M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

كيف يخلق التصميم “شعور الانتماء” لدى النزيل في أول 10 ثوانٍ؟
أخبار وملفات

كيف يخلق التصميم “شعور الانتماء” لدى النزيل في أول 10 ثوانٍ؟

إم إيه هوتيلز – خاص

حين يدخل النزيل إلى الفندق لأول مرة، لا يحتاج إلى أكثر من عشر ثوانٍ فقط ليقرر شعوره تجاه المكان، وهي لحظة حاسمة تختصر فيها العمارة، الإضاءة، الألوان، والروائح كل رسالة الضيافة.
في تلك الثواني القليلة، يبدأ العقل في تكوين انطباع أولي يصعب تغييره لاحقًا، فيشعر الزائر إما بالراحة والانتماء أو بالبرود والغربة.
لذلك، أصبح تصميم الفندق اليوم ليس مجرد فنٍّ بصري، بل علمٌ نفسيٌّ دقيق يُخاطب اللاوعي قبل العين.

لقد بات السؤال الأهم في صناعة الضيافة الحديثة هو: كيف يمكن للمكان أن يقول “أهلًا بك” دون كلمة واحدة؟
الجواب يكمن في التصميم الذي يبني علاقة عاطفية بين النزيل والمكان منذ اللحظة الأولى، عبر لغةٍ حسيةٍ تجمع بين الألوان، الضوء، الصوت، الملمس، والرائحة.

التصميم كمدخل نفسي للانتماء

يُدرك خبراء التصميم الفندقي أن الانطباع الأول لا يتعلق بالجمال فقط، بل بمدى الألفة.
فعندما يجد النزيل نفسه وسط عناصر مألوفة — من مواد طبيعية، وألوان دافئة، وروائح خفيفة — يشعر بأن المكان “يعرفه”.
ويعود هذا الإحساس إلى طريقة معالجة الفراغات والمواد التي تخلق توازنًا بين الخصوصية والانفتاح، بين الحداثة والدفء.

الدراسات في علم الأعصاب تؤكد أن الدماغ يكوّن مشاعر الانتماء خلال الثواني الأولى من التعرض للمكان، اعتمادًا على الإشارات الحسية مثل الضوء والحرارة والملمس.
ولهذا، فإن التصميم الفندقي الذكي لا يهدف فقط إلى الإبهار البصري، بل إلى بناء علاقة شعورية فورية بين المكان والضيف.

السعودية.. حيث يلتقي الجمال بالهوية

في الفنادق السعودية الحديثة، باتت تجربة التصميم جزءًا من هوية الضيافة الوطنية.
فمن “منتجع البحر الأحمر” إلى “نيوم” و“العلا”، يتجسد مفهوم الانتماء في التفاصيل الصغيرة: زخارف الأرابيسك المدمجة في الخطوط العصرية، استخدام الحجارة المحلية والأخشاب الطبيعية، ودمج الإضاءة التي تحاكي ضوء الشمس الصحراوي.
كل ذلك يُعيد تعريف الفخامة ليس كمظاهر مادية، بل كحالة من الدفء النفسي والانتماء الثقافي.

إن تصميم الفندق هنا لا يخاطب العين فحسب، بل الذاكرة، حيث يشعر الزائر أن المكان ينتمي إليه كما ينتمي هو إليه.

ردهة فندقية بإضاءة دافئة تجمع بين الطابع المحلي والتصميم العصري

ردهة فندقية بإضاءة دافئة تجمع بين الطابع المحلي والتصميم العصري
ردهة فندقية بإضاءة دافئة تجمع بين الطابع المحلي والتصميم العصري

تصميم داخلي يستخدم المواد الطبيعية والألوان الترابية لإيصال إحساس بالأمان

تصميم داخلي يستخدم المواد الطبيعية والألوان الترابية لإيصال إحساس بالأمان
تصميم داخلي يستخدم المواد الطبيعية والألوان الترابية لإيصال إحساس بالأمان

غرفة فندقية تُبرز هوية المكان عبر تفاصيل ديكورية تعكس الثقافة المحلية

غرفة فندقية تُبرز هوية المكان عبر تفاصيل ديكورية تعكس الثقافة المحلية
غرفة فندقية تُبرز هوية المكان عبر تفاصيل ديكورية تعكس الثقافة المحلية

اللون.. اللغة الصامتة للانطباع الأول

اللون هو أول ما يلتقطه الدماغ، وأول ما يحدد الإحساس بالمكان.
الألوان الدافئة مثل البيج والذهبي تمنح شعورًا بالترحاب والحميمية، بينما الألوان الباردة تمنح الهدوء والنظام.
في الفنادق الحديثة، يُعاد التفكير في لوحات الألوان بحيث تخدم الانتماء قبل الفخامة.
حتى أن بعض العلامات الفندقية باتت تعتمد على ما يُعرف بـ “الهوية اللونية الشعورية”، أي الألوان التي تعكس شخصيتها عبر الإحساس لا الشعار.

