M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

حين تتكلم الغرفة.. كيف تصنع الفنادق الذكية تجربة لا تُنسى؟
المدونة

حين تتكلم الغرفة.. كيف تصنع الفنادق الذكية تجربة لا تُنسى؟

حين تتكلم الغرفة.. كيف تصنع الفنادق الذكية تجربة لا تُنسى؟

خاص إم إيه هوتيلز

في زمن أصبحت فيه التقنية قادرة على التنبؤ بتصرفات المستخدم قبل حدوثها، لم تعد الغرفة الفندقية مكانًا للإقامة المؤقتة فحسب، بل تحوّلت إلى منظومة ذكية تتفاعل، تتعلم، وتُشعرك وكأنها بُنيت خصيصًا لك. الفنادق الذكية لا تقدم خدمات، بل تصنع تجربة متكاملة ومتجاوبة، تشبه محادثة هادئة بين الضيف والمساحة التي يسكنها.

هذا التحوّل في جوهر الضيافة يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان، ويضع أمام صناعة الفنادق تحديات وفرصًا جديدة غير مسبوقة.

ما المقصود بـ”الغرفة التي تتكلم”؟

الحديث هنا ليس مجازيًا فقط. في الفنادق الذكية، الغرفة أصبحت كيانًا تفاعليًا يستخدم تقنيات مثل إنترنت الأشياء (IoT)، الذكاء الاصطناعي، والمساعدات الصوتية، لتوفير بيئة قابلة للتخصيص في الوقت الحقيقي. بمجرد دخولك، تبدأ الأنظمة الذكية بتحليل تفضيلاتك سواء من خلال ملفك الشخصي، أو عبر تطبيق الفندق، أو استجابة لتفاعلك المباشر.

الإضاءة تتكيف تلقائيًا، الستائر تُفتح مع شروق الشمس، درجة الحرارة تُضبط بناءً على أنماط نومك، وحتى نوع الموسيقى يُختار بناءً على حالتك المزاجية. هذه ليست رفاهيات، بل أدوات لخلق تجربة متكاملة لا تُنسى.

نماذج رائدة.. من التفاعل إلى التخصيص

“The Wynn Las Vegas” كان من أوائل الفنادق في العالم التي أدخلت مساعد Amazon Alexa في جميع غرفه، ما منح الضيوف القدرة على التحكم في الأضواء، التكييف، الستائر، وحتى طلب الخدمات — كل ذلك صوتيًا. أما Marriott International، فقد تعاون مع Samsung وLegrand لتطوير مفهوم “الغرفة المتصلة”Connected Room ، حيث تتعلم الغرفة من الضيف عبر جلسات متكررة، وتقوم بتعديل الإعدادات تلقائيًا وفق تفضيلاته.

تكنولوجيا تُبقيك مرتاحًا وتخدم الكوكب

التحكّم الذكي لا يضمن الراحة فقط، بل أيضًا يدعم الاستدامة. إنَّ مجموعة Accor Hotels، عبر مبادرة Planet 21، طبقت نظامًا بيئيًا لإدارة الطاقة في غرفها الذكية: إطفاء الأنوار والتكييف عند مغادرة النزيل، وضبط درجات الحرارة تلقائيًا بناءً على معدل الإشغال.

النتيجة؟ انخفاض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 25% في عدة منشآت، مما يعكس التوازن بين الضيافة الشخصية والوعي البيئي.

الأمن والإحساس بالتحكم.. الأمان في الخلفية

في الغرف الذكية.. الأمان لا يُفرض بل يُدمج.
يمكن للضيف استخدام التعرف على الوجه أو بصمة الإصبع لفتح الباب، أو استقبال تنبيهات فورية في حال رصد تسرب ماء أو دخان.
Hilton’s Digital Key مثال آخر على ذلك، حيث يمكن للضيف فتح غرفته بالكامل عبر هاتفه الذكي من خلال تطبيق Hilton Honors.
هذه الطبقة من الأمان غير المرئي تمنح الضيف إحساسًا بالخصوصية والثقة دون تعقيد.

هل نشهد نهاية موظف الاستقبال؟

في بعض التجارب المتقدمة، يبدو أن الفنادق تتجه لتقليل التفاعل البشري إلى أدنى حد، لصالح تجربة مؤتمتة بالكامل.
فندق YOTEL Singapore مثال واقعي، حيث يتم تسجيل الدخول عبر شاشة، ويتم تسليم الأمتعة عبر روبوتات، ويتم الربط بين جميع الأجهزة الداخلية في الغرفة بشكل أوتوماتيكي.
الفندق هنا لا يُلغى فيه البُعد الإنساني، بل يُعاد توجيهه نحو التخصيص والتجربة الذاتية.

تحليلات الزوار.. ما الذي يجعل التجربة “لا تُنسى”؟

في استطلاع أجرته Statista عام 2025، أشار 61% من نزلاء الفنادق الذكية إلى أن قدرتهم على تخصيص الغرفة بحسب نمط نومهم ومزاجهم هو العامل الأكثر تأثيرًا في تكرار الإقامة.

وتشير دراسة من Hospitality Net إلى أن الفنادق التي تستخدم واجهات رقمية وتطبيقات تفاعلية شهدت زيادة بنسبة 28% في معدلات رضا الضيوف خلال آخر سنتين.

اقرأ أيضًا: الفنادق الذكية وتحسين رضا النزلاء.. كيف حقق الذكاء الاصطناعي هذا الدور؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *