رائحة الردهة.. كيف تؤثر على الانطباع الأول للنزيل داخل الفندق
إم إيه هوتيلز – خاص
في اللحظة التي يدخل فيها الضيف إلى ردهة الفندق يبدأ عقله الباطن بتكوين الانطباع الأول
قد لا يلتفت إلى التفاصيل الظاهرة مثل ديكور السقف أو شكل الكراسي لكنه سيلتقط فورًا الرائحة التي تملأ المكان
هذه الرائحة تحديدًا هي ما يرسّخ في ذهنه ما إذا كان المكان مريحًا أم لا نظيفًا أم لا جديرًا بالتكرار أم لا
الرائحة كجزء من الهوية العاطفية للفندق
لم تعد الرائحة الجيدة مجرد ترف حسي أو تفصيلة تجميلية بل أصبحت عنصرًا تسويقيًا متعمدًا ومدروسًا
الفنادق الكبرى باتت تعتمد ما يُسمى بالبصمة العطرية الخاصة بها
عطر يتم اختياره ليعكس روح المكان وفئته المستهدفة فيُبث في الردهة والممرات والغرف باستمرار
هذا العطر يصبح مع الوقت مرتبطًا ذهنيًا بالفندق نفسه لدرجة أن الضيف يتعرف عليه دون أن يرى الشعار
الرائحة كدليل غير مباشر على النظافة
من أوائل الأشياء التي يربطها النزيل بالرائحة هي مستوى النظافة
رائحة عطر خفيفة ومريحة تعني أن المكان معتنى به وأن هناك نظامًا واضحًا للعناية بالتفاصيل
أما رائحة الرطوبة أو الهواء الملوث أو المعطرات الصناعية الثقيلة فهي تشي بوجود خلل أو إهمال
ولهذا فإن رائحة الردهة ليست فقط مدخلًا للترحيب بل مؤشّر داخلي لتقييم جودة الخدمة والمكان
التأثير النفسي للرائحة على راحة الضيف
الرائحة ترتبط بمراكز الذاكرة والمشاعر في الدماغ وهذا يجعلها قادرة على إثارة أحاسيس فورية
اللافندر يُريح النزيل الحمضيات تُنعشه الفانيليا تجعله يشعر بدفء المكان
وعلى العكس فإن رائحة الطبخ أو المنظفات القوية تثير النفور وتُشعره بأن هناك ما يُزعجه دون أن يدري ما هو
لهذا فإن اختيار رائحة الفندق يُبنى على دراسة عميقة لنوع التجربة التي يريد المكان أن يزرعها في ضيفه
بعد الجائحة.. حساسية مضاعفة تجاه الرائحة
منذ جائحة كوفيد أصبح الضيوف أكثر انتباهًا للرائحة كرمز على التعقيم والنظافة
رائحة الكحول الخفيف أو النعناع أو الليمون تُطمئن النزيل أن المكان مُعقّم وآمن
ولهذا قامت العديد من الفنادق بتعديل تركيبتها العطرية لتشمل عناصر ترتبط في عقل الضيف بالنظافة والاحترافية والوقاية
استثمار صغير بعائد نفسي كبير
أجهزة نشر الروائح ليست باهظة الثمن لكنها ذات أثر بالغ
فقط بضع نسمات من رائحة مدروسة عند مدخل الفندق كفيلة بتكوين انطباع إيجابي يدوم
وكلما عاد الضيف إلى نفس الرائحة شعر بأنه عاد إلى مكان يعرفه ويثق به
وهنا تتحوّل الرائحة من تفصيلة تصميمية إلى عنصر ولاء حسي طويل الأمد
اقرأ أيضًا: النزيل الصامت.. طرق احترافية لقراءة سلوكه وتحليل تجربته الفندقية





