ما الذي يريده جيل Z من الفنادق ولم يعد يقنعه التقليديون؟
إم إيه هوتيلز – خاص
جيل جديد من المسافرين يغيّر قواعد اللعبة.
إنهم لا يبحثون عن وسادة مريحة أو بوفيه فاخر فحسب،
بل عن تجربة تُشبههم.. ذكية، رقمية، سريعة، وصادقة.
إنه جيل Z، الفئة العمرية التي وُلدت بين عامي 1997 و2012،
والتي أصبحت اليوم القوة الصاعدة في عالم السفر والضيافة،
تمتلك ذوقًا مختلفًا وتوقعات غير مسبوقة،
وترفض “الضيافة المتكلّفة” التي ما زالت بعض الفنادق تتمسك بها.
جيل لا يريد أن يُخدَم، بل أن يشارك في التجربة،
لا يبحث عن الرفاهية التقليدية، بل عن الأصالة والمرونة والهوية الرقمية.
فما الذي يريده هذا الجيل تحديدًا؟ ولماذا لا تكفيه النماذج الكلاسيكية بعد الآن؟
من النزلاء إلى صانعي التجربة
جيل Z لا ينتظر أن تُقدَّم له التجربة جاهزة،
بل يريد أن يكون جزءًا منها.
إنهم يقدّرون الفنادق التي تمنحهم حرية التخصيص،
من اختيار الموسيقى والإضاءة في الغرفة،
إلى التحكم في الخدمات عبر الهاتف أو الساعة الذكية.
في فندق “Moxy” من مجموعة “Marriott”،
يستقبل النزلاء مفاتيحهم عبر تطبيق رقمي،
ويتحكمون في الأجواء بالغرفة من خلال واجهة ذكية قابلة للتخصيص.
أما “Zoku Amsterdam” فيقدّم تجربة “البيت المؤقت”،
حيث يصمم النزيل بيئته بنفسه ويشعر أنه يعيش أسلوب حياة لا إقامة تقليدية.
جيل Z يريد أن يتفاعل لا أن يُخدم،
وأن يشعر أن الفندق يفهم لغته الرقمية أكثر مما يتحدث عن نفسه.
الهوية قبل الفخامة
الفنادق التقليدية كانت تركز على المظاهر: الرخام، الكريستال، والموسيقى الكلاسيكية.
لكن جيل Z يبحث عن الهوية الثقافية أكثر من المظاهر المادية.
يريد أن يشعر بأن الفندق يمثل مدينة، ثقافة، أو قضية،
وأن الإقامة فيه تحمل معنى يتجاوز النوم والأكل.
في “Habitas AlUla”، مثلاً،
تُبنى تجربة الإقامة على التواصل الإنساني مع المكان والطبيعة.
وفي “25hours Hotels”، يجتمع الفن والموسيقى والتصميم غير المألوف لتجسيد هوية المدن الأوروبية الحديثة.
جيل Z لا يُقنعه الذهب والرخام،
بل قصة الفندق وروحه.
التجربة الرقمية أولًا
يُقال إن جيل Z وُلد بشاشة في يده،
ولهذا لا يتسامح مع المواقع البطيئة أو الخدمات الورقية.
بالنسبة له، الموقع الإلكتروني للفندق أهم من اللوبي،
وتجربة الحجز الرقمية هي الانطباع الأول والأخير.
تقرير “Hospitality Tech Insights 2025” يؤكد أن 89٪ من المسافرين الشباب يقررون الحجز أو الإلغاء بناءً على تجربة الموقع أو التطبيق.
فإن لم يكن الفندق متصلًا رقمياً، فهو خارج المشهد في نظرهم.
جيل Z يريد تجارب فورية وسهلة ومتصلة:
من تسجيل الوصول الذاتي، إلى المفاتيح الرقمية، وحتى المساعدين الافتراضيين بالذكاء الاصطناعي.
فالتقنية بالنسبة لهم ليست رفاهية، بل لغة التواصل الأساسية.
القيم قبل الأسعار
جيل Z لا يشتري المنتج فقط، بل ما يمثله.
يهتم بالاستدامة، العدالة الاجتماعية، ودعم المجتمعات المحلية.
إنه يسأل: من صنع هذا؟ كيف صُنِع؟ وما أثره؟
لذلك، ينجذب إلى الفنادق التي تتبنى القيم البيئية والاجتماعية بصدق،
وليس تلك التي تتحدث عنها في الكتيبات الإعلانية.
في “1 Hotels”، كل تفصيل — من الأثاث إلى المياه المعبأة —
مصمم ليعكس التزامًا بيئيًا حقيقيًا.
وفي السعودية، تتبنى مشاريع مثل نيوم والبحر الأحمر نموذج “الاستدامة الراقية”،
الذي يجمع بين الوعي البيئي والفخامة المعاصرة.
جيل Z يرى أن الضيافة التي لا تحترم الكوكب لا تستحق الاحترام.
ردهة فندقية عصرية بتصميم فني يجذب المسافرين الشباب

غرفة فندقية ذكية مزوّدة بتقنيات تفاعلية تناسب جيل Z

نزلاء شباب يشاركون في فعاليات مجتمعية داخل فندق حديث في الرياض

السعودية.. الوجهة التي تتحدث بلغة الجيل الجديد
في المملكة العربية السعودية، يلتقي طموح رؤية 2030 مع تطلعات جيل Z العالمي.
المشاريع الجديدة مثل القدية والعلا وتروجينا لا تبيع الإقامة فقط،
بل تقدم تجارب ثقافية ورياضية وفنية تمسّ شغف هذا الجيل.
الفنادق السعودية الحديثة تركّز على التجربة أكثر من الشكل،
وتستثمر في الأنشطة المشتركة، والتصميم الديناميكي، والتفاعل الإنساني الحقيقي.
حتى أسلوب التواصل تغير:
الحملات التسويقية تُبنى على القصص والتحديات والمحتوى القصير بدل الإعلانات الطويلة.
إنها ضيافة تُخاطب الجيل الجديد بلغته:
سريعة، مؤثرة، وصادقة.
من الولاء إلى الانتماء
جيل Z لا يهتم ببرامج الولاء التقليدية أو النقاط،
بل يبحث عن انتماء حقيقي مع العلامة.
يريد أن يشعر أن الفندق يعرفه، يتحدث إليه، ويشاركه اهتماماته.
لذلك، أصبحت الهوية الفندقية اليوم مزيجًا من الثقافة، المحتوى الرقمي، والتجارب الشخصية.
الفندق الذي ينجح في بناء علاقة عاطفية مع هذا الجيل،
يضمن جمهورًا مخلصًا يروّج له تلقائيًا على الشبكات الاجتماعية.
س: ما الذي يميز جيل Z عن الأجيال السابقة في تفضيلات السفر؟
ج: يفضّل التجارب على الأشياء، ويرى التقنية والهوية الثقافية أهم من الفخامة المادية.
س: كيف تستعد الفنادق لجذب جيل Z؟
ج: بتبني التكنولوجيا، التصميم التفاعلي، والسرد الثقافي الصادق الذي يعكس قيم الجيل.
س: لماذا لا تكفي الأساليب التقليدية بعد الآن؟
ج: لأن جيل Z لا يثق في الإعلانات الكلاسيكية، ويبحث عن الصدق والتجارب القابلة للمشاركة.
س: كيف تواكب السعودية هذا التحول؟
ج: عبر مشاريع سياحية ذكية تجمع بين التقنية، الثقافة، والاستدامة لجذب الجيل الجديد من المسافرين.
اقرأ أيضًا: “الإقامة كخدمة”.. هل يتحول الفندق إلى اشتراك شهري؟





