هل يختلف شعور الضيف عند الجلوس على أريكة مستقيمة أم مقوسة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في التصميم الداخلي للفنادق، لا يُعد شكل الأريكة تفصيلاً عشوائيًا، بل أداة دقيقة تؤثر على شعور النزيل بالراحة، الخصوصية، والتواصل الاجتماعي. بين الأرائك المستقيمة ذات الخطوط الحادة، والأرائك المقوسة ذات الانحناءات الناعمة، يختبر الضيف حالتين نفسيتين مختلفتين، حتى لو لم يدرك ذلك بوعي.
فكيف يؤثر تصميم الأريكة على سلوك الضيوف في بهو الفندق أو غرفهم الخاصة؟ ولماذا يُعتبر هذا العنصر من مفاتيح الضيافة الراقية؟
الأرائك المستقيمة.. رمز الوضوح والانفتاح
الأريكة المستقيمة غالبًا ما توضع بمحاذاة الجدران أو في خطوط موازية للطاولات المركزية، لتخلق إحساسًا بالتنظيم والانفتاح. هذا التصميم يدعو النزلاء للجلوس بثقة، لكنه قد يُشعر البعض بالانكشاف خاصة في المساحات المفتوحة مثل البهو، حيث لا توفر الزوايا الحادة إحساسًا بالاحتواء أو العزلة النفسية.
كما أن الجلسة على أريكة مستقيمة تشجع على التفاعل المباشر مع الغرفة ككل، وهي مثالية للأماكن التي تُشجع على التواصل والحركة السريعة مثل صالات الاستقبال أو المطاعم.
الأرائك المقوسة.. احتواء وخصوصية ناعمة
على النقيض، توفر الأرائك المقوسة إحساسًا بالعناق البصري والاحتواء. انحناءاتها الناعمة تمنح الضيف شعورًا بالعزلة الجزئية، حتى في الأماكن العامة، ما يجعلها مثالية للمحادثات الشخصية أو لحظات الاسترخاء الفردي.
هذا النوع من التصميم يُستخدم بكثرة في ركن القراءة أو الردهات الهادئة بالفنادق الفاخرة، حيث يُراد للنزيل أن يشعر بأن المساحة مصممة خصيصًا له، وليس مجرد جزء من تدفق الزوار.
التأثير النفسي لانحناءات الأثاث
علم النفس البيئي يشير إلى أن الخطوط المنحنية في الأثاث ترتبط في ذهن الإنسان بالنعومة والأمان، بينما الخطوط المستقيمة توحي بالحداثة والقوة. بناءً على هذه الفلسفة، تقوم الفنادق الحديثة بمزج النمطين لتحقيق توازن بين الراحة النفسية والمظهر العصري الأنيق.
التفاصيل التي تغيّر تجربة الجلوس
اختيار الفندق بين الأريكة المستقيمة أو المقوسة لا يتعلق بالشكل فقط، بل أيضًا بالمواد المستخدمة، عمق المقعد، وزاوية الميلان. هذه التفاصيل الصغيرة تحدد إن كان النزيل سيجلس لفترة طويلة براحة أو سيشعر برغبة في النهوض سريعًا.
اقرأ أيضًا: حركات الظل على الحائط.. كيف تُعيد الفنادق توظيف الضوء الطبيعي؟
