المدونة

كيف يمكن للفنادق مواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل دون المساس بجودة الخدمة؟

كيف يمكن للفنادق مواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل دون المساس بجودة الخدمة؟

20 Views

كيف يمكن للفنادق مواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل دون المساس بجودة الخدمة؟

خاص – إم إيه هوتيلز

تواجه الفنادق تحديًا متزايدًا في الحفاظ على جودة الخدمة دون تجاوز الميزانيات التشغيلية، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية، وارتفاع تكاليف الطاقة والأجور وسلاسل الإمداد. ومع تزايد توقعات الضيوف من حيث الجودة والمرونة، بات من الضروري البحث عن حلول متكاملة تجمع بين الاستدامة التشغيلية، والكفاءة المالية، ورضا العملاء.
هذا المقال يستعرض أبرز الاستراتيجيات التي تبنتها فنادق عالمية لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على الأمثلة العملية والنماذج الواقعية.

التحول نحو الطاقة المتجددة وتقنيات الكفاءة
تبني الفنادق لحلول الطاقة الشمسية أو أنظمة التدفئة والتبريد الموفرة للطاقة يمكن أن يُقلل بشكل كبير من النفقات على المدى الطويل. على سبيل المثال، قام فندق إنتركونتيننتال العقبة وهوليداي إن البحر الميت في الأردن بتركيب محطة طاقة شمسية بقدرة 5 ميغاواط لتقليل اعتمادهم على الكهرباء التقليدية، ما ساعد في خفض تكاليف التشغيل بشكل فعّال.
كذلك، يستخدم فندق Hotel Verde في كيب تاون، جنوب أفريقيا، أنظمة لإعادة استخدام مياه الأمطار، وتقنيات ذكية لضبط استهلاك الطاقة حسب إشغال الغرف، مما يساهم في تقليل المصروفات التشغيلية بنسبة تزيد عن 30%.

التحول الرقمي لتقليل التكاليف وتحسين التجربة
أصبحت أتمتة العمليات أمرًا ضروريًا، ليس فقط لتحسين تجربة الضيف، ولكن أيضًا لخفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بالتوظيف اليدوي. فندق YOTEL في نيويورك مثلًا، يستخدم روبوتات لخدمة الغرف وتسجيل الدخول الذاتي، مما قلّل الحاجة إلى فرق عمل ضخمة دون التأثير على تجربة النزيل. من جهة أخرى، تعتمد فنادق “CitizenM” على نظام إدارة مركزي يعمل عبر السحابة للتحكم بالإضاءة والتكييف في جميع الغرف عن بُعد، مما يسمح بتقليل استهلاك الطاقة وتحسين الصيانة الدورية.

تنويع مصادر الإيرادات داخل المنشأة
بدلًا من الاعتماد فقط على الإشغال الليلي، تلجأ العديد من الفنادق إلى إعادة توظيف المساحات مثل تحويل الصالات إلى مكاتب عمل مشتركة خلال النهار، أو تقديم اشتراكات للنادي الصحي للزوار المحليين. فندق Zoku Amsterdam يُعد مثالًا ناجحًا على ذلك، حيث دمج بين الإقامة، ومساحات العمل، وغرف الاجتماعات، مما خلق نموذجًا تجاريًا مرنًا يدر دخلًا مستقرًا حتى خلال المواسم المنخفضة.
هذه المقاربة تحوّل الفندق من مكان إقامة فقط إلى منصة متعددة الاستخدامات توفر مصادر دخل متنوعة، وتقلل من المخاطر التشغيلية.

تحسين سلسلة التوريد وتوطين المشتريات
تُعتبر تكاليف المشتريات من أبرز عناصر الميزانية التشغيلية، لذلك لجأت العديد من الفنادق إلى الشراء المحلي لتقليل تكاليف النقل وتقلبات الأسعار. اعتمدت فنادق Mandarin Oriental على موردين محليين بنسبة تفوق 70% في بعض فروعها، ما ساهم في تحسين هوامش الربح ودعم المجتمعات المحلية في آنٍ واحد.
تقوم بعض السلاسل باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل أنماط الشراء واستهلاك الضيوف، مما يساعد في توقع الطلبات وتقليل الفاقد الغذائي.

التدريب الداخلي ورفع كفاءة الموظفين
أظهرت الدراسات أن رفع كفاءة الموظفين يُقلل من الأخطاء التشغيلية، ويُحسن من سرعة الخدمة وبالتالي يرفع رضا الضيوف. تستثمر فنادق “Accor Group” في منصات تدريب رقمي تتيح للموظفين تطوير مهاراتهم باستمرار دون الحاجة لدورات خارجية مكلفة.
كما أن تدريب الموظفين على تعدد المهام يساهم في تحسين الإنتاجية دون الحاجة لزيادة عدد العاملين، وهو ما يُعد خيارًا حيويًا في ظل الضغوط المالية.

نماذج فندقية من الخليج: إدارة ذكية لتكاليف التشغيل
في المملكة العربية السعودية، تُعد شقق روضة المروج الفندقية بالرياض مثالًا على الدمج بين الفخامة والرشادة التشغيلية، إذ طبّق نظام إدارة طاقة متكامل (BMS) يُراقب الإضاءة والتكييف في الوقت الحقيقي، بناءً على إشغال الغرف. كما يعتمد هذا النموذج بالمملكة العربية السعودية على الإنارة بتقنية LED، ما أسهم في خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تجاوزت 20% سنويًا، بحسب تصريحات الإدارة في معرض “سعودي هوسبيتاليتي 2023″ بالرياض.

من جهته، يُعتبر منتجع Six Senses Zighy Bay في عُمان نموذجًا خليجيًا بارزًا، حيث يعتمد على تقنيات الاستدامة مثل تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتقنيات تبريد تعتمد على التهوية الطبيعية. كما يُعيد تدوير المياه الرمادية لري الحدائق، ويوفر النفقات عبر توطين سلسلة الإمداد الغذائية من مزارع محلية. وبحسب تقارير”EarthCheck” المشهورة بإصدار شهادات قياس الأداء على النواحي الفندقية والسياحة والسفر، فإنّ المنتجع خفّض نفقاته التشغيلية بنسبة 28% خلال ثلاث سنوات.

ختامًا، إنّ الحفاظ على جودة الخدمات الفندقية في ظل ارتفاع التكاليف ليس تحديًا مستحيلًا، بل فرصة للابتكار والتحديث. من خلال تبني الطاقة النظيفة، والتحول الرقمي، والتنويع الاقتصادي، ورفع كفاءة الموظفين، يمكن للفنادق أن تُحقق التوازن بين الاستدامة المالية وتجربة النزيل الراقية. ومع تزايد التنافسية في سوق الضيافة، تصبح هذه الاستراتيجيات أكثر من ضرورة، بل شرطًا للبقاء والنمو في بيئة متغيرة.

اقرأ أيضًا: حلول عملية لتقليل تكاليف التشغيل في الفنادق الصغيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى