/*AMP*/
المدونة

هل السياحة الفاخرة تتغير؟ كيف تجذب الفنادق زوار الجيل Z

65 Views

هل السياحة الفاخرة تتغير؟ كيف تجذب الفنادق زوار الجيل Z

إم إيه هوتيلز – خاص

لم تعد الفخامة تُقاس بالذهب والرخام وحدهما، ولم يعُد النزيل الفاخر يبحث عن المظهر الباذخ بقدر ما يطلب التجربة المخصّصة، الذكية، والمُتصلة بقيمه الشخصية. مع دخول الجيل Z إلى سوق السفر العالمي، بدأت الفنادق تكتشف أن مفاتيح الجذب القديمة لم تعد فعالة كما كانت، وأن معايير الفخامة تتغيّر بوتيرة سريعة، تمليها قيم الأصالة، الوعي البيئي، والاتصال الرقمي.

الجيل Z، وهم من وُلدوا تقريبًا بين عامي 1997 و2012، يُمثلون اليوم شريحة مؤثرة في سوق السياحة، سواء كمسافرين مستقلين، أو كجزء من قرارات السفر العائلية. فنادق كثيرة بدأت بإعادة النظر في تعريفها للفخامة، لأن الجيل الجديد لا يكتفي بالتقييمات، بل يسأل: هل هذه التجربة تشبهني؟ هل تستحق أن أشاركها؟ وهل تُعبّر عني؟

الفخامة بالنسبة للجيل Z.. تجربة أصيلة وشخصية

الفنادق التي تريد جذب هذه الشريحة لا يمكنها الاكتفاء بالمظهر الخارجي. الجيل Z لا ينبهر بالتصاميم، بل يهتم بالسياق. جناح يُحاكي الثقافة المحلية، إفطار يُقدّم مكونات من المزرعة القريبة، أو موظف يوصي بمكان غير مدرج في الدليل السياحي.. هذه التفاصيل هي التي تُحدث الأثر.

التجربة الفاخرة بالنسبة لهم ليست ما يراه الجميع، بل ما يُصمّم خصيصًا ويُشعرهم بالتميّز والتفرد.

الشفافية والاستدامة شرط أساسي

الجيل Z يُحب أن يعرف كيف تُدار المنشأة، وما موقفها من البيئة والمجتمع. فندق لا يُظهر ممارساته البيئية، أو يتهرب من الحديث عن الاستهلاك أو الهدر، لن يكون ضمن خياراته.

الضيوف الجدد يُقدّرون أن يرى الفندق في الاستدامة فلسفة تشغيل، لا حملة دعائية. حتى المنتجعات الفاخرة بدأت تعتمد على أنظمة الطاقة الشمسية، إعادة استخدام المياه، وتقديم منشورات تُعرّف الضيف بتأثير كل اختيار على بصمته الكربونية.

التقنية ليست ترفًا.. بل معيار توقّع

الفنادق التي لا تُوفّر خدمات رقمية ذكية تصبح غير مرئية بالنسبة لهذا الجيل. الحجز، فتح الغرفة، الطلبات، وحتى مشاركة اللحظة على وسائل التواصل، يجب أن تكون ممكنة بضغطة واحدة من الهاتف.

الجيل Z يتوقّع الاتصال الكامل، التحكم اللحظي، وتجربة لا تفرض عليه الوقوف في الطابور أو التعامل الورقي. الفنادق الذكية هي من تُترجم الفخامة إلى سهولة وانسيابية.

المحتوى.. اللغة التي يتحدث بها الجيل Z

الفندق الفاخر الذي لا يملك حضورًا بصريًا على تيك توك أو إنستغرام، يُصبح في نظر الجيل Z منشأة بلا صوت. التجربة الفاخرة يجب أن تكون قابلة للتصوير، المشاركة، والمراجعة الفورية. لذلك، تُعيد الفنادق اليوم تصميم المساحات لتكون جذابة بصريًا، وتُدرّب فرقها على خلق لحظات تُشجّع الضيف على التفاعل دون أن يُطلب منه.

المجتمعات الصغيرة بدلاً من الحشود

الجيل Z لا يبحث عن التجمّعات الضخمة أو البوفيهات المفتوحة. بل يُفضّل المساحات الصغيرة، النوادي المغلقة، أو التجارب الموجهة لمجموعة محدودة ذات اهتمامات مشتركة. فندق يُقيم ورشة طهو عضوي، أو نزهة خاصة لمشاهدة النجوم، يُصبح أكثر جذبًا من فندق يقيم حفلًا فاخرًا.

الفرق بين فندق يُجاري المظهر، وآخر يفهم العقلية

العلامات الفندقية التي تُغيّر الشعار أو تضيف بعض الألوان لتُجاري الجيل Z، دون أن تُغيّر جذريًا طريقة تواصلها، فلسفة خدمتها، أو مرونتها الرقمية، سرعان ما تفقد المصداقية.

أما الفنادق التي تبدأ من السؤال: “ماذا يريد هذا الجيل أن يشعر؟”، وتُعيد تصميم التجربة حول ذلك، فهي من تبني ولاءً طويل الأمد، وتتحوّل إلى علامات تُوصى بها وتُشارك لحظاتها.

اقرأ أيضًا: السياحة الفاخرة في الخليج.. الفنادق التي تغيّر قواعد اللعبة في 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى