M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

من صرير الباب إلى صوت الماء.. هل تؤثر الضوضاء الدقيقة على تقييم النزيل؟
المدونة

من صرير الباب إلى صوت الماء.. هل تؤثر الضوضاء الدقيقة على تقييم النزيل؟

من صرير الباب إلى صوت الماء.. هل تؤثر الضوضاء الدقيقة على تقييم النزيل؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم الضيافة، كثيرًا ما يُفترض أن جودة التجربة تُقاس بالخدمات الكبرى كحجم الغرفة أو مستوى الطعام، لكن الحقيقة أن التفاصيل الدقيقة هي التي تُكوّن الانطباع النهائي. من أبرز هذه التفاصيل ما يُعرف بـ الضوضاء الدقيقة: أصوات غير ملحوظة مباشرة، مثل صرير الباب، صوت تدفق الماء، أو ضجيج الممرات، لكنها تتسلل إلى إحساس الضيف وتترك أثرًا واضحًا على تقييمه لاحقًا.

فكيف تتحكم هذه الأصوات في تجربة النزيل؟ ولماذا أصبحت معيارًا خفيًا يقيس جودة الفندق؟

الأصوات الدقيقة كلغة غير مرئية

حين يدخل النزيل غرفته، يبدأ تواصله مع المكان عبر سلسلة من الأصوات: دوران مقبض الباب، صوت إغلاقه، ضجيج نظام التكييف، وحتى قطرات الماء من الحوض. هذه الأصوات تُكوّن لدى الضيف ما يُشبه الانطباع السمعي للمكان. صوت الباب الناعم والسلس يوحي بالعناية الفائقة، بينما الصرير البسيط قد يعطي شعورًا بأن الفندق أقل مستوى، حتى لو كانت باقي التفاصيل مثالية.

الأمر ذاته ينطبق على الحمامات، حيث يُعد صوت تدفق الماء أو الرنين المعدني للصنابير مؤشراً على حداثة أو قدم البنية التحتية.

التأثير النفسي للضوضاء الدقيقة

الدماغ البشري يُبرمج على البحث عن الإشارات التي تعزز أو تهدد شعورنا بالأمان والراحة. الأصوات الحادة أو المتكررة، حتى إن كانت ضعيفة، ترفع مستوى التوتر لا شعوريًا. على النقيض، الغرف التي توفر عزلًا صوتيًا جيدًا وتضمن انسيابية ميكانيكية في الأبواب والمرافق، تمنح النزيل إحساسًا بالسكينة والانفصال عن العالم الخارجي.

الفنادق الفاخرة وتوظيف الصمت

الفنادق من فئة الخمس نجوم تتعامل مع الصمت كجزء من علامتها التجارية. يتم اختيار المفصلات، أنظمة المياه، وحتى مواد البناء لتحقيق تجربة صوتية مثالية، بحيث يشعر النزيل أن كل حركة سلسة وغير مزعجة. بعض الفنادق تعتمد على مهندسي صوت لتصميم أبواب لا تُصدر أي صوت عند الفتح أو الإغلاق، وأنظمة مياه تعمل بانسيابية تامة.

الضوضاء وعلاقتها بالتقييمات الرقمية

دراسات أجريت على تقييمات الفنادق أظهرت أن 20% من التعليقات السلبية ترتبط بالضوضاء، بما في ذلك الأصوات الدقيقة التي لم يتم معالجتها بوعي. شكوى مثل “يمكن سماع كل صوت في الممر” أو “الأبواب تُصدر أصواتًا مزعجة” كافية لخفض التقييم العام للفندق على المنصات الإلكترونية.

التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق

في نهاية المطاف، لا يدرك النزيل دائمًا سبب شعوره بعدم الراحة، لكنه يترجم ذلك إلى تقييم منخفض أو قرار بعدم العودة. معالجة هذه الضوضاء الدقيقة هي استثمار في جودة التجربة وولاء الضيوف.

اقرأ أيضًا: هل يختلف شعور الضيف عند الجلوس على أريكة مستقيمة أم مقوسة؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *