/*AMP*/
المدونة

خدمة لا تلامسية بالكامل.. هل تستحق الاستثمار؟

خدمة لا تلامسية بالكامل.. هل تستحق الاستثمار؟

73 Views

خدمة لا تلامسية بالكامل.. هل تستحق الاستثمار؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم ما بعد الجائحة، أصبح مفهوم “الخدمة اللاتلامسية” أحد أبرز التحولات في تجربة الضيافة. من تسجيل الدخول إلى طلب الطعام، من فتح الغرفة إلى تسجيل المغادرة.. بات بإمكان النزيل إتمام إقامته دون أي تفاعل مباشر مع طاقم العمل.

لكن بعد مرور أعوام على هذا التحول، يطرح كثير من أصحاب الفنادق تساؤلًا واقعيًا: هل تستحق التجربة اللاتلامسية هذا الاستثمار؟ وهل يقدّرها النزلاء فعلًا؟ أم أنها مجرّد استجابة ظرفية فقدت بريقها تدريجيًا؟

من الاحتراز إلى التفضيل.. كيف تغيّر السلوك؟

ما بدأ كإجراء وقائي خلال الأزمات الصحية، تحوّل تدريجيًا إلى خيار مفضّل لدى كثير من النزلاء.
جيل الشباب، والمسافرون من رجال الأعمال، وحتى العائلات التي تسافر كثيرًا.. جميعهم أصبحوا يقدّرون التجربة السريعة، الشخصية، والمتحكم بها عبر هواتفهم.

فالخدمة اللاتلامسية لا تعني فقط “عدم اللمس”، بل تعني الاستقلال، الخصوصية، والتحكم الكامل في كل تفصيلة.

التقنية كبديل لا يُشعرك بالغربة

نجاح التجربة اللاتلامسية لا يتوقف على غياب الموظف، بل على حضور التقنية بديلًا ذكيًا.
عند تسجيل الدخول، يجب أن تكون الواجهة الرقمية واضحة وسهلة. عند فتح الغرفة بالمفتاح الرقمي، يجب أن يعمل دون تأخير. عند طلب الخدمة عبر التطبيق، يجب أن تصل دون تكرار الطلب أو الاتصال الهاتفي.

أي خلل في هذه الرحلة الرقمية يُفسد التجربة برمّتها، ويحوّل الراحة إلى إحباط.

التكلفة.. هل هي استثمار طويل المدى؟

كثير من الفنادق تتردّد في اعتماد النظام اللاتلامسي الكامل بسبب التكلفة.. ولكن عند تحليل الصورة الكبرى، تظهر مكاسب ملموسة: تقليل الحاجة للكوادر في المهام التكرارية، خفض التكاليف التشغيلية، تقليل الأخطاء البشرية، ورفع كفاءة الخدمة في أوقات الذروة.

بل إن بعض الفنادق أبلغت عن ارتفاع في تقييمات الضيوف بعد اعتماد النظام، خاصة من حيث الخصوصية وسرعة الخدمة.

الفرق بين فندق يقدّم اللاتلامسية باحتراف، وآخر يستخدمها كديكور

الفندق الأول يُصمّم الرحلة الرقمية من البداية حتى النهاية.. كل خطوة محسوبة، كل واجهة مصقولة، وكل سيناريو طارئ له خطة بديلة.
أما الفندق الثاني، فيعتمد على حلول سطحية.. روبوت لا يفهم الطلب، تطبيق ينهار عند الاستخدام، وتجربة تُربك الضيف بدلًا من أن تريحه.

الخدمة اللاتلامسية ليست شعارًا.. بل التزام بالاتقان الرقمي.

تساؤلات الإدارة.. هل اللاتلامسية تُناسب كل النزلاء؟

الإجابة ببساطة: لا. بعض النزلاء ما زالوا يُفضّلون التفاعل البشري، ويشعرون بالطمأنينة في الحضور الفعلي. لذلك، لا يجب أن تكون التجربة اللاتلامسية مفروضة، بل اختيارية، مدعومة بفريق بشري متواجد عند الحاجة.

النجاح يكمن في التوازن.. توفير تجربة رقمية متكاملة، مع إبقاء باب التفاعل مفتوحًا لمن يريده.

اقرأ أيضًا: الاستثمار في الفنادق البيئية: هل هو المستقبل المربح لقطاع الضيافة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى