المدونة

الذكاء الاصطناعي.. أداة لفهم احتياجات النزلاء قبل أن يطلبوها

الذكاء الاصطناعي.. أداة لفهم احتياجات النزلاء قبل أن يطلبوها

44 Views

الذكاء الاصطناعي.. أداة لفهم احتياجات النزلاء قبل أن يطلبوها

إم إيه هوتيلز – خاص

في بيئة فندقية لم تعد تحتمل الخطأ أو التأخير، بات الذكاء الاصطناعي أحد أقوى الأدوات لتقديم تجربة فندقية متقدمة، بل واستباقية. فقدرة النظام على تحليل البيانات، ورصد الأنماط، وتوقع التفضيلات، أتاح للفنادق الانتقال من الخدمة التفاعلية إلى الخدمة الاستباقية، التي تفهم احتياجات النزيل حتى قبل أن يُعبّر عنها.

كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي هذا التحوّل؟ ولماذا أصبح اليوم شريكًا رئيسيًا في تصميم تجربة الضيافة من الألف إلى الياء؟

من التحليل إلى التنبؤ.. كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في الضيافة؟

الفنادق الحديثة لا تكتفي بتسجيل اسم النزيل وتاريخ إقامته.. بل تجمع كمًا هائلًا من البيانات حول تفضيلاته، توقيتات طلبه للخدمات، نوع الغرفة التي يفضلها، الأطعمة التي يطلبها، وحتى توقيت استيقاظه.

من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يتم تحليل هذه البيانات بشكل مستمر لاستخلاص أنماط متكررة. وبدلًا من انتظار الطلب، يبدأ النظام في اقتراح خيارات قبل أن تُطرح، أو تهيئة الإقامة مسبقًا وفق سلوك النزيل التاريخي.

ما قبل الوصول.. الاستعداد يبدأ من البيانات

قبل أن يصل النزيل للفندق، يكون النظام قد جهّز غرفته وفق تفضيلاته.. درجة الحرارة، نوع الوسادة، حجم الإضاءة، بل وربما مشروب الترحيب. تُرسل اقتراحات مخصصة للأنشطة أو المطاعم القريبة، بناءً على ما يحبه الزائرون الذين يشبهونه في الاهتمامات.

هذه الخطوة لا تعكس فقط تطورًا تقنيًا.. بل تُشعر الضيف بأن الفندق يعرفه، ويقدّر وقته، ويهتم بتفاصيله الصغيرة.

أثناء الإقامة.. الخدمة في لحظتها المناسبة

إذا كان النزيل يُفضّل تنظيف الغرفة بعد الساعة العاشرة، أو لا يحب الإزعاج عند وصوله، فإن النظام يتذكّر ذلك تلقائيًا. بل ويمكنه تنبيه الفريق في الوقت المناسب لتنفيذ الخدمة بأعلى قدر من الخصوصية والانسيابية.

بعض الفنادق تدمج الذكاء الاصطناعي مع الأجهزة داخل الغرفة.. فيتغير الضوء أو تفتح الستائر تلقائيًا مع أول حركة استيقاظ، أو تُعرض رسالة ترحيب على الشاشة تحمل اسم الضيف واسم المدينة. كلها تفاصيل تبدو بسيطة، لكنها تخلق شعورًا بالتفرّد.

بعد تسجيل الخروج.. لا يزال الذكاء يعمل

بعد المغادرة، يستخدم الذكاء الاصطناعي بيانات الإقامة الأخيرة لتقديم عروض مستقبلية تناسب أسلوب حياة الضيف. فإذا كان الضيف قد استخدم السبا أو حجز في المطعم الآسيوي، يتم إرسال عرض خاص يشملهما معًا في زيارته المقبلة.

كما يمكن للنظام التنبؤ بتوقيت العودة المتوقع للضيف، بناءً على نمطه السابق، ومن ثم يبدأ التواصل معه تلقائيًا قبل أن يفكر في الحجز.

الفرق بين فندق يستخدم الذكاء الاصطناعي وآخر يعتمد على الأسلوب التقليدي

الفندق الذكي لا ينتظر الشكاوى.. بل يمنع حدوثها. النزيل لا يحتاج لأن يطلب كل شيء، بل يحصل على ما يحتاجه في التوقيت المثالي. الفريق البشري لا يضيّع وقته في المهام المتكررة، بل يركّز على التفاعل البشري العميق.

أما الفندق الذي لا يستخدم هذه الأدوات، فهو مضطر دائمًا إلى رد الفعل، يتعامل مع الطلبات بعد وقوعها، وغالبًا ما يُفاجأ بملاحظات لم يكن مستعدًا لها.

تساؤلات حقيقية أمام الإدارات.. هل الذكاء الاصطناعي يحل محل الإنسان؟

هذا السؤال يُطرح كثيرًا. لكن الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان، بل يُعيد توجيهه نحو ما يُتقنه فعلًا.. التفاعل العاطفي، بناء العلاقات، وقراءة المشاعر.

الأنظمة الذكية تُعفي الطاقم من المهام الروتينية، وتفتح أمامهم المجال للتواصل الشخصي مع الضيوف. كما تُعطي الإدارة أدوات تحليل دقيقة تساعدها في اتخاذ قرارات أكثر مرونة وفعالية.

وتُطرح تساؤلات أخرى أيضًا.. هل هذه التقنيات مكلفة؟ وهل تصلح للفنادق المتوسطة أو الصغيرة؟

الجواب أن تكاليف هذه الأنظمة تنخفض يومًا بعد يوم، كما أن العديد من مزودي الخدمات يقدمون حلولًا مرنة وقابلة للتوسع، ما يجعل الذكاء الاصطناعي متاحًا للجميع، لا حكرًا على العلامات الفاخرة.

اقرأ أيضًا: كيف تُخصص تجربة الإقامة لتناسب احتياجات النزلاء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى