M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الرائحة كهوية فندقية.. كيف تصنع الفنادق توقيعها الحسي الخاص؟
أخبار وملفات

الرائحة كهوية فندقية.. كيف تصنع الفنادق توقيعها الحسي الخاص؟

إم إيه هوتيلز – خاص

قبل أن يرى النزيل الغرفة أو يجلس في الردهة، هناك شيء يسبق كل المشاهد والأصوات — الرائحة.
إنها أول ما يستقبله الضيف دون وعي، وأول ما يُسجَّل في ذاكرته بعد المغادرة.
وفي عالم الضيافة الحديثة، لم تعد الروائح مجرد تفصيل جمالي، بل أصبحت أداة استراتيجية لبناء هوية فندقية متكاملة تُترجم القيم، المشاعر، والانطباعات إلى تجربة حسية متكاملة.

فالرائحة أصبحت مثل الشعار البصري، ولكنها أكثر عمقًا تأثيرًا.
إنها العلامة التي لا تُرى ولكنها تُشعر، توقيع غير مرئي يربط المكان بالذاكرة.
ولهذا تسعى الفنادق الكبرى اليوم إلى تصميم عطور مخصصة لها وحدها، تُعرف بها وتستعاد عند كل زيارة كما يُستعاد لحن مألوف.

الرائحة كلغة غير منطوقة للضيافة

علم النفس الحسي يؤكد أن الرائحة هي أكثر الحواس ارتباطًا بالعاطفة والذاكرة.
فالعقل البشري يُخزن الروائح في الفص الحوفي، وهو الجزء المسؤول عن المشاعر والحنين.
ولهذا، فإن رائحة الفندق لا تُنسى بسهولة؛ يمكن لزائرٍ أن ينسى لون الغرفة، لكنه لن ينسى عبير المكان الذي شعر فيه بالراحة أو بالحنين.

الفنادق أدركت أن الترحيب الحقيقي يبدأ في الأنف لا في اللسان، فاختارت أن تُعبّر عن نفسها من خلال “توقيع عطري” مصمم خصيصًا ليحمل طابعها وشخصيتها.
إنه “الترحيب الصامت” الذي يُلامس الذاكرة مباشرة دون وساطة الكلمات.

السعودية.. بين عبق التراث وأناقة الحداثة

في الفنادق السعودية الحديثة، أصبح البعد الحسي جزءًا من الهوية الوطنية للضيافة.
فعطور العود والورد الطائفي والعنبر تُستخدم بطريقة فنية تعبّر عن الكرم العربي بأسلوبٍ راقٍ وعالمي في آنٍ واحد.
فندق مثل “العنوان جدة البحر الأحمر” يختار عطرًا يجمع بين اللافندر والعود الأبيض ليعكس مزيج الأصالة والحداثة،
بينما يعتمد “فيرمونت مكة” على نغمات المسك والورد المكي لخلق حالة روحانية تُلائم جو المكان.

بهذه الطريقة، تتحول الرائحة إلى رمز ثقافي وتجاري في الوقت نفسه، يعكس هوية الفندق والموقع معًا.

نزيل يستنشق عبير عود فاخر يعبّر عن هوية الفندق

نزيل يستنشق عبير عود فاخر يعبّر عن هوية الفندق
نزيل يستنشق عبير عود فاخر يعبّر عن هوية الفندق

ردهة فندقية تفوح منها رائحة توقيع مميزة ترحب بالنزلاء

ردهة فندقية تفوح منها رائحة توقيع مميزة ترحب بالنزلاء
ردهة فندقية تفوح منها رائحة توقيع مميزة ترحب بالنزلاء

غرفة فندقية تُستخدم فيها الزيوت العطرية الطبيعية لتعزيز الراحة النفسية

غرفة فندقية تُستخدم فيها الزيوت العطرية الطبيعية لتعزيز الراحة النفسية
غرفة فندقية تُستخدم فيها الزيوت العطرية الطبيعية لتعزيز الراحة النفسية

صناعة الهوية العطرية

الفنادق الكبرى مثل “Mandarin Oriental”، “Shangri-La”، و“Four Seasons” تتعاون مع شركات عطور عالمية لتطوير “توقيع عطري” فريد.
يُصمم العطر بعد تحليل شخصية الفندق، موقعه الجغرافي، الفئة المستهدفة من النزلاء، والمشاعر المراد استحضارها.
يُراعى أن تكون الرائحة مميزة ولكن غير طاغية، بحيث تخلق طبقة حسية متوازنة تجعل المكان مألوفًا ومرحبًا دون إزعاج.

يتم توزيع هذا العطر في الردهة، المصاعد، الممرات، وحتى في مستلزمات الحمام، لتصبح التجربة متكاملة من أول لحظة دخول حتى آخر ثانية مغادرة.

