البيجاما في الفندق.. هل من حق الضيف ارتداؤها خارج غرفته؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في بيئة الضيافة التي تدور حول الراحة والانفتاح، تظهر مشاهد تثير الجدل الهادئ: نزيل يتجول في الردهة أو يصعد إلى بوفيه الإفطار مرتديًا بيجاما. تصرف قد يبدو طبيعيًا في مساحة شخصية، لكنه يفتح نقاشًا متكرّرًا في الفنادق حول التوازن بين حرية الضيف والذوق العام.
فهل يُعتبر ارتداء البيجاما خارج الغرفة حقًا شخصيًا، أم خرقًا لقواعد اللياقة غير المكتوبة في أماكن الضيافة؟
بين الراحة الشخصية والمساحة العامة
الفندق ليس منزلًا كاملًا، لكنه ليس مكانًا عامًا تمامًا. هذه المنطقة الرمادية تُربك الضيوف أحيانًا وتضع الإدارات الفندقية أمام مواقف حرجة. الضيف قد يشعر أن من حقه التنقل بملابس النوم ما دام الفندق يُمثّل “بيته المؤقت”، بينما يرى آخرون أن اللباس جزء من احترام المشترك، خاصة في المساحات مثل المطاعم، الردهات، أو المصاعد.
الفارق هنا ليس قانونيًا، بل ثقافي وسلوكي، يرتبط بسياق المكان ونوعية النزلاء.
المعايير تختلف حسب الموقع والدرجة
الفنادق الاقتصادية أو الشاطئية قد تتسامح مع ظهور الضيوف بملابس نوم أو ملابس غير رسمية في الردهة، أما الفنادق الفاخرة أو التي تحمل طابعًا كلاسيكيًا، فغالبًا ما تحتفظ بتوقعات ضمنية عن مستوى اللباس في الأماكن المشتركة.
حتى الموقع الجغرافي له دور: في بعض الثقافات، يُنظر إلى البيجاما خارج الغرفة كعلامة على قلة الذوق، بينما في ثقافات أخرى يُعتبر ذلك سلوكًا عاديًا في بيئة غير رسمية.
هل هناك سياسات مكتوبة؟ غالبًا لا
القليل من الفنادق يضع في سياساته الصريحة عبارة تمنع ارتداء البيجاما خارج الغرفة، لأن ذلك يدخل ضمن ما يُعرف بـ”الإتيكيت المتوقّع”. لكن هذا الصمت الرسمي لا يمنع شعور بعض النزلاء بالإحراج أو الانزعاج حين يُصادفون ضيوفًا بملابس نوم في المصعد أو عند بوفيه الإفطار.
وهنا يأتي دور الفنادق في تحديد نغمة السلوك المقبول من خلال التلميح، التصاميم، وتعامل الموظفين، دون اللجوء إلى فرض مباشر يُفسد شعور الضيافة.
الحرية الفردية لا تُلغي الذوق العام
قد يكون للضيف الحق في الشعور بالراحة، لكنه لا يملك الحق في فرض أسلوبه الخاص على الفضاء المشترك. البيجاما، رغم بساطتها، تُمثل رمزًا للخصوصية. وعند تجاوز هذا الرمز إلى الأماكن العامة، يتحوّل الموقف إلى تعبير ثقافي يحتاج إلى توازن دقيق.
الفندق الناجح هو من يعرف كيف يُقدّم هذه الرسالة بلطف: أن الراحة تبدأ بالاحترام المتبادل.
الحل في التوعية الصامتة
بدلًا من منع صريح أو توجيه مُحرِج، تلجأ بعض الفنادق إلى حلول ذكية: لافتات توجيهية أنيقة، أو تصميم ردهات ومداخل المطاعم بطريقة تُشجّع على ارتداء ملابس مناسبة، أو توفير “رداءات خفيفة” للنزلاء الذين يخرجون من السبا أو غرفهم بلباس غير رسمي.
الرسالة هنا ليست: “لا تفعل”، بل: “هكذا نحافظ على تجربة الجميع”.
اقرأ أيضًا: المنبه على الطاولة.. تفصيلة قد تُربك صباح النزيل أو تُنظمه؟





