تقنيات الذكاء الاصطناعي في استقبال النزلاء.. من التحقق الذكي إلى التوصيات المخصصة
إم إيه هوتيلز – خاص
في 2025، لم يعُد استقبال النزلاء في الفنادق مهمة تقتصر على موظف خلف مكتب تقليدي يحمل أوراق الحجز، بل تحوّل إلى محطة ذكية تُدار بخوارزميات فائقة، تتنبأ بالتفاصيل قبل حدوثها، وتمنح النزيل تجربة سلسة تبدأ من اللحظة الأولى.
الذكاء الاصطناعي لم يدخل إلى الضيافة من باب الكماليات، بل أصبح أداة تشغيلية رئيسية تُعيد تصميم لحظة الوصول، وهي اللحظة التي تصنع الانطباع الأول، وتُمهّد لتجربة النزيل بأكملها.
التحقق الذكي.. وداعًا للبطاقات الورقية
أصبح التحقق من هوية النزيل عملية رقمية بالكامل. تقنيات التعرّف على الوجه، بصمة الإصبع، والتوقيع الرقمي باتت تُستخدم على نطاق واسع في الفنادق الذكية، لتقليل وقت الانتظار وتفادي الأخطاء.
في بعض الفنادق، يمكن للنزيل ببساطة أن يُفعّل تطبيق الفندق، يرفع صورة هويته الممزوجة بصورة مباشرة، ويتلقى رقم الدخول إلى الغرفة دون الحاجة لأي توقيع أو حديث مباشر. هذه العملية لا تُوفر الوقت فحسب، بل تُشعر النزيل بالخصوصية والسيطرة.
الوصول السلس دون تفاعل بشري مباشر
النزلاء الذين يُقدّرون الخصوصية وعدم التفاعل المباشر باتوا يشكّلون شريحة كبيرة من السوق. تقنيات الذكاء الاصطناعي أتاحت إمكانية تسجيل الوصول عن بُعد، اختيار الغرفة، وضبط إعداداتها قبل الوصول.
بمجرد دخول النزيل إلى نطاق الفندق، يتعرّف عليه النظام تلقائيًا، ويُفتح له الباب باستخدام هاتفه أو وجهه المسجّل. هذه التجربة اللا تلامسية أصبحت المعيار الجديد للفنادق الحديثة، خاصة في المدن الكبرى والأسواق عالية التردد.
أنظمة الدردشة الذكية في الرد الفوري
جزء أساسي من استقبال النزيل يتم اليوم من خلال واجهات الدردشة الذكية. قبل الوصول، يمكن للضيف أن يستفسر عن توقيت الدخول، المرافق، أو تعديل الحجز عبر نظام محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُجيب فورًا، ويوجّه الاستفسار تلقائيًا إلى القسم المناسب إذا استدعت الحالة تدخّلًا بشريًا.
هذه الأنظمة لا توفر الراحة فحسب، بل تُسهم في تقليل الضغط على موظفي الاستقبال، وتحقيق مستوى من الاتساق في جودة الردود.
التوصيات الفورية بناءً على سلوك الضيف
بمجرد تسجيل الوصول، يبدأ النظام الذكي في تحليل ملف النزيل. هل سافر سابقًا إلى نفس الوجهة؟ هل سبق أن اختار نوعًا معينًا من الوسائد أو الإفطار؟ هل يفضل الصالات الهادئة أم الإطلالات؟
بناءً على هذه البيانات، يُرسل النظام توصيات مخصصة فورًا: عرض خاص على خدمة الغرف، حجوزات لمطاعم قريبة، أو تذكير بنشاط سبق واهتم به النزيل. هذا المستوى من التخصيص يجعل الضيف يشعر بأن الفندق يُفكر معه، لا من أجله فقط.
المرونة في تسجيل الوصول حسب الوضع الفعلي
الفنادق التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر مرونة في ما يخص توقيت الدخول والخروج. إذا لاحظ النظام أن الغرفة المحجوزة أصبحت جاهزة مبكرًا، يُخطر النزيل تلقائيًا بإمكانية الدخول قبل الوقت المحدد، مع خيار مجاني أو عرض مدفوع مخفّض.
في المقابل، إذا تأخر النزيل في الوصول، يتكيّف النظام تلقائيًا مع الوقت الجديد، ويُعيد جدولة خدمات مثل التنظيف أو تحضير الوجبات بما يتناسب مع التغيير.
الفرق بين استقبال تقليدي وآخر ذكي
الاستقبال التقليدي قد يُقدّم الابتسامة، لكنه يُقيّد النزيل بسلاسل من الإجراءات. أما الاستقبال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فيُحرّره من الانتظار، يُخصّص له التجربة، ويمنحه إحساسًا فوريًا بأن الفندق بُني على مقاسه.
التحوّل ليس فقط في سرعة الأداء، بل في نوعية العلاقة بين النزيل والمنشأة، والتي أصبحت أكثر مرونة، استجابة، وذكاء.
اقرأ أيضًا: الجيل ألفا قادم.. كيف تستعد الفنادق لطفل الغد الرقمي؟





