اتجاهات “التصميم الداخلي” الحديثة في الفنادق
إم إيه هوتيلز – خاص
لم يَعُد التصميم الداخلي في الفنادق عنصرًا جماليًا فقط، بل أصبح لغة تواصل غير منطوقة، تحدد كيف يشعر النزيل، وكيف يُقيّم إقامته، وما إذا كان سيعود أو لا. ومع تطور توقعات الضيوف، وتسارع التحول الرقمي، تشهد صناعة الضيافة تحولًا جذريًا في معايير التصميم الداخلي، يجمع بين الراحة، التكنولوجيا، والهوية المحلية.
فما هي أبرز هذه الاتجاهات؟ وكيف يُعاد تشكيل الغرف والردهات لتواكب جيلًا جديدًا من النزلاء؟
التجربة الشخصية تبدأ من الجدار
تسعى الفنادق الحديثة إلى تحويل الغرفة من “حيز إقامة” إلى “تجربة بصرية ووجدانية”. لم تعُد الألوان حيادية دائمًا، بل تُنتقى لتعكس شخصية العلامة التجارية، والمزاج المستهدف. يُستخدم الضوء، الخامات، والملمس لتوجيه مشاعر الضيف، وخلق أجواء مريحة ومُلهمة.
التصميم الحيوي.. الطبيعة تدخل الغرفة
أحد أقوى الاتجاهات هو اعتماد التصميم الحيوي (Biophilic Design)، الذي يدمج العناصر الطبيعية كالخشب، النباتات الحيّة، الإضاءة الطبيعية، والماء. الهدف هو تحقيق الراحة النفسية وتعزيز الاتصال بالطبيعة حتى داخل قلب المدينة.
فندق يستخدم المواد الطبيعية في الجدران والأثاث، يُشعِر النزيل بهدوء فطري لا توفّره التكنولوجيا وحدها.
المساحات متعددة الوظائف.. مرونة الضيافة الجديدة
تغير سلوك النزيل أدّى إلى تغيّر التصميم. الغرف لم تَعُد فقط للنوم، بل للعمل، وممارسة الرياضة، والاسترخاء. ولهذا، يُعاد تشكيل الأثاث ليكون مرنًا: طاولات قابلة للطي، أسرّة يمكن إخفاؤها، زوايا عمل ذكية، ومساحات معيشة مفتوحة.
هذا النهج يخدم نزلاء العمل والترحال الرقمي الذين يبحثون عن مساحات إنتاج وراحة في آنٍ واحد.
التكنولوجيا المدمجة.. خفية لكنها حاضرة
التصميم الحديث لا يُظهر التكنولوجيا، بل يُخفيها في بنية المكان: شواحن مدمجة في الطاولات، أنظمة تحكم ذكية مدمجة في الجدران، إضاءة تستجيب للحركة، وستائر تُفتح تلقائيًا مع شروق الشمس.
هذا التكامل يجعل الغرفة ذكية دون أن تُشعر النزيل بأنه داخل آلة.
السرد البصري.. هوية الفندق في كل زاوية
الفنادق الجديدة تعتمد على التصميم الروائي: حيث تروي كل قطعة أثاث أو عمل فني قصة ترتبط بالمنطقة، التاريخ، أو الفكرة العامة للفندق. هذه التفاصيل تُصنع لهوية مميزة، وتُشعر الضيف بأنه يقيم في مكان فريد، لا مجرد نسخة متكررة.
التصميم المستدام.. الجمال الواعي
الوعي البيئي بات جزءًا من الذوق الرفيع. استخدام مواد معاد تدويرها، مصادر طاقة طبيعية، أنظمة تهوية ذكية، وأثاث صديق للبيئة أصبح جزءًا من لغة التصميم، خصوصًا لدى الفنادق الفاخرة التي تضع “الاستدامة” ضمن علامتها.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر “تجربة النزيل” على تقييم الفندق؟





