M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الغرفة العلاجية.. كيف تُقلل الإقامة الفندقية من التوتر والقلق؟
المدونة

الغرفة العلاجية.. كيف تُقلل الإقامة الفندقية من التوتر والقلق؟

الغرفة العلاجية.. كيف تُقلل الإقامة الفندقية من التوتر والقلق؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عام 2025، لم تعد الغرف الفندقية مجرد أماكن للنوم أو الراحة الجسدية.. بل تحوّلت بعض الفنادق الرائدة إلى فضاءات شفاء نفسي وعاطفي، من خلال ما يُعرف بـ “الغرفة العلاجية“.
هذه الغرفة ليست غرفة عادية بتصميم فاخر، بل هي نتاج فهم عميق لتأثير البيئة على مشاعر الضيف، حيث تُدمج عناصر هندسية ونفسية مدروسة لتخفيف التوتر، تهدئة الأعصاب، وتعزيز الاسترخاء.

بداية الفكرة.. من أين جاءت الحاجة لغرف تقلل التوتر؟

مع تزايد الضغوط اليومية وارتفاع مستويات القلق العالمي، أصبح النزلاء يبحثون عن فنادق لا تقدّم فقط الراحة الجسدية، بل توفر أيضًا راحة ذهنية.
هذا التوجه دفع عددًا من الفنادق إلى اعتماد تصميمات تُراعي التأثيرات النفسية للألوان والإضاءة والمواد الطبيعية.. حيث يتحوّل التصميم من مجرد ديكور إلى أداة علاجية تُحدث أثرًا فعليًا على الحالة النفسية للنزيل.

الإضاءة واللون.. أدوات تهدئة مدروسة

في الغرفة العلاجية، الإضاءة ليست قوية ولا باردة.. بل تُعتمد تقنيات إضاءة دافئة منخفضة تُضبط تلقائيًا حسب توقيت اليوم، لتُحاكي دورة الشمس الطبيعية.
أما الألوان، فتختفي منها النغمات الحادة، ويحل مكانها طيف من الأزرق الهادئ، الرمادي الفاتح، والأخضر الزيتوني.. وهي ألوان ثبت علميًا أنها تُقلل التوتر وتُحسّن جودة النوم.

الروائح والموسيقى.. علاج حسي متكامل

تحتوي بعض هذه الغرف على أنظمة نشر عطر طبيعي خفيف، مثل اللافندر أو النعناع، المعروفَين بقدرتهما على تهدئة الجهاز العصبي.
كما توفّر الفنادق أحيانًا سماعات مدمجة أو أجهزة صوتية لبث موسيقى تأملية أو أصوات طبيعية كصوت الأمواج أو المطر، ما يُسهم في خلق بيئة مريحة للذهن والجسد.

تصميم السرير والتفاصيل الصغيرة.. أكثر من راحة جسدية

السرير في الغرفة العلاجية يكون من نوع مخصص لدعم العمود الفقري وتخفيف الضغط على المفاصل، مع وسائد وأغطية من أقمشة تنفسية طبيعية.
توضع كرسي تأملي في زاوية الغرفة، وربما نبات داخلي حقيقي، مع نوافذ تسمح بمرور الضوء الطبيعي الناعم.. كل تفصيلة تُصمم لتخدم هدفًا نفسيًا قبل أن تكون مجرد رفاهية.

التجربة الكاملة.. عندما تشعر أن الفندق يهتم بسلامتك النفسية

لا تتوقف التجربة عند التصميم فقط، بل تمتد إلى مستوى الخدمة.. حيث يُدرب الموظفون على التعامل بلغة جسد هادئة، ونبرة صوت مطمئنة، وتقديم عروض مثل جلسات اليوغا أو التأمل داخل الغرفة.
كل ذلك يُشعر النزيل بأنه ليس مجرد عميل بل إنسان تُقدّر حالته النفسية، وتُبنى تجربة الإقامة حول تحسينها.

الفرق بين غرفة تقليدية وغرفة علاجية

في الغرفة التقليدية، قد يشعر النزيل بالإجهاد حتى بعد النوم، بسبب الإضاءة القوية أو التصميم الصاخب أو ضعف العزل الصوتي.
بينما في الغرفة العلاجية، يشعر الضيف بالاسترخاء بمجرد دخوله، كما لو أن الغرفة نفسها تتفاعل معه وتفهم ما يحتاجه ليهدأ ويستعيد توازنه.

في النهاية.. فنادق الغد لا تبيع سريرًا، بل تبيع راحة ذهنية

مع ازدياد الوعي بالصحة النفسية، أصبحت الغرفة العلاجية رمزًا لمرحلة جديدة في الضيافة.. حيث تتحوّل الإقامة من استراحة جسد إلى تجربة شفاء متكاملة.
الفنادق التي تدرك هذا التحوّل وتستثمر فيه، لا تربح فقط تقييمًا جيدًا، بل تبني علاقة عميقة مع الضيف تستمر حتى بعد المغادرة.

اقرأ أيضًا: رجال الأعمال العائدون.. لماذا لا يكرّر النزيل زيارته رغم رضاه؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *