اتجاهات تسويق الفنادق عبر الإنترنت.. كيف تجذب النزلاء في عصر تيك توك؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عصر أصبحت فيه مقاطع الفيديو القصيرة أداة التأثير الأولى في قرارات الشراء والسفر، تغيّرت تمامًا قواعد التسويق الفندقي.
لم يعُد الموقع الإلكتروني وحده كافيًا، ولم تعُد الإعلانات التقليدية تقنع المسافر الرقمي. بل إن نزلاء اليوم، خاصة من الجيل الجديد، يتّخذون قراراتهم بناءً على ما يشاهدونه على تطبيقات مثل تيك توك، ويميلون أكثر نحو التجربة المرئية السريعة، والرسائل القصيرة المؤثرة، والمحتوى الذي يشعرون بأنه واقعي وليس إعلانًا مباشرًا.
في هذا السياق، أصبح التسويق الفندقي يتطلب استراتيجية جديدة بالكامل، تُركّز على الفيديو، السرعة، الشخصية، والقدرة على التفاعل اللحظي.
من الجاذبية البصرية إلى التأثير الاجتماعي
على تيك توك، لا يتفاعل المستخدم مع الإعلانات الرسمية بقدر تفاعله مع التجارب الشخصية، الزوايا غير المتوقعة، واللحظات الحقيقية.
الفندق الذي يُظهر نفسه من خلال ضيوفه، موظفيه، أو مؤثري السفر، يُحقق انتشارًا أوسع بكثير من الذي يعتمد على مقاطع احترافية ذات طابع دعائي واضح.
ولذلك، انتقلت الفنادق الذكية إلى اعتماد محتوى يُبنى من الحياة اليومية داخل الفندق، مثل لحظة تسجيل الدخول، إفطار مميز في التراس، أو مشهد غروب من الغرفة.
الفيديو القصير.. أداة الحجز الجديدة
في السابق، كان الحجز يعتمد على الصور ومواصفات الغرف، أما اليوم، فأصبح الفيديو هو المُحرّك الأساسي لقرار النزيل.
المقاطع التي تُظهر رحلة الضيف من الباب إلى السرير، أو تجربة سبا، أو تناول الطعام في المطعم، تخلق انطباعًا مباشرًا وسريعًا في ذهن المستخدم.
بعض الفنادق خصصت فرقًا صغيرة لإنتاج محتوى موجه حصريًا لتطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام ريلز، وتُقدّم فيه “جولة داخل الفندق في 15 ثانية”، أو “نصائح إقامة فندقية لا يعرفها أحد”، أو “ما لا تراه عادة في الفندق”.
المؤثرون.. من الاستعراض إلى صناعة الثقة
الاعتماد على المؤثرين في التسويق الفندقي لم يعد مقتصرًا على دعوات الإقامة، بل أصبح شراكة استراتيجية في بناء هوية الفندق.
المؤثرون المناسبون اليوم ليسوا فقط أصحاب الأرقام، بل من يملكون جمهورًا متفاعلًا، ويُظهرون تجربتهم بصدق، ويوصون بالفندق كاختيار شخصي وليس إعلانًا.
ولهذا، نجحت بعض الفنادق في مضاعفة حجوزاتها من خلال حملات مؤثرة مُحكمة، استهدفت فئة معينة من الجمهور، مثل عشاق الاسترخاء، أو الأزواج الجدد، أو العاملين عن بعد.
التفاعل.. لم يعُد الجمهور ينتظر
المتابع اليوم لا يكتفي بالمشاهدة، بل يريد التفاعل. لذلك، أطلقت فنادق عديدة حملات ترويجية تفاعلية على تيك توك، مثل تحديات المقاطع المصورة داخل الفندق، أو سؤال “ما رأيك في هذه الإطلالة؟”، أو حتى ترك القرار للجمهور لاختيار ديكور الغرفة القادمة.
هذا النوع من التفاعل يُشعر المستخدم بأنه شريك في التجربة، ويجعل الفندق ليس فقط وجهة إقامة، بل منصة مفتوحة للخيال والمشاركة.
محركات الحجز وTikTok.. هل من تكامل؟
بدأت بعض الفنادق تبحث عن الربط المباشر بين الفيديو والحجز. وظهرت شركات تُطوّر أدوات تسمح للضيف بالحجز من داخل الفيديو مباشرة، أو عبر روابط مدمجة في بروفايل الفندق.
ورغم أن هذا النوع من التكامل لا يزال في بدايته، إلا أن اتجاه الفنادق نحو تحويل المحتوى إلى حجز مباشر سيُشكّل فارقًا كبيرًا في التحويلات.
الفرق بين فندق يواكب المنصة وفندق يعيد تدوير إعلاناته
الفندق الذي يُدرك خصوصية كل منصة، وينتج محتوى حقيقيًا وجاذبًا، يُحقق نتائج مذهلة. أما الفندق الذي يُعيد نشر نفس الإعلان الطويل بصيغة مقطعة، أو يُظهِر فخامته دون قصّة، فلن يصل إلى الجمهور الذي يبحث عن البساطة، العفوية، والوضوح.
الضيوف الجدد لا يتأثرون بما يُقال لهم، بل بما يرونه يُقال عنك.
تساؤلات الإدارة.. هل لدينا استراتيجية محتوى أم نكتفي بالنشر؟
تسويق الفنادق في عصر تيك توك لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة بقدر حاجته لفهم الجمهور، الجرأة في العرض، والسرعة في التفاعل.
هل لدى الفندق فريق يُنتج مقاطع قصيرة بانتظام؟ هل يُتابع التريندات ويُعيد توظيفها؟ هل يُفسح المجال للضيوف لصناعة المحتوى؟ هذه الأسئلة تُحدّد مدى استعداد الفندق لاقتناص فرص النمو الرقمي في 2025.
اقرأ أيضًا: دور الشراكات مع المطاعم المحلية في جذب النزلاء




