“مزيج الروائح بين المطعم واللوبي.. تجربة حسية أم إزعاج خفي؟”
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الضيافة، لا تُعد الروائح عنصرًا ثانويًا، بل هي جزء أساسي من التجربة الحسية للضيف. وبينما تُستخدم الروائح العطرية عمدًا في الردهة لتعزيز الهوية الفندقية، يبرز أحيانًا مزيج غير مقصود بين رائحة المطعم وروائح اللوبي، ما يطرح سؤالًا مهمًا: هل يُمكن أن تكون هذه التجربة الحسية ميزة إضافية أم أنها تتحول إلى إزعاج خفي يُؤثر على تقييم الضيف للفندق؟
الروائح كأداة لإدارة الحواس في الضيافة
إدارة الحواس تُعد من أحدث الاستراتيجيات في تصميم تجربة النزيل. حيث لا يُنظر للرائحة كعنصر تجميلي فقط، بل كوسيلة للتأثير على العاطفة والمزاج. فلوبي الفندق يُفترض أن يعبّر عن هوية راقية عبر روائح ناعمة أو منعشة، أما رائحة الطعام، فرغم جاذبيتها في المطعم، قد تُصبح مزعجة إن امتدت إلى المساحات العامة الأخرى دون ضبط.
الحد الفاصل بين الجاذبية والإزعاج
تبدأ المشكلة عندما تتسلل روائح الطعام – خاصة القوية منها مثل الشواء أو التوابل – إلى بهو الفندق أو غرف الاستقبال. حينها، تختلط الصورة الذهنية للضيف وتُصبح غير متناسقة. فبدلاً من الشعور بالترحاب والسكينة في اللوبي، يجد نفسه محاطًا برائحة غير متوقعة، ما قد يؤثر على تقييمه للذوق العام والراحة.
التخطيط المعماري والفصل الحسي
تلعب هندسة المباني وأنظمة التهوية دورًا محوريًا في الحد من تداخل الروائح. فالفنادق التي تفصل بين أماكن الطعام واللوبي بشكل ذكي، وتُخصص أنظمة شفط فعالة، تضمن بقاء كل رائحة في مكانها المناسب. هذه التفاصيل لا يلاحظها الضيف بشكل مباشر، لكنها تؤثر بعمق في شعوره العام تجاه المكان.
التوازن بين الحسية والعقلانية
تُعد الروائح جزءًا من استراتيجية بناء الانطباع، وهي بحاجة إلى ضبط دقيق. فعندما تُترك دون مراقبة، قد تطغى رائحة الطعام على الجو العام. أما إن أُديرت بشكل احترافي، فقد تُخلق تجربة حسية فريدة، مثل مزج خفيف لرائحة القهوة في الصباح أو رائحة خبز طازج في أوقات الفطور، ما يُعزز الشعور بالدفء والترحاب.
اقرأ أيضًا: مزيج الروائح بين المطعم واللوبي





