M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

المحتوى الذي لا يُقاوم.. كيف تصمم تجربة تستحق النشر؟
أخبار وملفات

المحتوى الذي لا يُقاوم.. كيف تصمم تجربة تستحق النشر؟

المحتوى الذي لا يُقاوم.. كيف تصمم تجربة تستحق النشر؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في زمنٍ تتدفق فيه الصور والمنشورات بلا توقف، لم يعد السؤال: كيف نحصل على نزيل؟
بل كيف نحصل على نزيل يشارك تجربته؟
لقد تحوّلت المنافسة بين الفنادق من توفير إقامة مريحة إلى تصميم محتوى قابل للمشاركة،
أي تحويل كل لحظة من تجربة النزيل إلى قصة بصرية تستحق النشر.

في عالم الضيافة الرقمية، أصبح المحتوى هو العملة الأقوى.
الفنادق التي تفهم هذه القاعدة لا تنتظر الإعلانات لتروّج لنفسها،
بل تجعل نزلاءها يقومون بالمهمة طوعًا، عبر تجربة لا تُنسى، وصورة لا تُقاوم.

من الترويج إلى التجربة القابلة للنشر

كانت الحملات التسويقية تعتمد على الإعلان المدفوع والمقاطع المصوّرة الاحترافية،
لكن اليوم، أصبح النزيل هو الناشر الأكثر تأثيرًا.
كل ضيف يحمل هاتفًا يمكنه أن يصنع محتوى يصل إلى آلاف المتابعين خلال ثوانٍ.

تقرير “Skift Trends 2025” يشير إلى أن 82٪ من قرارات الحجز الحديثة تأثرت بصور أو مقاطع نزلاء آخرين، وليس بإعلانات الفنادق نفسها.
هذا التحوّل غيّر فلسفة التسويق الفندقي من “قل ما نريد قوله” إلى “اجعلهم يقولونها عنّا”.

تجربة تُلهم العدسة

السر في المحتوى الذي لا يُقاوم هو أنه لا يُفكّر كإعلان، بل يُصمّم كتجربة.
الفندق الذي يريد أن يصبح حديث الشبكات لا يكتفي بتقديم خدمة ممتازة، بل يخلق لحظة مرئية تستحق أن تُوثّق.

في فندق “Burj Al Arab”، كل زاوية صُممت لتبدو مثالية في الصورة.
وفي “The Silo Cape Town”، استخدم المهندسون الإضاءة الطبيعية لخلق انعكاسات تجعل النزلاء يوثّقون الجمال دون وعي.

إنها فلسفة جديدة تُسمّى Photo-Driven Design، حيث يُصمّم المكان ليُنتج محتوى عضويًا يُسوّق نفسه.

من الغرفة إلى القصة

الغرفة الفندقية لم تعد مجرد مساحة للنوم، بل مسرحًا للمحتوى.
تصميم السرير، زاوية الإضاءة، خلفية الإطلالة — كلها عناصر تسويقية غير مباشرة.
النزيل لا ينشر صورة لسرير مريح، بل قصة الراحة التي عاشها.

في “Habitas AlUla”، تُبنى تجربة الإقامة حول فكرة “العودة إلى الطبيعة”،
حيث تندمج البيئة الصحراوية بالفن البصري لتوليد صور عضوية مذهلة.
الفندق لا يقول “انشر”، بل يجعل النزيل يريد أن ينشر.

سرد التجربة قبل أن تُعاش

قبل أن يصل النزيل، يمكن للفندق أن يزرع في ذهنه صورة ذهنية تجعل التجربة جزءًا من القصة حتى قبل وقوعها.
تُستخدم هنا استراتيجيات Story-Driven Booking Journey — أي حجز تحفيزي مبني على السرد البصري والعاطفي.

فعندما يرى المستخدم فيديو لحفل موسيقي على سطح الفندق أو جلسة إفطار على شاطئ البحر،
يُكوّن ارتباطًا مسبقًا بالتجربة التي يريد أن يعيشها هو أيضًا.
وهكذا، تتحول الإعلانات إلى دعوة شخصية للانضمام إلى القصة.

المحتوى كأداة لبناء الثقة

الناس لا يثقون بالإعلانات، بل بالقصص الحقيقية.
حين يرى المتابع تجربة نزيل حقيقية في فيديو أو صورة،
فهو يشعر بصدق التجربة أكثر من أي إعلان تجاري.

في فندق “Four Seasons Doha”، يُشجَّع النزلاء على استخدام وسم الفندق ومشاركة لحظاتهم مع فريق التسويق،
الذي يعيد نشر المحتوى الأفضل ضمن حملة “From Our Guests”.
بهذه الطريقة، يتحول الزوار إلى سفراء موثوقين ينشرون صورًا تمثل الثقة أكثر من الدعاية.

المحتوى البصري في السعودية.. تجربة تتحدث عن نفسها

في المملكة العربية السعودية، تتصدر الضيافة الرقمية واجهة التحول السياحي،
فالفنادق الجديدة تُصمَّم بوعي بصري يعكس الهوية السعودية المعاصرة ويحفّز النزلاء على التفاعل.

في منتجع البحر الأحمر، تُصمم الفعاليات والأنشطة لتوليد محتوى عضوي نابض بالحياة،
حيث تُوثّق الجولات البحرية، الإطلالات، وحفلات الغروب بطريقة تُظهر انسجام السياحة مع البيئة.

أما فندق شذا المدينة وروزوود جدة فيقدمان مفهوم “الضيافة التي تُصوَّر”،
إذ تحولت الممرات والفناءات إلى مشاهد قابلة للنشر بفضل الإضاءة الدقيقة والتفاصيل الجمالية المستوحاة من العمارة العربية.

وهكذا أصبح المحتوى جزءًا من هوية السياحة السعودية الجديدة التي تمزج بين الأصالة والرؤية الرقمية.

غرفة فندقية بإطلالة جذابة تُحفّز النزلاء على مشاركة تجربتهم على المنصات الرقمية

غرفة فندقية بإطلالة جذابة تُحفّز النزلاء على مشاركة تجربتهم على المنصات الرقمية
غرفة فندقية بإطلالة جذابة تُحفّز النزلاء على مشاركة تجربتهم على المنصات الرقمية

ردهة فندقية أنيقة تستقبل الزوار بتصميم بصري معاصر مثالي للتصوير

ردهة فندقية أنيقة تستقبل الزوار بتصميم بصري معاصر مثالي للتصوير
ردهة فندقية أنيقة تستقبل الزوار بتصميم بصري معاصر مثالي للتصوير

فريق ضيافة يتفاعل مع النزلاء بروح الود والترحيب الإنساني الصادق

فريق ضيافة يتفاعل مع النزلاء بروح الود والترحيب الإنساني الصادق
فريق ضيافة يتفاعل مع النزلاء بروح الود والترحيب الإنساني الصادق

من التسويق إلى المشاركة المجتمعية

الفنادق التي تفهم قوة المحتوى لا تنشر عن نفسها فقط، بل تفتح المجال للجمهور ليشارك في القصة.
إطلاق مسابقات للتصوير، تنظيم أيام تصوير مفتوحة، أو التعاون مع مؤثّرين محليين،
كلها طرق لجعل الضيافة حوارًا بصريًا حيًا بين الفندق والمجتمع.

في “Jumeirah Group”، حملة “Stay Different” شجّعت الضيوف على مشاركة لحظات التفرّد عبر المنصات،
وفي السعودية، استخدمت “فنادق إنتركونتيننتال” حملة “لحظتك تستحق المشاركة” لتوثيق التجارب الحقيقية لنزلائها السعوديين والعرب.

النتيجة؟ محتوى إنساني يُعبّر عن الفندق أفضل من أي حملة إعلانية.

الذكاء الاصطناعي والمحتوى التفاعلي

لم يتوقف التطور هنا، إذ دخل الذكاء الاصطناعي مجال الضيافة الرقمية عبر أدوات تحليل المحتوى ومشاعر المستخدمين.
تُستخدم هذه البيانات لتطوير أسلوب العرض والتفاعل مع الجمهور.

على سبيل المثال، إذا لاحظ النظام أن النزلاء يتفاعلون أكثر مع صور الغروب من صور الغرف،
يُعيد ترتيب واجهات الموقع لعرض ما يثير التفاعل العاطفي.

كما تُستخدم تقنيات AI-Generated Content لإنتاج صور ترويجية مستوحاة من تجارب حقيقية،
فتبدو الرسائل الإعلانية أقرب إلى المحتوى البشري منها إلى التسويق التجاري.

من الصورة إلى الولاء

عندما يشعر النزيل أن الفندق يهتم بمحتواه وينشره ويُقدّره،
يتحول من زائر إلى شريك في العلامة.
إنها خطوة تتجاوز التسويق نحو بناء مجتمع من المتابعين المخلصين.

الفندق الذي يُكرّم نزلاءه من خلال محتواهم لا يحتاج إلى ولاء تقليدي،
لأن المشاركة نفسها تصبح شكلًا من أشكال الانتماء.

س: ما هو المحتوى الذي لا يُقاوم؟

ج: هو المحتوى الذي ينبع من تجربة حقيقية صُممت لتُلهم النزيل وتجعله يريد مشاركتها دون طلب.

س: كيف يمكن للفنادق تصميم تجربة تستحق النشر؟

ج: من خلال دمج الجمال البصري، والتفاعل الإنساني، والسرد العاطفي في كل تفصيلة من التجربة.

س: هل الذكاء الاصطناعي يُؤثر في صناعة المحتوى الفندقي؟

ج: نعم، إذ يساعد في تحليل التفاعل وتصميم حملات مخصصة تُلائم ذوق الجمهور وتزيد من المشاركة.

س: ما دور السعودية في تطوير المحتوى الفندقي؟

ج: تقود المملكة الاتجاه نحو الضيافة الرقمية التفاعلية ضمن رؤية 2030، بتصميم فنادق تُعبّر عن الهوية وتُلهم المشاركة.

اقرأ أيضًا: لماذا تتحول الفنادق إلى منصات للثقافة والفن؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *