حجوزات اللحظة الأخيرة.. كيف تغيرت قواعد اللعبة الرقمية للفنادق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم يعد حجز الفندق عملية طويلة تبدأ قبل أسابيع أو شهور من موعد الإقامة. في 2025، تُظهر البيانات أن نسبة متزايدة من النزلاء باتوا يُجرون حجوزاتهم في الساعات أو الأيام القليلة التي تسبق الوصول، أحيانًا وهم على الطريق، وأحيانًا من المطار.
ما كان يُعتبر “وضعًا طارئًا” أصبح اليوم سلوكًا سائدًا، خاصة بين جيل Z والمسافرين الرقميين. والفنادق التي فهمت هذا التحوّل وأعادت هندسة تفاعلها الرقمي لم تستفد فقط من ملء الغرف الشاغرة، بل نجحت أيضًا في بناء ولاء جديد مبني على السرعة، المرونة، والتخصيص اللحظي.
سلوك النزيل تغيّر.. والسرعة أصبحت معيار قرار
النزيل الجديد لا يُخطّط دائمًا، بل يُقرّر حسب التوقيت، السعر، والموقع. ومع تزايد السفر القصير أو غير المُخطط له، بات من الشائع أن يُحدّد المسافر مكان إقامته قبل ساعات من تسجيل الوصول.
وبينما كانت الفنادق تخشى هذا النوع من الحجوزات لتأثيره على تسعير الغرف، بدأت اليوم تنظر إليه كفرصة استراتيجية لرفع الإشغال في الأيام الضعيفة، أو الترويج لعروض حصرية لحظية.
تطبيقات الحجز اللحظي.. المنصات تُعيد توزيع السوق
صعود تطبيقات الحجز اللحظي مثل “HotelTonight”، و”Booking Express”، جعل من الضروري للفنادق أن تكون متواجدة في هذه اللحظة الرقمية القصوى. ليس فقط من خلال السعر، بل عبر تهيئة المحتوى، الصور، المراجعات، وخيارات الدفع الفوري التي تُقنع النزيل خلال ثوانٍ.
الفنادق التي فشلت في تحديث أنظمتها لمواكبة هذا السلوك وجدت نفسها خارج قرار الحجز، حتى وإن كانت تقدم خدمة ممتازة أو موقعًا مثاليًا.
الأنظمة الذكية تُعدّل الأسعار في الوقت الحقيقي
بفضل الذكاء الاصطناعي، بات بإمكان أنظمة إدارة الإيرادات في الفنادق تعديل السعر لحظة بلحظة، بناء على الطلب الفوري، الأحداث القريبة، ومؤشرات السوق.
هذا التفاعل الذكي يُتيح للفندق أن يُنافس بمرونة على سوق اللحظة الأخيرة، دون الحاجة لتخفيض عشوائي أو إضرار بالربحية العامة.
تجربة النزيل اللحظية لا تكتمل دون تشغيل مرن
نزيل اللحظة الأخيرة يريد تسجيل دخول سريع، خيارات دفع مرنة، وخدمة فورية. لذلك، طوّرت بعض الفنادق أنظمة دخول ذاتي، وربطت تطبيقات الحجز بأنظمة PMS، ليصل النزيل وتكون غرفته جاهزة بكود رقمي، دون أوراق أو توقيعات.
هذا المستوى من المرونة يتطلب أن يكون التشغيل نفسه قابلًا للتكيّف، لا فقط واجهة الحجز.
المخاطر.. بين الإلغاء السريع وتقلّب التقييمات
حجوزات اللحظة الأخيرة ليست خالية من التحديات. معدلات الإلغاء فيها أعلى، والنزلاء الذين يحجزون على عجل قد يكونون أكثر حساسية من ناحية التقييمات إذا لم تتطابق التجربة مع توقعاتهم.
لكن الفنادق التي تُتابع هذه المؤشرات، وتُدير التوقعات بوضوح، تستطيع تحويل التحدي إلى فرصة، خاصة إذا قدّمت مستوى خدمة ثابت يُفاجئ النزيل إيجابيًا.
الفرق بين فندق ينتظر الحجز، وآخر يصنعه لحظيًا
الفندق الذي يُدير استراتيجيته الرقمية كأداة تقليدية، ينتظر أن تأتيه الحجوزات. أما الفندق الذي يُدخل الذكاء الاصطناعي، التكامل اللحظي، والعروض المخصصة، فهو من يصنع الحجز قبل أن يُقرّر النزيل حتى البحث.
السرعة ليست في الرد فقط، بل في الاستباق. وهذا ما تُجيده الفنادق التي فهمت أن “اللحظة الأخيرة” لم تعد نهاية الخطة.. بل بدايتها.
اقرأ أيضًا: من تجربة إلى تذكار.. كيف تصنع الفنادق ذكريات لا تُنسى للجيل Z؟





