تحليلات المشي داخل الفندق.. كيف تقيس الفنادق مسار حركة الضيف لتحسين الخدمة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم تعد تحليلات الضيوف في الفنادق تقتصر على البيانات الرقمية مثل مدة الإقامة أو مستوى الإنفاق، بل تطوّرت لتشمل أنماط الحركة الفيزيائية داخل الفندق نفسه. في عام 2025، تعتمد العديد من الفنادق الذكية على “تحليلات المشي” أو Walk Analytics، لفهم سلوك الضيوف بدقة، وتحسين تجربة الإقامة بشكل غير مسبوق.
ماذا تعني تحليلات المشي في السياق الفندقي؟
هي تقنيات تعتمد على أجهزة استشعار، كاميرات ذكية، أو إشارات الواي فاي والبلوتوث لرصد تحرّك النزلاء داخل الفندق، دون انتهاك الخصوصية. الهدف ليس المراقبة، بل معرفة: أين يتوقف الضيف؟ ما المسارات التي يفضّلها؟ ما الأماكن التي يتجنبها؟ ومتى تحدث تلك التحركات خلال اليوم؟
هذه المعلومات، عندما تُحلل بشكل ذكي، تتيح للفندق اتخاذ قرارات دقيقة حول تصميم المرافق، توزيع الموظفين، تحسين اللافتات التوجيهية، وحتى ترتيب الأثاث في البهو أو قاعات الطعام.
كيف تُحسّن هذه البيانات من كفاءة الخدمة؟
من خلال تتبع كثافة الحركة، تستطيع الفنادق معرفة الأوقات التي تزدحم فيها ممرات معينة، وبالتالي تعزيز التواجد البشري أو الروبوتي خلالها. كما يمكن للفنادق اكتشاف نقاط ضعف في تجربة الضيوف — مثل أماكن التكدّس أمام المصاعد، أو الطوابير في منطقة الاستقبال — والعمل على حلّها بطريقة استباقية.
كذلك، يمكن للبيانات أن تكشف عن مدى فعالية اللوحات الإرشادية، أو ما إذا كان النزلاء يضلّون طريقهم إلى المطعم أو مركز الأعمال، ما يُشير إلى خلل في التصميم البصري للمكان.
من الحركة إلى التصميم.. إعادة تخطيط التجربة
النتائج التي توفّرها تحليلات المشي لا تُستخدم فقط لتحسين الخدمة اللحظية، بل تُسهم في إعادة تصميم مرافق الفندق بشكل استراتيجي. فمثلاً، إذا كان عدد كبير من الضيوف يتوجهون إلى منطقة معينة ثم يتراجعون، قد يكون السبب هو خلل في الإضاءة، أو شعور بعدم الراحة في ذلك المسار.
بعض الفنادق استخدمت هذه التحليلات لنقل مواقع نقاط الخدمة مثل آلات القهوة، أو مكاتب الكونسيرج، لتكون أقرب للمسارات الشائعة، مما رفع معدلات الاستخدام بنسبة ملحوظة.
تجربة شخصية.. من استشعار الاحتياج إلى تقديم الحل
في الفنادق الأكثر تطورًا، تُدمج هذه التحليلات مع ملفات تعريف الضيوف، بحيث يتم إرسال إشعار تلقائي إلى الهاتف المحمول للضيف عندما يقترب من منطقة معينة، مثل عرض خاص في السبا أو تذكير بوقت العشاء.
تُستخدم أيضًا لتحديد أماكن تواجد الضيوف المتكررين، وتقديم خدمات مُخصصة بناءً على تحركاتهم السابقة، مما يُضفي طابعًا شخصيًا للغاية على الضيافة، حتى دون تفاعل مباشر مع الموظف.
هل هناك تحديات؟
رغم الفوائد الكبيرة، تواجه تحليلات المشي تحديات تتعلق بالخصوصية، حيث يجب أن تكون الأنظمة المستخدمة ملتزمة بالقوانين المحلية والدولية الخاصة بحماية البيانات، مثل نظام GDPR الأوروبي. لهذا، تُبرمج معظم الأنظمة لجمع البيانات بشكل مجهول دون تتبع الأفراد بأسمائهم أو وجوههم.
اقرأ أيضًا: إدارة الصوتيات داخل الفندق.. كيف تغيّر الضوضاء الخفية تقييمات الضيوف؟





