M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

انحناءة الموظف.. متى تتحول من لياقة إلى تصنّع؟
المدونة

انحناءة الموظف.. متى تتحول من لياقة إلى تصنّع؟

انحناءة الموظف.. متى تتحول من لياقة إلى تصنّع؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم الضيافة، تُعد الإيماءات البسيطة مثل الانحناءة جزءًا من بروتوكولات السلوك الراقي. حركة قصيرة، لكنها تحمل دلالات كبيرة: احترام، ترحيب، تقدير. غير أن هذه الحركة، حين تُكرّر بلا روح، أو تُؤدى خارج سياقها الثقافي، قد تفقد معناها النبيل، وتتحوّل من لياقة مُرحّب بها إلى تصنّع مُربك أو حتى مُبالغ فيه.

الاحترام الحركي.. لغة عالمية بتفاصيل محلية
الانحناءة تُمارَس في ثقافات متعددة بأساليب متباينة. في شرق آسيا، تُعد حركة يومية تُعبّر عن أدب عميق. أما في فنادق دولية، فهي تُدرّس ضمن بروتوكول الخدمة كعلامة على الاحترام — لكنها ليست بالضرورة جزءًا من الثقافة اليومية للموظف أو الضيف.

ولهذا، حين تُؤدى بشكل مكرر أو مبالغ فيه في بيئات لا تعتادها، فإنها قد تُثير تساؤل الضيف: هل هذه لياقة حقيقية؟ أم أداء مسرحي لا داعي له؟

الضيف يقرأ النية.. لا الزاوية
النزيل لا يهتم كثيرًا بدرجة الانحناء أو توقيتها بقدر ما يشعر بنيّتها. انحناءة صادقة تُقدَّم بابتسامة، ونبرة صوت متزنة، تُشعِره بالتقدير. أما الانحناءات الآلية، المصحوبة بتوتر جسدي أو غياب تعبيرات الوجه، فتعطي انطباعًا بأن الموظف يؤدي “مشهدًا” لا تواصلاً.

في بعض الأحيان، يشعر الضيف بأن تلك الانحناءة ليست احترامًا له بقدر ما هي تقليد مفروض على الموظف — وهنا تبدأ لحظة الانفصال الشعوري عن التجربة.

عندما تتحول الإيماءة إلى عبء وظيفي
الضغط على الموظفين لأداء انحناءات متكررة في كل لقاء مع النزيل قد يفقدها معناها. الموظف المرهق أو غير المدرّب على استخدام لغة الجسد بسلاسة، يُحوّل الانحناءة إلى حركة متكررة بلا روح. والأسوأ أن بعض الضيوف قد يفسّرونها كنوع من الخضوع الزائد أو التمثيل المفتعل، خاصة في الثقافات التي لا تُفضّل المبالغة في الإيماءات.

وهنا يصبح التدريب على الانحناءة ليس فقط تقنيًا، بل عاطفيًا أيضًا: متى تؤدى، ولمن، وبأي درجة، وبتعبير وجه صادق.

التحية الصامتة ليست بالضرورة باردة
بعض الضيوف يفضلون تحية بسيطة بالنظر والابتسامة على الانحناءات الرسمية. لا يعني ذلك أنهم لا يقدّرون الأدب، بل أن أسلوبهم في التفاعل أكثر بساطة. وهذا يدعو الفنادق إلى فهم نوعية الضيوف الذين يتعامل معهم الموظفون، ومتى يكون الانحناء لفتة لبقة، ومتى يكون خارج السياق.

الضيافة الناجحة لا تُقاس بعدد الانحناءات، بل بمدى شعور النزيل بالاحترام غير المشروط.

الاحتراف في التفاعل.. لا في التقليد
الهدف من الانحناءة ليس مجرد إتمام إجراء سلوكي، بل إيصال رسالة غير منطوقة: “نحن نراك ونحترمك”. هذه الرسالة قد تصل بحركة بسيطة، أو بابتسامة صادقة، أو بكلمة ترحيب بنبرة دافئة. وكلما زادت العفوية، قلّ التصنّع، وزادت مصداقية التجربة.

الفندق الذي يُدرب موظفيه على “الحضور الحقيقي” بدلاً من “الأداء الشكلي” يصنع انطباعًا أقوى، حتى لو خفّف من الإيماءات الرسمية.

اقرأ أيضًا: شعور الغرفة بالرطوبة.. تفصيلة ناعمة تهدد تقييم الفندق؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *