M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

من غرفة النوم إلى مساحة العمل.. صعود مفهوم "الفندق المنتج"
أخبار وملفات

من غرفة النوم إلى مساحة العمل.. صعود مفهوم “الفندق المنتج”

من غرفة النوم إلى مساحة العمل.. صعود مفهوم “الفندق المنتج”

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم تتقاطع فيه خطوط الحياة الشخصية والمهنية، لم يعد الفندق مجرد مكان للنوم أو الاستجمام،
بل تحوّل تدريجيًا إلى بيئة إنتاج متكاملة، تجمع بين الراحة والتركيز، وبين السياحة والعمل في آنٍ واحد.
هذا التحول أفرز ما يُعرف اليوم بمفهوم “الفندق المنتج” (Productive Hotel)،
الذي لم يعد يبيع الإقامة فحسب، بل يقدّم للنزيل تجربة إنتاجية متكاملة،
تُمكّنه من أداء مهامه اليومية وكأنه في مكتبه، مع الحفاظ على روح السفر والانفصال عن الروتين.

من هنا، صعدت موجة جديدة في صناعة الضيافة:
فنادق لا تستضيف النزلاء فقط، بل تحتضن المبدعين ورواد الأعمال والعاملين عن بُعد.

العمل من السرير إلى قاعة الاجتماعات

خلال العقد الأخير، ساهمت جائحة كورونا في إعادة تعريف معنى “مكان العمل”.
ومع الانتقال الكبير إلى نموذج العمل عن بُعد (Remote Work)،
وجدت الفنادق نفسها أمام فرصة غير مسبوقة لتقديم تجربة هجينة تجمع بين العمل والإقامة.

الفنادق التي تبنّت هذا التحول لم تكتفِ بتوفير الإنترنت السريع أو المكاتب الصغيرة في الغرف،
بل صممت بيئات متكاملة تُحفّز الإنتاجية: غرف قابلة للتحويل إلى مكاتب،
صالات اجتماعات مصغّرة، ومناطق استراحة تحفّز الإبداع والتفاعل.

في “CitizenM” و“Selina”،
يُعدّ تصميم الغرف والمناطق العامة امتدادًا لمساحات العمل المشتركة،
حيث يمكن للنزيل الانتقال من سريره إلى مساحة عمل مريحة في ثوانٍ،
وهو ما جعل هذه الفنادق خيارًا أولًا لجيل العمل الحر والرحالة الرقميين.

من الراحة إلى الكفاءة

في السابق، كان التركيز على الرفاهية والاسترخاء،
أما اليوم، فقد أصبح تحقيق الكفاءة الإنتاجية جزءًا من هوية الفندق نفسه.
يتحوّل السرير إلى مكتب عند الحاجة، وتتحول الشاشات الذكية إلى أدوات اجتماعات فورية،
فيما تتيح التطبيقات المخصصة للنزلاء إدارة الاجتماعات أو حجز المساحات من أجهزتهم الشخصية.

هذه البيئة الهجينة تمثّل الجيل الجديد من الضيافة الذكية،
الذي يرى أن أفضل إقامة هي تلك التي تمنحك فرصة الإنجاز دون مغادرة الغرفة.

التحول النفسي في تجربة النزيل

العمل داخل الفندق لم يعد مجرّد امتياز، بل أصبح حاجة نفسية واقتصادية.
النزيل العصري — خصوصًا من جيلَي الألفية وZ —
يبحث عن توازن بين الإنتاج والاسترخاء،
ويريد فضاءً يوفّر له التركيز في الصباح والاستجمام في المساء.

الفندق المنتج يقدّم تجربة جديدة:
يبدأ اليوم بقهوة الصباح في ردهة تشبه مساحة “كووركينغ”،
وينتهي بجلسة على التراس أو في صالة اللياقة بعد ساعات العمل.
إنها حياة متكاملة تجمع بين العمل والسفر في بيئة واحدة.

السعودية.. رائدة في تطوير بيئات العمل الفندقي

في المملكة العربية السعودية، تتجسد ملامح “الفندق المنتج” بوضوح ضمن رؤية 2030،
حيث يشهد قطاع الضيافة تحولًا استراتيجيًا نحو توفير مساحات ذكية متكاملة.

فنادق مثل فيرمونت الرياض وكراون بلازا الخبر وشذا المدينة
قدّمت نماذج رائدة لغرف عمل فندقية مزوّدة بأحدث التقنيات،
بما يشمل مؤتمرات رقمية فورية، مساحات اجتماعات مرنة، ومكاتب تنفيذية داخل الغرف.

كما أطلقت بعض العلامات الفندقية السعودية باقات “الإقامة الإنتاجية”،
التي تجمع بين المبيت، استخدام المرافق المكتبية، وخدمات القهوة والاجتماعات اليومية.
هذه النماذج جعلت من المملكة وجهة مثالية للعاملين المتنقلين ورجال الأعمال الذين يحتاجون إلى بيئة محفزة للإنجاز.

غرفة فندقية عصرية مُهيأة كمكتب إنتاجي متكامل

غرفة فندقية عصرية مُهيأة كمكتب إنتاجي متكامل
غرفة فندقية عصرية مُهيأة كمكتب إنتاجي متكامل

ردهة فندقية ذكية مجهزة بأماكن عمل مشتركة ومناطق نقاش مفتوحة

ردهة فندقية ذكية مجهزة بأماكن عمل مشتركة ومناطق نقاش مفتوحة
ردهة فندقية ذكية مجهزة بأماكن عمل مشتركة ومناطق نقاش مفتوحة

فريق ضيافة يقدّم خدمات دعم فني وتقني للنزلاء العاملين عن بُعد

فريق ضيافة يقدّم خدمات دعم فني وتقني للنزلاء العاملين عن بُعد
فريق ضيافة يقدّم خدمات دعم فني وتقني للنزلاء العاملين عن بُعد

من “الغرفة” إلى “المجتمع”

مفهوم “الفندق المنتج” لا يتوقف عند الغرف الذكية فقط،
بل يمتد إلى بناء مجتمعات إنتاجية داخل الفنادق نفسها.
تُنظم بعض العلامات فعاليات للتشبيك المهني (Networking Events)،
وتستضيف جلسات تدريبية قصيرة أو لقاءات لرواد الأعمال.

في فنادق “Lyf by Ascott” في سنغافورة و”Outsite” في لوس أنجلوس،
أصبح من المعتاد أن يجلس المصمم بجوار المبرمج بجوار المصور،
يتشاركون القهوة والأفكار،
ويحوّلون الفندق إلى مختبر إبداع يومي.

التكنولوجيا هي العمود الفقري

كل تجربة “فندق منتج” تعتمد على التكنولوجيا الدقيقة.
من شبكة الإنترنت عالية السرعة إلى أنظمة الحجز الفوري للمكاتب،
ومن الذكاء الاصطناعي الذي يضبط الإضاءة بناءً على نشاط النزيل،
إلى تطبيقات الإدارة اليومية التي تتيح التحكم الكامل في الغرفة أو مساحة العمل.

التكنولوجيا هنا ليست مجرد إضافة،
بل ركيزة للراحة والإنتاجية في الوقت نفسه.

بين الخصوصية والتفاعل

أحد التحديات الجوهرية لهذا المفهوم هو تحقيق التوازن بين العزلة المطلوبة للعمل،
والتفاعل الاجتماعي الذي يُغني التجربة.
لذلك صُممت الفنادق الحديثة لتقدّم مستويات مرنة من الخصوصية:
غرف منعزلة، مقاعد مفتوحة، وصالات لقاء مريحة تتيح العمل المشترك دون فقدان التركيز.

هذا التنوّع هو ما يجعل الفندق المنتج بيئة تحتضن أنماط العمل المختلفة دون الإخلال بجو الضيافة.

من الإقامة إلى التمكين

جوهر فكرة “الفندق المنتج” هو تمكين الإنسان من العمل والابتكار أثناء السفر.
إنها فلسفة جديدة في عالم الضيافة تقول:

الراحة لا تعني التوقف عن العمل، بل إيجاد المكان الذي يجعلك تعمل براحة.

إنها نقلة نوعية تجعل الفنادق شركاء في الإنتاج لا مجرد مزوّدي إقامة.

س: ما المقصود بـ”الفندق المنتج”؟

ج: هو نموذج فندقي يجمع بين الإقامة ومساحات العمل الذكية لتوفير بيئة مريحة وفعّالة للعاملين عن بُعد والمسافرين المنتجين.

س: ما الفرق بين الفندق المنتج والفندق التقليدي؟

ج: التقليدي يركّز على الراحة فقط، بينما المنتج يدمج أدوات وتقنيات العمل ضمن تجربة الإقامة اليومية.

س: كيف تتبنى السعودية هذا النموذج؟

ج: من خلال تطوير غرف عمل ذكية وبرامج “الإقامة الإنتاجية” التي تربط بين الراحة والأداء المهني ضمن رؤية 2030.

س: هل يناسب هذا النموذج جميع النزلاء؟

ج: يناسب بشكل خاص رجال الأعمال، رواد الأعمال، والعاملين عن بُعد الذين يبحثون عن بيئة تجمع بين العمل والسفر بسلاسة.

اقرأ أيضًا: ما الذي يريده جيل Z من الفنادق ولم يعد يقنعه التقليديون؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *