تحليلات التفاعل في بهو الفندق.. كيف تستفيد منها الإدارة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
بهو الفندق لم يعد مجرد مساحة انتظار أو لقاء عابر، بل تحوّل إلى نقطة بيانات حيّة تنبض بالمعلومات التي تكشف سلوك النزلاء، مزاجهم، وحتى مدى رضاهم عن التجربة. في هذا السياق، أصبحت “تحليلات التفاعل” في البهو أداة استراتيجية دقيقة تُوظفها الإدارة لاتخاذ قرارات يومية وتحسين استدامة العمليات.
ماذا نعني بتحليلات التفاعل؟
تحليلات التفاعل تشير إلى عملية تتبع وقياس سلوك النزلاء داخل البهو باستخدام أدوات ذكية، مثل الكاميرات الحرارية، وحساسات الحركة، وأنظمة تتبع الوجوه أو تفاعلهم مع الموظفين. لا تقتصر هذه التحليلات على الأمن أو مراقبة الحركة فقط، بل تشمل رصد أوقات الذروة، طبيعة الجلوس، مدة التواجد، والاهتمامات الظاهرة للزوار.
كيف تُترجم البيانات إلى قرارات؟
من خلال تتبع مناطق التكدس، تعرف الإدارة أين تضع طاولات إضافية أو تعيد توزيع المقاعد. وإذا رُصدت أوقات ذروة متكررة أمام المصاعد أو مكاتب الاستقبال، يتم تعزيز الطاقم أو تحديث أسلوب العمل لتقليل وقت الانتظار. كما تساعد هذه التحليلات في ضبط الإضاءة والموسيقى بناءً على المزاج العام، أو حتى تقديم عروض ترويجية مخصصة على شاشات العرض الرقمية.
تجارب الفنادق الذكية في التطبيق
فنادق كبرى مثل تلك في سنغافورة أو دبي بدأت في توظيف تحليلات التفاعل لتقديم ضيافة شخصية. فمثلًا، إذا لاحظت الأنظمة أن النزلاء يتجنبون منطقة معينة من البهو، تُراجع هندسة التصميم أو تهوية المكان. أما إذا رصد النظام تفاعلات عالية عند نقاط معينة، مثل مقهى البهو أو شاشة العرض، تُستخدم تلك النقاط في حملات تسويقية أو تعزيز خدمات معينة.
هل يشعر النزلاء بالمراقبة؟
تبقى الخصوصية تحديًا رئيسيًا. لذا، تُطبّق هذه الأنظمة وفق معايير أخلاقية، مع الالتزام بعدم تخزين البيانات الشخصية أو ربطها بهويات محددة. المهم هو تحليل الأنماط العامة لا الأشخاص.
نقلة من “المكان” إلى “المصدر”
بهذا الشكل، يتحول بهو الفندق من مجرد مساحة استقبال إلى مصدر معرفي غني، يتيح لفريق الإدارة تحسين جودة الخدمة، وتقديم تجربة نزيل أكثر مرونة وتفاعلية واستباقًا.
اقرأ أيضًا: مستقبل الإقامة قصيرة المدى.. كيف تنافس الفنادق الذكية شقق Airbnb؟