الإضاءة التي تحتضن لا تُبهر

من أكثر الأخطاء شيوعًا في التصميم الفندقي هو الإفراط في الإبهار البصري، بينما السرّ الحقيقي يكمن في الضوء الناعم الذي يُشعر الزائر بالأمان.
الإضاءة الدافئة الموزعة بعناية تحفّز إفراز “الأوكسيتوسين”، وهو الهرمون المرتبط بالثقة والراحة.
وبهذا، تتحول الإضاءة من عنصر جمالي إلى وسيلة بيولوجية للترحيب.
كما تسهم تقنيات “الإضاءة الذكية” في تكييف السطوع واللون حسب الوقت من اليوم لتبقى التجربة طبيعية ومتوازنة.

الملمس.. لغة الرفاهية الصامتة

الانتماء ليس فقط ما يُرى، بل ما يُلمس.
فالأسطح الناعمة، الأقمشة الطبيعية، والأرضيات الخشبية تمنح شعورًا بالواقعية والدفء.
تقول أبحاث التصميم الحسي إن اللمس هو أكثر الحواس ارتباطًا بالذاكرة، لذا فإن النزيل يتذكر الفندق الذي يشعر فيه بالراحة المادية كما يتذكر فندقًا جميلًا بصريًا.
إنها التفاصيل التي تُترجم الانتماء إلى تجربة ملموسة، تجعل من الفندق بيتًا مؤقتًا لا مجرد غرفة.

الصوت والرائحة.. الحواس التي تبني الذكرى

الروائح الناعمة والصوت المتوازن عنصران أساسيان في تكوين الانطباع الأول.
فالفندق الذي يستخدم موسيقى هادئة متناسقة مع هويته، ورائحة توقيع خاصة تعيد نفسها في كل زيارة، يخلق ما يُعرف بـ “ذاكرة الحواس”.
وهذه الذاكرة هي ما يجعل النزيل يشعر بانتمائه حتى قبل أن يتحدث إليه أحد.

في بعض الفنادق السعودية مثل “فورسيزونز الرياض” و“روزوود جدة”، يتم دمج الروائح والموسيقى في نظام هوية حسي موحد، ليكون الترحيب تجربةً كاملة تُستقبل بالحواس لا بالكلمات.

التصميم كجسر ثقافي

الانتماء لا يتحقق فقط بالراحة، بل بالتواصل الثقافي.
فعندما يرى الزائر أن تصميم الفندق يروي قصة المكان — سواء من خلال الفنون المحلية، النقوش التقليدية، أو المفروشات المستوحاة من التراث — يشعر أنه يعيش التجربة لا يراقبها.
ولذلك أصبحت الهوية البصرية جزءًا من الضيافة الحديثة، حيث يتحوّل الفندق إلى سرد بصريٍّ للثقافة المحلية.

من الديكور إلى التجربة الشاملة

الفارق بين فندق جميل وفندق مؤثر هو “الإحساس بالانتماء”.
فالأول يُبهر العين، والثاني يُحرّك المشاعر.
لذلك، تتجه العلامات الفندقية الآن نحو تصميمات تُخاطب الإنسان بعمقٍ أكبر، تجمع بين علم النفس والتقنية والبيئة.
في بعض المشاريع السعودية، تُستخدم أجهزة استشعار لقياس راحة النزيل ودرجة رضاه في اللحظات الأولى، لتعديل الإضاءة والحرارة والصوت في الزمن الحقيقي.
إنها ضيافة ذكية ترتكز على التصميم كأداة لبناء الثقة والانتماء.

س: ما المقصود بشعور الانتماء في التصميم الفندقي؟

ج: هو الإحساس النفسي الفوري بالراحة والألفة تجاه المكان، الذي يُولد من تفاعل الحواس مع عناصر التصميم.

س: كيف يمكن للتصميم تحقيق هذا الشعور في 10 ثوانٍ؟

ج: من خلال توازن الألوان، الإضاءة، الملمس، والروائح التي تُرسل إشارات إيجابية إلى الدماغ فور الدخول.

س: ما دور الثقافة المحلية في بناء الانتماء؟

ج: إدماج التراث والعناصر البصرية المحلية يجعل النزيل يشعر بأنه يعيش تجربة أصيلة وليست مكررة.

س: لماذا تهتم السعودية بهذا الجانب في مشاريعها السياحية؟

ج: لأنها تسعى إلى تقديم ضيافة تعكس هويتها الحضارية وتبني جسورًا إنسانية عبر التصميم والتجربة.

اقرأ أيضًا: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف مفهوم الخدمة الفندقية؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *