“توزيع الأعمال الفنية على الجدران.. كيف يؤثر على إدراك الضيوف للذوق العام؟”
إم إيه هوتيلز – خاص
تلعب الأعمال الفنية المُعلقة على جدران الفنادق دورًا يتجاوز كونها مجرد زينة بصرية، فهي تُسهم بشكل فعّال في تشكيل الانطباع العام لدى الضيف عن ذوق المكان وجودته. من اللحظة الأولى لدخوله الغرفة أو الردهة، يتفاعل الضيف – ولو دون وعي – مع اللوحات الجدارية والتكوينات الفنية، ما يخلق تواصلًا بصريًا وعاطفيًا يُؤثر في تقييمه لتجربته. فكيف يُعيد توزيع الأعمال الفنية تشكيل إدراك الضيف للذوق العام، وما علاقتها بعلم نفس الفنون في التصميم الفندقي؟
اللوحات الجدارية كعنصر تعبيري بصري
تعكس الأعمال الفنية المُختارة في الفنادق توجّهًا بصريًا معيّنًا يعكس هوية المكان. فلوحات الطبيعة مثلًا توحي بالهدوء، بينما الأعمال التجريدية قد تُضفي لمسة من الحداثة والعمق. طريقة توزيع هذه الأعمال على الجدران تلعب دورًا مهمًا في إيصال الرسالة، حيث يُمكن أن يُسهم تكرارها أو تنوعها أو تموضعها في توجيه شعور الضيف بالاتساق أو التشويش.
الربط بين الفن والراحة النفسية
أظهرت دراسات علم نفس الفنون أن التفاعل البصري مع الفن يُحفز مراكز المتعة في الدماغ، ويُسهم في تقليل مستويات التوتر. ولهذا، تهتم بعض الفنادق بتوزيع الأعمال الفنية بطريقة مدروسة تخلق توازنًا بين الانتباه والهدوء، بما يدعم الشعور بالراحة والانتماء. فاللوحة الموضوعة على مستوى العين، بلون متناغم مع أثاث الغرفة، يمكن أن تُعزز الشعور بالدفء والرقي.
الفن كوسيلة لتعزيز هوية الفندق
يُستخدم الفن أحيانًا كوسيلة مباشرة لربط الفندق بثقافة محلية أو نمط معين. فتوزيع لوحات لفنانين محليين، أو لأعمال تعبّر عن طابع المدينة، يمنح الضيف تجربة ثقافية ضمن إقامته. كما أن تناسق توزيع اللوحات في الأجنحة والغرف يعطي شعورًا بالعناية بالتفاصيل، مما يُعزز من تقييم الذوق العام للمكان.
التوازن بين الجدران البيضاء والعناصر الفنية
ليس الهدف ملء كل جدار بعمل فني، بل خلق توازن بين المساحات الفارغة والعناصر المُعلقة. هذا التوازن البصري يُسهم في عدم إرهاق عين الضيف ويُظهر التصميم بشكل أنيق. الفن هنا يُستخدم كأداة دقيقة لإبراز الذوق، لا لإغراق الجدران.
اقرأ أيضًا: توزيع الأعمال الفنية على الجدران
