موقع المرايا داخل الغرفة.. هل يؤثر على راحة النزيل النفسية؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا تُعتبر المرايا في الغرف الفندقية مجرد عنصر ديكوري أو أداة وظيفية، بل تُعدّ من العناصر المؤثرة على المزاج والانطباع العام. المكان الذي توضع فيه المرآة لا يقل أهمية عن وجودها نفسه، فهو قادر على تعزيز شعور النزيل بالاتساع، الخصوصية، أو حتى القلق — دون أن يعي السبب مباشرة.
المرآة كعنصر نفسي بصري
المرايا تُضخّم الضوء، توسّع المساحة، وتعكس البيئة. لكن هذا الانعكاس قد يتحوّل إلى مصدر إزعاج حين يوضع في مكان غير محسوب. أن يرى النزيل صورته مباشرة عند الاستلقاء، أو بمجرد استيقاظه، قد يكون مقلقًا لبعض الأشخاص، خاصة إن كانت المرآة كبيرة، أو موضوعة مقابل السرير تمامًا.
البعض يشعر بعدم الارتياح الفوري، ويضطر لتغطية المرآة ببطانية أو قطعة قماش — وهي تفاصيل صغيرة لكنها كفيلة بتعكير صفو التجربة.
الموقع المثالي.. دعم وظيفي دون تدخل نفسي
أفضل المرايا هي التي تؤدي وظيفتها بوضوح (كأن تكون قريبة من المكتب أو طاولة التزيين)، دون أن تفرض حضورها في المشهد البصري للنزيل طوال الوقت. المرايا الجانبية، أو تلك الموضوعة داخل الخزانة، تُقدّم حلاً متوازنًا بين الحاجة العملية والراحة النفسية.
أما وضع مرآة أمام السرير، أو على السقف، أو في مواجهة الحمام المفتوح، فقد يخلق شعورًا بالتطفل أو انعدام الخصوصية، حتى لو كان المكان فارغًا تمامًا.
انعكاسات غير متوقعة.. تأثير على الإضاءة والنوم
المرايا تعكس الضوء — وهذه ميزة مفيدة في غرف ضعيفة الإضاءة، لكنها قد تكون مزعجة ليلاً. انعكاس لمبة صغيرة من زاوية غير مباشرة قد يسبب توترًا بصريًا، أو يقطع دورة النوم لدى النزيل الحساس للضوء.
الفندق الذي يُدرك كيف “تسلك” الإضاءة في الغرفة، وأين تنعكس، هو الفندق الذي يُتقن التفاصيل غير المرئية.
المرآة والوعي بالذات.. سيف ذو حدين
رؤية النفس في كل لحظة ليست دائمًا أمرًا مريحًا. بعض الدراسات تشير إلى أن وجود المرايا في أماكن النوم قد يزيد من درجة الوعي بالذات، أو يُثير مشاعر نقدية داخلية لدى بعض الأشخاص، خاصة بعد يوم سفر مرهق أو عند الاستيقاظ المفاجئ.
الفنادق التي تُوازن بين الحضور البصري للمرآة ووظيفتها، تُحقق نوعًا من الطمأنينة الخفية التي لا تُقاس بالمتر — بل بالشعور العام.
المرآة أداة تصميم.. لكن بإحساس
عندما تُستخدم المرايا كوسيلة لتجميل الغرفة، أو تكبير المساحة بصريًا، فإن نجاحها يعتمد على موقعها لا فقط على حجمها. فالتصميم الجيد لا يُظهر فقط ما هو جميل، بل يُخفي ما قد يربك. وهنا تتحوّل المرآة من سطح يعكس الصورة، إلى عنصر يضبط الإحساس.
اقرأ أيضًا: حجم مفتاح الغرفة.. هل يُشعر النزيل بالأمان أم بالإزعاج؟





