الإضاءة الذكية في الغرف.. رفاهية أم ضرورة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عصر أصبحت فيه التجربة الفندقية قائمة على التخصيص، والتحكم الذاتي، والاستجابة الفورية، برزت الإضاءة الذكية كعنصر يتجاوز الفخامة ليُصبح ضرورة وظيفية تُغيّر مفاهيم الراحة، المزاج، والإنتاجية داخل الغرف.
فلم تعد الإضاءة مجرد “مصباح فوق السرير”، بل نظام متكامل يتفاعل مع حركة الضيف، توقيت يومه، وحتى نمط نومه. والسؤال لم يعد: “هل تُستخدم الإضاءة الذكية؟”، بل: “كيف تُستخدم؟” و”هل يمكن لنزيل اليوم أن يقبل بتجربة تقليدية بعد أن جرّب هذه التقنية؟”
من مفتاح الضوء إلى التحكم الكامل في المزاج
الإضاءة التقليدية تعتمد على تشغيل/إطفاء يدوي، بينما الإضاءة الذكية تُدار عبر تطبيق، أو تحكّم صوتي، أو حساس حركة. يمكن للنزيل أن يختار “وضع القراءة”، “الإضاءة الصباحية”، “الهدوء المسائي”، أو حتى “وضع الاسترخاء”.
تغيير درجة الحرارة اللونية (من الأبيض البارد إلى الأصفر الدافئ) يؤثر مباشرة في راحة العين، جودة النوم، والإحساس بالترحيب.
التوفير في الطاقة.. مزايا تشغيلية لا تُرى
الإضاءة الذكية تُطفأ تلقائيًا عند مغادرة الغرفة، وتُخفّف تدريجيًا عندما يكون الغرض هو الراحة أو مشاهدة التلفاز. هذه الأنظمة لا توفر فقط الطاقة، بل تقلّل من استهلاك المصابيح وتُخفف العبء عن فرق الصيانة.
الفنادق التي تتبنى هذا النظام تُظهر التزامًا بالاستدامة دون المساس براحة الضيف.
التكامل مع نظام الغرفة الذكي
عند ربط الإضاءة بأنظمة التحكم الأخرى (الستائر، التكييف، المنبه)، تتحول الغرفة إلى “نظام بيئي متفاعل”.
مثلًا، عند اختيار وضع “الاستيقاظ”، تبدأ الستائر بالانفتاح، الإضاءة تزداد تدريجيًا، والموسيقى الناعمة تُفعّل. كل ذلك بدون تدخل بشري. هذه التفاصيل تُحوّل الغرفة إلى تجربة شخصية متكاملة.
التأثير النفسي والوظيفي
دراسات عدة أثبتت أن الإضاءة تؤثر في الحالة المزاجية للنزيل، وتُساعد على تنظيم دورات النوم والإنتاجية. المسافرون من مناطق زمنية مختلفة (Jet Lag) يستفيدون من الإضاءة التي تُضبط لمساعدتهم على التكيّف.
بالتالي، ما يبدو كميزة رفاهية، هو في الحقيقة عامل جودة حياة داخل الغرفة الفندقية.
الفرق بين فندق يُضيء الغرفة، وآخر يُنير التجربة
الفندق الذي يستخدم الإضاءة فقط كعنصر تصميمي قد يُرضي العين، لكنه لا يُدير التجربة. أما الفندق الذي يدمج الإضاءة ضمن رحلة النزيل – من الوصول إلى النوم – فهو من يبني تجربة تُشبه المنزل، بل وتتفوّق عليه.
اقرأ أيضًا: التدريب الفندقي الحديث.. كيف تجهز الكوادر لعالم الضيافة الذكية؟





