الهاتف الأرضي في الغرفة.. هل هو حاجة خدمية أم بقايا ماضٍ؟
إم إيه هوتيلز – خاص
وسط تسارع الخدمات الذكية، وتطبيقات الهواتف المحمولة التي تُلبّي طلبات الغرف بكبسة زر، يبدو الهاتف الأرضي في غرف الفنادق كأثرٍ من زمنٍ مضى. قطعة بلاستيكية موضوعة بجانب السرير، نادرًا ما تُستعمل، لكنها ما زالت حاضرة في معظم تصميمات الضيافة — فما السبب؟ هل هو مجرد تقليد متبقٍّ من الماضي، أم أن له وظيفة لا يمكن الاستغناء عنها بعد؟
الهاتف الأرضي.. رمز وظيفي أم راحة نفسية؟
رغم تطور الوسائل، يظل الهاتف الأرضي في الفندق يُمثّل نوعًا من الطمأنينة. وجوده يُشعر الضيف بأن هناك “خطًا مباشرًا” مع الإدارة، خدمة الغرف، أو الطوارئ. لا حاجة لفتح تطبيق أو إدخال كلمة مرور، فقط ترفع السماعة وتُطلب المساعدة.
هذه البساطة، رغم بدائيتها، تمنح راحة نفسية خاصة للضيوف الأكبر سنًا، أو أولئك غير المعتادين على التقنيات الحديثة، أو ببساطة من لا يريدون التعامل مع شاشات أثناء إقامتهم.
خدمة تُستخدم أقل لكنها تُتوقّع دائمًا
قد لا يستخدم النزيل الهاتف الأرضي إلا مرة أو مرتين، وربما لا يستخدمه إطلاقًا. لكن غيابه يُلاحَظ أكثر من وجوده. ضيوف كُثُر ما زالوا يتوقعون وجوده ضمن “بنية الخدمة الكاملة”. لذلك، إزالته تمامًا قد يُثير استغرابًا، وربما يُربك بعض العمليات الأساسية مثل طلب الإفطار أو الإبلاغ عن مشكلة.
في بعض الفنادق الفاخرة، يُستخدم الهاتف الأرضي بشكلٍ استراتيجي كقناة فورية للتفاعل الشخصي، دون الحاجة لأي خطوات وسيطة.
الهاتف مقابل التطبيق.. تجربة تحت المقارنة
تطبيقات الخدمة تتيح مزايا لا يمكن للهاتف الأرضي مجاراتها: تتبّع الطلب، واجهات متعددة اللغات، خيارات تخصيص، وتقييم الخدمة بعد الانتهاء. لكنها تفتقد لشيء أساسي: الصوت الإنساني.
مكالمة واحدة تُتيح لموظف الفندق قراءة نبرة صوت الضيف، فهم مزاجه، وتقديم حلول مرنة. وهو أمر يصعب تحقيقه عبر قوائم إلكترونية.
لهذا، تعمد بعض الفنادق إلى الدمج بين الطريقتين، فتُبقي الهاتف الأرضي للطلبات السريعة، وتُخصّص التطبيقات للخدمات القابلة للتفصيل أو الطلبات المتأخرة.
ما الذي يمنع التخلص منه بالكامل؟
الاعتبارات الأمنية هي أحد الأسباب الرئيسية لبقاء الهاتف الأرضي. في حالات الطوارئ، وانقطاع الإنترنت، أو وجود مشكلة في هاتف الضيف، يظل الهاتف الثابت الوسيلة الأكثر مباشرة واستقرارًا.
كما أن بعض السياسات التشغيلية في الفنادق — خاصة تلك المرتبطة بالتصنيف الرسمي — ما زالت تشترط وجود الهاتف كجزء من “الحد الأدنى من تجهيزات الغرفة”، لا سيما في الفنادق المصنفة.
الهاتف كتفصيل تصميمي لا كمجرد جهاز
بعض الفنادق بدأت تعيد تصميم الهاتف الأرضي، لا لتحديثه وظيفيًا فقط، بل ليكون جزءًا من هوية الغرفة. نرى نماذج بتصاميم كلاسيكية، أو أجهزة ذات شاشات لمسية تُدمج بين الشكل التقليدي والمضمون الرقمي، ليصبح الهاتف قطعة تواصلية “ذات طابع” بدل أن يكون مجرد وسيلة من الماضي.
اقرأ أيضًا: البيجاما في الفندق.. هل من حق الضيف ارتداؤها خارج غرفته؟





