M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

هل تغيرت معايير "خدمة الغرف" بعد الجائحة؟
المدونة

هل تغيرت معايير “خدمة الغرف” بعد الجائحة؟

هل تغيرت معايير “خدمة الغرف” بعد الجائحة؟

إم إيه هوتيلز – خاص

قبل جائحة كوفيد-19، كانت “خدمة الغرف” تُعد من العلامات الفاخرة في تجربة الإقامة الفندقية. عشاء يُقدّم على عربة فاخرة، قائمة طعام ورقية، ومصافحة ودودة عند الباب.

لكن بعد الجائحة، لم تعُد هذه التفاصيل كافية، بل أصبحت أحيانًا غير مرحّب بها. تغيرت معايير النظافة، توقعات الضيوف، وأدوات التفاعل، ليولد شكل جديد من الخدمة يُعيد تعريف “الراحة داخل الغرفة” ويجعلها أكثر أمانًا، وأكثر تخصيصًا، وأقل تلامسًا.

التحول إلى الخدمة غير التلامسية

أكبر تحوّل شهدته خدمة الغرف كان اعتماد نموذج “الخدمة بلا احتكاك”. لم يعُد من الضروري أن يدخل الموظف الغرفة، بل تُسلَّم الوجبة على طاولة عند الباب، ويصل إشعار إلى هاتف النزيل بمجرد وصولها.

حتى الدفع لم يَعُد ورقيًا أو نقديًا، بل أصبح يتم بالكامل عبر تطبيق الفندق أو برمز QR داخل الغرفة.

قوائم رقمية بدلًا من الورق

مع تراجع استخدام الأدوات المشتركة، اختفت القوائم الورقية التقليدية. في المقابل، أصبحت القوائم التفاعلية جزءًا من شاشة الغرفة أو التطبيق، حيث يمكن للضيف اختيار الطبق، تعديل المكونات، وتحديد وقت التسليم بدقة.

هذا التحوّل عزز الراحة، وخفف من الأخطاء، وجعل الخدمة أسرع وأكثر تخصيصًا.

مزيد من التخصيص.. وقليل من الشكليات

بدلًا من تقديم قائمة واحدة عامة لكل الضيوف، بدأت الفنادق الذكية بعرض قوائم مخصصة بناءً على تفضيلات النزيل الغذائية، تاريخه السابق، أو حتى توقيت إقامته (وجبات صباحية خفيفة للمسافرين المبكرين مثلًا).

هذا التخصيص يُشعر النزيل أن الفندق يعرفه، ويُقدّم له ما يناسبه دون أن يطلب.

النظافة.. عنصر استراتيجي لا خلفي

في الماضي، كانت النظافة تُعتبر أمرًا بديهيًا. اليوم، أصبحت ميزة تسويقية. يتم تغليف الأطباق بشكل محكم، وتعقيم عربة التوصيل بعد كل استخدام، ويُعرض سجل التنظيف للنزيل بشفافية.

بعض الفنادق توفّر خيار طلب طعام بعبوات مستهلكة واحدة، لضمان عدم إعادة الاستخدام أو التلوث.

تحديات التشغيل.. وتغيير عقلية الطاقم

هذا التحوّل فرض على الفنادق إعادة تدريب الموظفين، وتعديل مسارات العمل. التفاعل مع الضيف أصبح رقميًا أكثر من كونه بشريًا، والسرعة لم تَعُد العامل الأهم وحده، بل الأمان أيضًا.

الطاقم يجب أن يتقن استخدام الأنظمة، ويعرف كيف يُقدّم الخدمة بفعالية دون تلامس مباشر، مع الحفاظ على مستوى الاحترافية.

الفرق بين فندق يُطوّع الخدمة، وآخر يتمسّك بالنمط القديم

الفندق الذي فهم أن خدمة الغرف بعد الجائحة تتطلب إعادة هيكلة في الشكل والمضمون، استطاع الحفاظ على رضا الضيوف ورفع تقييمه. أما من تمسّك بالنمط التقليدي دون مراعاة التحولات السلوكية والصحية، فقد تراجع في سباق التنافس.

في النهاية، الراحة لا تكفي، بل يجب أن تكون “آمنة، ذكية، ومخصصة”.

اقرأ أيضًا: اتجاهات “التصميم الداخلي” الحديثة في الفنادق

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *