الانتقال بين المساحات داخل الجناح.. كيف تدير الفنادق الإيقاع الحسي للنزيل؟
إم إيه هوتيلز – خاص
حين يدخل النزيل جناحه الفندقي، لا يواجه مجرد غرفة نوم واسعة، بل سلسلة من المساحات المتصلة – منطقة جلوس، ركن للعمل، حمام فاخر، وربما شرفة خارجية. هذا التنقل بين المساحات لا يتم عشوائيًا، بل يُدار بعناية فائقة لضبط “الإيقاع الحسي” للنزيل، وهو ما يجعل تجربته أكثر انسجامًا وراحة.
فما هو مفهوم الإيقاع الحسي في تصميم الأجنحة؟ وكيف توظفه الفنادق الراقية لضبط مزاج الضيف دون أن يشعر؟
تدفق التصميم الداخلي.. سيمفونية صامتة
تدفق المساحات يعني الانتقال السلس بين الوظائف المختلفة داخل الجناح دون صدمات بصرية أو شعور بالتشتت. الانتقال من الاسترخاء إلى العمل، ومن الخصوصية إلى الانفتاح، يجب أن يتم تدريجيًا وكأن التصميم “يقود” الضيف بلطف.
وهذا التدفق يتجسد في توزيع الأثاث، اختيار الألوان، الإضاءة المتدرجة، واستخدام الفواصل الذكية غير الصلبة.
أجنحة الفنادق.. أكثر من مجرد غرف متصلة
في الأجنحة الفندقية، يتم التخطيط للمساحات كأنها مشاهد متتالية داخل تجربة واحدة. تبدأ بمنطقة استقبال مريحة ذات طابع اجتماعي، تتبعها مساحة أكثر خصوصية للعمل أو القراءة، ثم تنتهي بغرفة النوم التي تمثل ذروة الهدوء.
الانتقال بين هذه المناطق يجب ألا يُشعر الضيف بانفصال، بل بتدرج يشبه المشي داخل قصة مصممة بدقة.
ديناميكية المساحات.. تحكم في الإيقاع
الديناميكية هنا لا تعني التغيير العشوائي، بل القدرة على تغيير الإيقاع حسب رغبة الضيف. الستائر المتحركة، الإضاءة القابلة للتعديل، وحتى الأبواب المنزلقة، كلها أدوات تمكّن النزيل من تخصيص تجربته البصرية والوظيفية.
هكذا يشعر الضيف بالتحكم الكامل في محيطه، مما يزيد من شعوره بالراحة والسيطرة.
الحدس المكاني للنزيل
رغم أن الضيف قد لا يُفكر في توزيع المساحات بوعي، فإن دماغه يلتقط التناغم أو الفوضى. إذا تم التنقل بين مناطق الجناح بسلاسة، يشعر بالهدوء والتوازن، أما إذا اصطدمت المساحات بصريًا أو وظيفيًا، فقد يؤدي ذلك إلى شعور خفي بعدم الراحة.
التصميم الجيد.. تجربة متكاملة لا تُنسى
الهدف من تصميم الأجنحة ليس فقط إبهار العين، بل خلق تجربة لا يشعر فيها الضيف بانقطاع أو ضياع. كل انتقال محسوب، كل زاوية تخدم هدفًا، وكل مساحة تلعب دورها في سيمفونية الضيافة.





