وظائف مصر

برامج الطهي.. هكذا يصنع الإعلام نجوم المطابخ الفندقية

إم إيه هوتيلز – خاص

ينال الطهاة الفُندقيين شهرة واسعة، لما يقومون به من تقديم الخدمة الأكبر والأشهر داخل كُبرى الفنادق والمطاعم السياحية، فكما أنَّ هناك مطاعم وفنادق كُبرى يسعى لها الطهاة للعمل فيها، هناك بعضهم، ممن بلغت شهرتهم أن تسعى نحوهم الفنادق والمطاعم، وهذا يرجع لكونهم نجوم.. ومن صنعهم؟ بالطبع الإعلام وبرامج وفقرات الطهي المُختلفة.

نستعرض خلال هذه السطور نماذج من الطُهاة وضعهم الإعلام على قمم عالمية أو تصدَّروا القائمة في بلادهم، ليقدِّموا للجماهير والمتابعين أشهر الوصفات.

برامج الطهي

أصبحت برامج الطهي منصة فعّالة لإبراز الطهاة وتحويلهم إلى نجوم معروفين لدى الجمهور، حيث لم تعد تقتصر على تقديم وصفات الطعام فقط، بل توسعت لتعرض قصص نجاحهم وتسلط الضوء على خبراتهم في عالم الطهي. ومن خلال إبراز تنوع المطابخ العالمية، نجحت هذه البرامج في جعل الطهي تجربة ممتعة تجمع مختلف الأذواق والثقافات، مما جذب جمهورًا واسعًا إلى شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة من نصائح هؤلاء الطهاة والتعرف على وصفاتهم المميزة.

علاوة على ذلك، أتاح هذا النوع من البرامج الفرصة للطهاة المحترفين والمبتدئين لإظهار مهاراتهم وإبداعهم أمام جمهور كبير، ما ساعد في بناء علامتهم الشخصية وتحقيق الشهرة. ومع المسابقات والعروض الواقعية، ازدادت شعبية هذه البرامج وجذبت اهتمام الجمهور نحو تعلم الطهي في المنزل، والابتكار في إعداد الأطباق الصحية والمميزة، مما جعلها من المجالات الرائجة في عالم الإعلام الترفيهي.

“مسابقة بوكوز دور الدولية”

أنشأ الشيف الفرنسي بول بوكوز مسابقة “بوكوز دور” (Bocuse d’Or) الدولية للطهي في عام 1987 بهدف زيادة وعي الجمهور بالتفاني والجهود الكبيرة المطلوبة لتحضير أفضل الأطباق. تُعتبر هذه المسابقة واحدة من أقوى المسابقات في عالم الطهي، حيث تُعقد كل عامين في ليون، فرنسا، وتتنافس فيها 24 دولة، يتألف فريق كل منها من طاهٍ ومساعد.

يُعطى كل فريق خمس ساعات ونصف لإنشاء طبق رئيسي متقن، مع ثلاث زينة أصلية وطبق آخر يعكس موضوعًا معينًا. يتم عرض هذه الأطباق أمام لجنة تحكيم مكونة من 24 قاضيًا، من أبرز الطهاة في بلدانهم. يركز الحكام على توازن النكهات، التقديم، الأساليب المستخدمة، وكفاءة العمل.

تتميز الأجواء في المسابقة بحماس الجماهير، حيث يحضر آلاف المتفرجين ويشجعون فرقهم بأصواتهم وأعلامهم. يتم تغطية الحدث من قبل العديد من وسائل الإعلام، مما يجعلها حدثًا عالميًا. بعد انتهاء المسابقة، يُقام إفطار في مطعم الشيف بول بوكوز لتكريم الفرق الثلاثة الأولى، حيث تُعلق لوحات تحمل أسماءهم وبلدانهم.

“جيمي أوليفر”

يُعتبر جيمي أوليفر واحدًا من أبرز الطهاة في العالم، صنعت شهرته الأضواء الإعلامية، حيث انطلقت مسيرته المهنية وشهرته من خلال ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة. بعد ذلك، أصبح له العديد من الكتب في فن الطهي، والتي حققت نجاحًا كبيرًا في الأسواق. بالإضافة إلى مهارته في الطهي، يُعتبر أيضًا رجل أعمال بارع، إذ يمتلك مجموعة متنوعة من المطاعم ويشرف على خط إنتاج غذائي ناجح. تقدر ثروته بحوالي 300 مليون دولار، مما يعكس نجاحه في مجالات متعددة.

كيف قدَّم التواصل الاجتماعي الطهاة والمطاعم الفندقية الشهيرة؟

أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تحويل الطهاة إلى نجوم عبر منصات رقمية يتابعها ملايين الأشخاص حول العالم. من خلال المحتوى المتنوع، كالصور الفاتنة للأطباق ومقاطع الفيديو التعليمية القصيرة، يتمكن الطهاة من عرض مهاراتهم والتواصل المباشر مع المتابعين، مما يزيد من شعبيتهم. كما سمحت هذه المنصات للطهاة بمشاركة جوانب شخصية من حياتهم اليومية، مما يقربهم من جمهورهم ويجعلهم أكثر حضورًا وتأثيرًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت تفاعلات الجمهور، عبر التعليقات والإعجابات، عاملًا محوريًا في تسليط الضوء على وصفات ونصائح الطهاة وترويجهم.

من جهة أخرى، لعب المؤثرون دورًا هامًا في انتشار وتوسيع شهرة الطهاة عبر التوصية بوصفاتهم وتجربتها أمام متابعيهم. في كثير من الأحيان، يقوم المؤثرون بتقديم الطهاة للجمهور من خلال التعاونات المباشرة، مثل الحوارات الحية أو الفيديوهات المشتركة، مما يسهم في بناء قاعدة جماهيرية أوسع للطهاة. هذا التفاعل الإيجابي يضيف مصداقية للمحتوى الذي يقدمه الطهاة ويزيد من إقبال الجمهور على تجربة الوصفات بأنفسهم، مما جعل من التواصل الاجتماعي نافذة مهمة لنشر ثقافة الطهي وإبراز المواهب الجديدة.

“بوراك التركي”

أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في وصول الشيف بوراك أوزدمير، المعروف بالشيف براق، إلى الشهرة العالمية، لا سيما بين الجمهور العربي. بفضل محتواه المبتكر وأسلوبه الفريد في تقديم الأطباق، جذب الشيف براق ملايين المتابعين الذين أُعجبوا بطريقته الاستثنائية في إعداد الطعام، والتي تتسم بالابتسامة الدائمة والتركيز على تقديم وجبات ضخمة بلمسات فنية عالية. تُبرز مقاطع الفيديو التي ينشرها تفاصيل طهوه بمهارة ودقة، مما زاد من إعجاب المتابعين وحبهم له، وتحوّلت قنواته على منصات التواصل الاجتماعي إلى وجهة لملايين المتابعين من جميع أنحاء العالم.

إلى جانب جمهوره العريض، يزور مطعمه العديد من المشاهير العالميين والشخصيات البارزة، الذين يأتون للاستمتاع بأطباقه وللتفاعل معه شخصيًا، مما عزز من شهرته. بفضل هذه الشهرة المتزايدة على الإنترنت واهتمام الشخصيات البارزة بتجربة أطباقه، بات الشيف براق رمزًا للطبخ المبتكر ومثالاً لنموذج الطاهي العصري الذي تمكن من كسر الحواجز الثقافية والوصول إلى قلوب الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

“وجدان محمد”

الشيف وجدان محمد هي شخصية بارزة في مجال الطهي على السوشيال ميديا، حيث يتابعها أكثر من 2 مليون شخص عبر إنستغرام. سعودية من جدة، تُعرف بإبداعها في تقديم الأكلات المتنوعة، مع تركيز خاص على الوجبات الشعبية السعودية. تتميز وجدان بقدرتها على دمج النكهات التقليدية بطرق جديدة تروق لجمهورها، مما جعلها واحدة من أشهر المؤثرات في عالم الطهي. تسعى دائمًا إلى نشر ثقافة الطعام السعودي من خلال وصفاتها المتنوعة والمبتكرة.

“عبير الصغير”

تعتبر عبير الصغير واحدة من أبرز الشيفات في عالم السوشيال ميديا، حيث يتابعها 5.9 ملايين متابع على إنستغرام، بالإضافة إلى ملايين آخرين عبر حساباتها الأخرى. تخرجت عبير في مجال هندسة الديكور، مما أضفى طابعًا فنيًا على فيديوهاتها في المطبخ، حيث تمزج بين الموضة وفن الطهي بأسلوب عصري متميز. تتميز بشخصيتها الديناميكية وحركاتها المفاجئة، وتقدم وصفات سهلة وسريعة، مما يجعلها محبوبة بين جمهورها. تعشق عبير السفر وتحب تجربة وصفات من مختلف الثقافات، لكنها تحتفظ بشغف خاص للمطبخ الشرقي.

ختامًا، تبقى الصنعة مهارة صاحبها يتفنن بها في ملعبه “أو مطبخه”، كيفما وصل به الإبداع. لكن تبقى الشُهرة صنعة جماهيرية، يوصل الإعلام بها الطُهاة نحو مصاف العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى