فنادق الميتافيرس.. خيال علمي أم حقيقة قادمة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
من كان يتصور قبل عقد من الزمن أن تُحجز غرفة فندقية، ويُجرب سريرها، ويُقيّم منظرها الخارجي، وكل ذلك دون مغادرة المنزل؟ هذه ليست محض خيال، بل واقع بدأ يتبلور تحت اسم “فنادق الميتافيرس”، حيث يندمج الضيافة بالواقع الافتراضي، لتتخطى الفنادق جدرانها وتبدأ رحلتها في العالم الرقمي.
في ظل تطور تقنيات الواقع الممتد (XR) والبلوك تشين، تتجه العلامات الفندقية العالمية إلى تأسيس حضور رقمي متكامل داخل منصات الميتافيرس، فهل هي طفرة مؤقتة؟ أم مستقبل حتمي لتجربة النزيل القادمة؟
ما هو “الميتافيرس” في السياق الفندقي؟
الميتافيرس هو بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد تفاعلية، تُحاكي العالم الحقيقي، وتُتيح للزائر التنقل، التفاعل، والقيام بأنشطة عبر شخصية افتراضية (أفاتار). في السياق الفندقي، تعني هذه التقنية إمكانية زيارة الفندق افتراضيًا، استكشاف الغرف، قاعات الاجتماعات، المنتجعات الصحية، وحتى حضور مؤتمرات افتراضية أو حفلات تقيمها الفنادق على أراضيها الرقمية.
الفائدة العملية للفنادق والنزلاء
الفنادق تستفيد من الميتافيرس في التسويق، وخفض معدلات الإلغاء، ورفع معدلات الحجز المباشر. التجربة الافتراضية تمنح النزيل تصورًا دقيقًا قبل الدفع، مما يعزز ثقته. كما تتيح هذه التقنية تجريب عروض المناسبات والاجتماعات مسبقًا.
أما بالنسبة للنزيل، فهي فرصة للتجربة قبل الشراء، وللتفاعل مع الخدمة من أي مكان في العالم، خصوصًا لذوي الاحتياجات الخاصة، أو كبار السن، الذين قد يصعب عليهم التنقل.
فرص جديدة لتجربة النزيل
الميتافيرس ليس مجرد عرض مرئي، بل فضاء يمكن للفندق أن يُعيد فيه تصميم هويته بالكامل. بعض العلامات أنشأت فنادق خيالية في جزر افتراضية، بخدمات لا يمكن تنفيذها على الأرض، مثل حمامات سباحة في الفضاء، أو غرف تفاعلية تتغير بتغير مزاج الضيف.
كما بات بإمكان النزيل حجز غرفة افتراضية، وعقد اجتماع عمل مع شركاءه في قاعة فندقية رقمية، مع توفير خدمة ضيافة رقمية عبر “NFTs” تمثل مشروبات أو هدايا.
التحديات: هل الجميع مستعد؟
رغم جاذبية الفكرة، تواجه الفنادق تحديات تقنية وثقافية، أبرزها ارتفاع كلفة الإنشاء داخل الميتافيرس، ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض الدول، وعدم جاهزية شريحة كبيرة من الضيوف لهذه النقلة.
كما أن مسائل الأمن السيبراني وحماية البيانات تفرض نفسها بقوة، إذ أن التجارب الافتراضية ترتبط بجمع كم هائل من المعلومات الحساسة عن النزلاء.
المستقبل.. دمج أم استبدال؟
من غير المرجح أن تُستبدل الإقامة الواقعية بالتجربة الافتراضية، ولكن المؤكد أن الميتافيرس سيُصبح قناة متكاملة ضمن استراتيجية الضيافة. قد يبدأ الضيف رحلته رقمياً، ويُنهيها فيزيائيًا داخل الفندق، والعكس.
الرهان هنا ليس على “هل” ستنضم الفنادق إلى الميتافيرس، بل على “متى” وكيف ستُعيد تصميم تجربتها بالكامل لتواكب هذا الواقع الجديد.
اقرأ أيضًا: الرف الزجاجي أسفل المرآة في الحمام.. قطعة غير ملحوظة تصنع انطباعًا قويًا