحول ما يجب أن يكون بيئة نوم مظلمة إلى بيئة إضاءة رمادية غير متجانسة.
الظلال المتسللة.. مصدر قلق غير معلن
حتى إن لم يكن الضوء قويًا، فإن وجود ظل متحرك خلف الستارة، أو بقايا إنارة من ممر خارجي، يُمكن أن يُسبّب توترًا داخليًا للنزيل. الدماغ يبقى في حالة “رصد”، ما يؤثر على نوعية النوم وعلى المرحلة العميقة منه بشكل خاص.
المشكلة أن الضيف قد لا يربط بين السبب والنتيجة مباشرة، لكنه سيستيقظ متعبًا أو غير مرتاح، وربما يُحمّل السرير أو الوسادة اللوم بدلًا من الستائر.
تفصيلة تركيب لا يُستهان بها
الفندق الذكي لا يكتفي باختيار قماش جيد، بل يهتم بطريقة التعليق، العرض الكافي للستارة السميكة، وقدرتها على الإغلاق التام. كما يتأكد من أن الستارة الشفافة لا تعيق انسياب القماش السميك، ولا تسبّب بروزًا بصريًا يُشوّه العتمة.
حتى مادة القضيب العلوي، ومكان تمركز الستائر، يؤثران على الإغلاق الصامت والمريح — وكلها عناصر تلعب دورًا خفيًا في صناعة نوم هادئ.
الستارة.. شريك نوم لا يُلاحظ إلا عند غيابه
الضيف لا يُدوّن ملاحظات على الستارة إن نام جيدًا، لكنه يشتكي منها فور شعوره بالانزعاج. وبين سطر وسطر في تقييمات الغرف، تظهر كلمات مثل “الضوء يدخل من الجانب” أو “لم أتمكن من إظلام الغرفة كليًا”. هذه العبارات لا تتعلّق فقط بالقماش، بل بتلك الستارة الشفافة التي تُركت خلف السميكة — في ترتيب عكسي يُضعف الوظيفة.
اقرأ أيضًا: شكل الكرسي في بهو الفندق.. كيف يؤثر على مدة الجلوس؟





