الضيافة والترفيه في الميتافيرس.. من الخيال إلى التنفيذ
الضيافة والترفيه في الميتافيرس.. من الخيال إلى التنفيذ


الضيافة والترفيه في الميتافيرس.. من الخيال إلى التنفيذ
إم إيه هوتيلز – خاص
قبل سنوات قليلة فقط، كان الحديث عن فندق افتراضي في عالم رقمي يبدو ضربًا من الخيال العلمي.. أما اليوم، فقد أصبحت فنادق عالمية، ومنصات سياحية، وحتى علامات ترفيهية، تستثمر بالفعل في إنشاء تجارب ضيافة وترفيه كاملة داخل “الميتافيرس” – العالم الموازي الذي يجمع بين الواقع المعزز، الواقع الافتراضي، والتفاعل ثلاثي الأبعاد.
فكيف انتقل هذا المفهوم من شاشات الخيال إلى مشاريع حقيقية؟ وهل يمكن أن يُصبح الميتافيرس وجهة سياحية في حد ذاته؟ وماذا يعني ذلك لمستقبل الضيافة؟
من الصور إلى التفاعل.. كيف تغيّرت تجربة العرض؟
في الماضي، كانت أفضل وسيلة لعرض الفندق أو المنتجع هي الصور عالية الجودة أو جولات الفيديو. أما اليوم، فإن الميتافيرس يُتيح للضيف أن “يزور” المكان فعليًا قبل أن يحجز..
يمكنه التجول في اللوبي، فتح باب الجناح، الجلوس في المطعم، بل ومشاهدة الفعاليات الحية داخل المساحات الافتراضية.
هذا لا يمنح النزيل صورة أدق عن المكان فقط، بل يخلق تجربة عاطفية أولية تُشجعه على الحجز، ويمنحه شعورًا بالانتماء قبل الوصول الفعلي.
الترفيه الرقمي.. مهرجانات ومؤتمرات وحفلات داخل العالم الموازي
العلامات الفندقية الرائدة بدأت بتنظيم حفلات موسيقية، تجارب تذوّق، ومعارض فنية داخل فضاءاتها الافتراضية.
كما أتاحت للنزلاء حضور مؤتمرات، ورش عمل، أو حتى التواصل مع موظفي الفندق بواقع ثلاثي الأبعاد.
في هذا النموذج، لا تنتهي العلاقة مع الضيف بعد تسجيل الخروج.. بل تستمر عبر منصات الميتافيرس، ليعود الضيف كمشارك، متابع، أو حتى سفير افتراضي للعلامة.
الفرق بين علامة تستثمر في الميتافيرس وأخرى تتجاهله
العلامة التي تواكب هذا التحول تُرسل رسالة واضحة: نحن موجودون حيث أنتم، في الواقع والافتراض.
تُقدّم تجربة غنية متعددة القنوات، وتكسب ولاء الجيل الرقمي الجديد، وتفتح أسواقًا تتجاوز الجغرافيا.
أما العلامة التي تتردد، فستخسر ميزة السبق، وستظل حبيسة الطرق التقليدية، في وقتٍ يتغيّر فيه المشهد السياحي بشكل متسارع.
تساؤلات الإدارة.. هل هو استثمار مبكر؟ أم ضرورة تنافسية؟
الجواب لم يعد مرتبطًا بالمستقبل.. فالعديد من الفنادق أطلقت مواقع افتراضية بالفعل، وتحوّلت إلى منصات ترويج وتجربة ومبيعات.
ومع تطور أدوات الإنشاء، لم تعد الكُلفة كما كانت.. بل أصبحت متاحة تدريجيًا حتى للفنادق المتوسطة.
الميتافيرس ليس بديلًا للواقع.. بل مساحة جديدة للتأثير، والتفاعل، وصناعة التجربة.
اقرأ أيضًا: أبرز اتجاهات صناعة “الضيافة” في عام 2025