من الهوية البصرية إلى الهوية العطرية

الهوية العطرية ليست مجرد مكمل بصري، بل عنصر جوهري في بناء العلامة الفندقية.
فكما تُعرَف “Hilton” بألوانها الزرقاء و“Marriott” بخطوطها الحمراء، تُعرف بعض الفنادق اليوم برائحتها الخاصة.
تقول الدراسات التسويقية إن 75% من النزلاء يربطون الرائحة بالعلامة التجارية أكثر من الشعار البصري،
وأن الفنادق التي تعتمد على توقيع عطري ثابت تسجل معدلات عودة أعلى بنسبة 23%.

وهكذا، أصبحت الرائحة هوية لا تُرى ولكن تُعاش، عنصرًا من عناصر العلامة يعمّق الارتباط العاطفي بين النزيل والمكان.

العطر كجزء من تجربة الرفاهية

في عالم الضيافة الفاخرة، تُعد الرائحة جزءًا من لغة التفاصيل الدقيقة.
فالفخامة لم تعد تُقاس بالذهب والرخام فقط، بل بالإحساس الذي يتركه المكان في النفس.
الرائحة هنا تعمل كـ عامل استقرارٍ نفسي، تُهدئ التوتر وتساعد على النوم وتزيد من مستوى الرضا.
وقد أثبتت الأبحاث أن العطور التي تحتوي على اللافندر والباتشولي تخفف معدلات القلق بنسبة تصل إلى 40% أثناء الإقامة.

بعض الفنادق أصبحت تقدم “قائمة روائح” يختار منها النزيل ما يناسبه لغرفته، في تجربة شخصية تمامًا تجعل الإقامة امتدادًا لذوقه الخاص.

التقنية والعطر.. مزج المستقبل بالحواس

التقنيات الحديثة دخلت حتى في تصميم الروائح.
تُستخدم الآن خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات النزلاء بناءً على أعمارهم وجنسياتهم وأنماط إقامتهم،
لتصميم عطور قابلة للتخصيص في الزمن الحقيقي داخل الفندق.
فالنظام يختار النغمة العطرية الأنسب للجمهور في ذلك اليوم: الليمون المنعش في الصباح، أو العود الدافئ في المساء.

في الفنادق الذكية بالسعودية، يُدمج نظام “Scent AI” مع إدارة الطاقة والإضاءة لخلق تجربة حسية متكاملة،
حيث تتناغم الرائحة مع الضوء والصوت لتهيئة مزاج متكامل للراحة والاسترخاء.

من الضيف إلى السفير العطري

الرائحة الفندقية لا تبقى داخل الجدران.
فكثير من الفنادق تبيع عطورها الخاصة في المتاجر أو عبر الإنترنت،
ليحمل النزيل معه جزءًا من التجربة أينما ذهب.
بهذا، تتحول الرائحة إلى أداة تسويق عاطفية، تعيد الذكرى وتغذي الولاء دون إعلان أو ترويج.

وهكذا يصبح النزيل “سفيرًا حسّيًا” للفندق، يحمل رائحته في ذاكرته وحقائبه معًا.

فلسفة “الضيافة العطرية”

الرائحة في نهاية المطاف ليست ترفًا، بل أداة فلسفية للتعبير عن روح المكان.
هي صلة غير مرئية بين الإنسان والمكان، بين الضيافة كفن والعاطفة كذاكرة.
وكل فندق يختار رائحته كمن يختار صوته أو لغته؛
إنها توقيع يعبّر عن قيمه في الصمت.

ولهذا، يمكن القول إن الفنادق التي تفهم قوة العطر لا تصنع تجربة فقط، بل تزرع ذكرى تدوم في الوجدان،
وتحوّل الهواء نفسه إلى سفيرٍ دائمٍ لعلامتها التجارية.

س: ما المقصود بالهوية العطرية للفنادق؟

ج: هي الرائحة المميزة التي تُستخدم في جميع أرجاء الفندق لتعكس شخصيته وتربط الزائر بالمكان عاطفيًا.

س: كيف تُصمم هذه الروائح؟

ج: عبر تعاون بين مصممي العطور ومديري الفنادق لتحديد المشاعر المراد استحضارها من خلال المكونات الطبيعية والاصطناعية.

س: هل تؤثر الرائحة على ولاء النزلاء؟

ج: نعم، إذ تشير الدراسات إلى أن الروائح المميزة تزيد احتمالية عودة النزيل بنسبة 20–25%.

س: ما الذي يميز التجربة السعودية في هذا المجال؟

ج: الجمع بين الروائح التراثية كالعود والعنبر وبين الروائح العالمية الحديثة ضمن إطار هوية حسية فريدة.

اقرأ أيضًا: كيف يخلق التصميم “شعور الانتماء” لدى النزيل في أول 10 ثوانٍ؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *