/*AMP*/
المدونة

طول الردهات المؤدية للغرف.. راحة حركة أم شعور بالتيه؟

22 Views

طول الردهات المؤدية للغرف.. راحة حركة أم شعور بالتيه؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في كثير من الفنادق، ما بين الاستقبال والغرفة، يمر النزيل بتجربة صامتة ولكن مؤثرة: المشي في الرواق الطويل المؤدي إلى غرفته. قد تبدو هذه المسافة تفصيلة معمارية محايدة، لكنها في الواقع تصنع انطباعًا نفسيًا وتؤثر على الإدراك العام للراحة والتنظيم وحتى الأمان. والسؤال هنا ليس فقط عن الطول، بل عن الإحساس الذي يخلقه.

الردهات الطويلة.. حين تكون راحة وانسيابية
في الفنادق الكبرى، يُفترض أن تُسهّل الردهات الطويلة توزيع الغرف وتنقّل النزلاء بسلاسة، خاصة مع الحقائب أو عربات الخدمة. التصميم الخطي يسمح برؤية واضحة، ويُقلل من التعقيد، ويوحي بالاتساع. عندما تكون الإضاءة كافية، والأرضية مريحة، والتوجيه واضح، فإن الطول يُصبح ميزة تنظيمية.

الممر الطويل ليس عبئًا بحد ذاته.. بل في كيفية تقديمه للنزيل.

التيه البصري.. متى يُربك؟
حين تكون الردهات طويلة دون معالم واضحة، أو بزوايا مكررة بلا تمييز، تبدأ التجربة بالشعور بالضياع أو “المشي اللانهائي”. هذا الشعور يتفاقم إذا كانت الإضاءة خافتة، أو الممر خاليًا من أي مؤشرات بصرية. الرتابة المعمارية هنا تُنتج حالة نفسية أشبه بالعزلة أو الضياع، حتى في فندق مزدحم.

الطول بلا علامات.. يتحوّل من تصميم إلى متاهة.

الحركة الصامتة.. هل تُراعي الحالة النفسية للنزيل؟
غالبًا ما يصل النزيل إلى الفندق منهكًا أو متوترًا، ولا يكون في مزاج استكشاف معماري. وكل دقيقة إضافية في الطريق إلى الغرفة قد تُفهم كتعقيد أو ضعف في التوجيه. الردهات الطويلة تحتاج إلى توازن بصري: لوحات ذكية، تغييرات خفيفة في الألوان أو الإضاءة، وحتى روائح مميزة لتحديد مناطق مختلفة.

الممر الجيد لا يحتاج خريطة.. بل يوجّهك بهدوء دون أن تشعر.

علاقة الطول بالفخامة.. انطباع غير محسوم
بعض الفنادق الفاخرة تتعمّد تقديم ردهات ممتدة ذات طابع درامي يوحي بالخصوصية أو العزلة المريحة. لكن دون لمسة تصميم مدروسة، يُمكن أن يتحوّل هذا الطول من رمز للترف إلى مصدر للإرباك. التحدي الحقيقي أن يُصمّم الممر ليُشعر النزيل بأنه “يتقدم” لا “يتوه”.

الفخامة لا تعني الإطالة.. بل التحكم في الإحساس بالمسافة.

الخلاصة.. الرواق ليس ممرًا فقط، بل مرحلة في التجربة
ما بين المصعد والغرفة، هناك تجربة يجب أن تُصمّم بعناية. الردهات الطويلة ليست عيبًا في حد ذاتها، لكنها قد تصبح عائقًا بصريًا أو نفسيًا إذا افتقدت للإشارات الصحيحة أو عناصر التوجيه. والضيف لا يشتكي من الطول، بل من الشعور الذي يرافقه.

اقرأ أيضًا: وجود ساعة حائط في الغرفة.. هل تقلل من شعور الضغط الزمني؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى