تصميم الغرف متعددة الاستخدام.. هل هو الحل لنزلاء الأعمال والسياحة؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في السنوات الأخيرة، أصبح من الصعب تصنيف النزلاء إلى فئات تقليدية مثل “رجل أعمال” أو “سائح”، إذ بات المسافرون يجمعون بين العمل والاستكشاف، وبين الاجتماعات وجولات المدينة. وهنا وُلد مفهوم الغرف متعددة الاستخدام.. مساحات مرنة تُلبّي احتياجات نزيل يبحث عن إنتاجية وراحة، بدون التنازل عن أحدهما.

فهل هذا النمط المعماري والتشغيلي هو الحل لتغير طبيعة السفر؟ وهل تستطيع هذه الغرف أن تُعيد صياغة تجربة الإقامة؟

نزيل اليوم.. اجتماع في الصباح وجولة في المساء

نمط “Bleisure” الذي يدمج بين العمل والترفيه لم يَعُد استثناءً، بل أصبح القاعدة الجديدة. ومعه تطوّرت توقعات الضيوف: يريدون مكاتب مريحة، اتصالًا فائق السرعة، لكن أيضًا أجواء غير رسمية، ومرافق استرخاء قريبة.

الغرف متعددة الاستخدام وُلدت لتُقدّم الحل: تصميم يجمع بين بيئة عمل هادئة، ومساحة معيشة تُشبه الشقة المصغّرة.

التصميم الذكي.. مساحة صغيرة بإمكانيات كبيرة

في الغرفة الواحدة، تجد مكتبًا متحركًا، أريكة قابلة للتحوّل إلى سرير، إضاءة تُضبط حسب النشاط، وستائر تُغلق تلقائيًا في وضع الاجتماع.

هذا النوع من التصميم لا يركّز فقط على الجماليات، بل على الوظائف، بحيث يتحوّل المكان في لحظات من “مساحة إنتاج” إلى “منطقة راحة” دون تبديل الغرفة أو الإحساس بالازدحام.

الاتصال الرقمي.. لا إنتاجية دون سرعة وثبات

الغرفة متعددة الاستخدام لا تكتمل بدون اتصال إنترنت عالي السرعة، ونقاط شحن متعددة، وشاشة يمكن توصيلها باللابتوب.

النزيل العصري يتوقع أن يُجري اجتماعًا على “Zoom” في نفس المساحة التي سيشاهد فيها فيلمًا لاحقًا، دون أي انقطاع أو ضعف في الأداء.

الاستجابة للحاجة.. لا لحجم الغرفة فقط

هذا المفهوم لا يعني غرفًا أكبر، بل غرفًا أكثر ذكاءً. بعض الفنادق بدأت تُقدّم غرفًا صغيرة لكنها تحتوي على كل ما يحتاجه نزيل العمل والترفيه: سطح قابل للطي، كراسي مريحة، إضاءة متعددة الزوايا، ومساحات تخزين مخفية.

الفرق بين غرفة مصممة حول السرير، وأخرى حول النزيل

في التصميم التقليدي، تكون الغرفة مركزها السرير. أما في الغرف متعددة الاستخدام، فإن المركز هو الضيف نفسه: نشاطه، وقته، تنقله، واحتياجاته. وهذه الفلسفة تُعيد تعريف علاقة النزيل بالغرفة كمساحة متغيرة، لا مجرد غرفة نوم.

اقرأ أيضًا: هل تصبح الفنادق مراكز عمل متنقلة؟ تجربة الضيافة للمحترفين الرقميين