خدمة العملاء في الفنادق.. هل الروبوتات كافية لإرضاء النزيل العصري؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في السنوات الأخيرة، أصبح من المألوف أن يستقبل النزيل في الفندق روبوت يحمل الأمتعة، أو يتلقى استفساراته من مساعد صوتي داخل الغرفة. ومع التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الضيافة، باتت الروبوتات عنصرًا أساسيًا في تشغيل الفنادق الحديثة.
لكن بينما تتقدّم التقنية بسرعة، يطرح سؤال عميق نفسه: هل تكفي الروبوتات وحدها لإرضاء النزيل العصري؟ وهل يمكن لأجهزة بلا مشاعر أن تحلّ محلّ الطابع الإنساني الذي يميز الضيافة منذ نشأتها؟
الروبوتات.. كفاءة لا تُضاهى في المهام الروتينية
لا شك أن الروبوتات تفوّقت في أداء المهام المتكررة والبسيطة: التوصيل إلى الغرف، الرد على الأسئلة الشائعة، إدارة الحجوزات، وحتى تنظيف بعض المناطق.
النزيل الذي يريد سرعة، دقة، وخصوصية، يجد في الروبوت أداة مثالية، خاصة عند الوصول المتأخر، أو في الرحلات القصيرة. التقنية هنا تُعزّز الكفاءة وتقلّل الأخطاء البشرية.
لكن ماذا عن “اللمسة الإنسانية”؟
الضيافة ليست مجرد خدمة.. بل شعور. النزيل الذي يواجه موقفًا غير متوقّع، مشكلة خاصة، أو حالة طارئة، لا يبحث عن استجابة نمطية من روبوت، بل عن تعاطف، إنصات، وحل سريع يحمل بُعدًا شخصيًا.
الموظف البشري يُدرك السياق، يقرأ لغة الجسد، ويستطيع تجاوز التعليمات عند الضرورة. وهذه هي المهارات التي لا تبرمجها الخوارزميات بسهولة.
النزيل العصري يريد الاثنين.. لا واحدًا فقط
المفارقة أن النزيل العصري يُحب السرعة والرقمنة، لكنه في الوقت ذاته لا يريد فقدان “العلاقة”. يريد حلاً سريعًا، لكن أيضًا تواصلاً ذا قيمة.
لذلك، أصبحت أفضل الفنادق هي التي تتبنّى نموذج الخدمة الهجين: الروبوتات في الخطوط الأمامية للتعامل مع الأمور البسيطة، والبشر في الخلفية لحل المواقف التي تتطلب ذكاءً عاطفيًا.
التدريب الجديد.. الإنسان الذي يتكامل مع الروبوت
التحدي اليوم لم يعُد في استبدال الإنسان، بل في تدريب الموظفين ليكونوا قادرين على العمل مع الروبوتات. معرفة متى يتدخل الإنسان، وكيف يُضيف بُعدًا شخصيًا على تجربة بدأت رقمية، هو جوهر خدمة العملاء في المستقبل.
التقييمات الرقمية تُظهر حدود الروبوتات
كشفت تقارير الضيافة أن كثيرًا من التقييمات السلبية تأتي من مواقف فشل فيها النظام المؤتمت في تقديم تجربة مرنة. التأخير في الرد، عدم فهم المشكلة، أو غياب التعامل البشري وقت الحاجة.
وهنا تُثبت الحقيقة القديمة: “لا أحد يتذكّر ما قيل له، بل كيف جُعل يشعر”.
الفرق بين فندق يعتمد الروبوتات، وآخر يُكملها بالبشر
الفندق الذي يُسلّم كل المهام للروبوتات يُهدّد نفسه بفقدان شخصيته. أما الذي يُصمم رحلة ضيف ذكية تُوازن بين الأتمتة والمرونة البشرية، فهو من يُرضي النزيل العصري الذي يريد أن يشعر بالتحكّم.. دون أن يشعر بالوحدة.
اقرأ أيضًا: التسويق الفندقي في المواسم.. كيف تخطط الفنادق لحملات ناجحة؟





