كيف تؤثر معايير LEED على تصنيف الفنادق البيئية؟
خاص – إم إيه هوتيلز
لم تعد الفخامة تقتصر على التفاصيل البصرية أو الخدمة الرفيعة فقط، بل أصبحت الاستدامة معيارًا أساسيًا يُميز الفنادق الرائدة.
في عالم الضيافة الحديث، صارت شهادة LEED “الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة” من أبرز الأدوات التي تُستخدم لتقييم الأداء البيئي للمباني، بما في ذلك الفنادق. فكيف تؤثر هذه المعايير على تصنيف الفنادق البيئية؟
معايير ..LEED أكثر من مجرد شهادة
تُعد شهادة “LEED” ‘Leadership in Energy and Environmental Design أداة تقييم بيئية شاملة تُصدر عن المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء “USGBC”، وتهدف إلى قياس مدى التزام المباني بمعايير الاستدامة. تشمل المعايير التي تُقيمها الشهادة جوانب متعددة من الأداء البيئي، مثل كفاءة استهلاك الطاقة والمياه، جودة الهواء الداخلي، استخدام المواد المعاد تدويرها، وتقليل الأثر البيئي العام للمبنى خلال دورة حياته. وتُمنح هذه الشهادة للمباني التجارية والسكنية، سواء في مراحل التصميم أو التشغيل أو التحديث.
تُصنّف شهادة LEED إلى أربع مستويات تصاعدية تُحدد حسب عدد النقاط التي يحققها المشروع في نظام التقييم، وهي: المستوى المعتمد “Certified” والفضي “Silver” و”الذهبي “Gold” والبلاتيني “Platinum” ، ويحصل المشروع على النقاط من خلال تطبيق استراتيجيات محددة عبر ستة محاور رئيسية، منها الموقع المستدام، وكفاءة استخدام الطاقة، وجودة البيئة الداخلية. تُعد هذه الشهادة اليوم مرجعًا دوليًا في البناء الأخضر، وتُسهم في رفع القيمة السوقية للعقارات، وتعزيز ثقة المستثمرين والعملاء المهتمين بالاستدامة.
وفقًا لتقرير USGBC لعام 2024، هناك أكثر من 4,054 مشروعًا فندقيًا حاصلًا على شهادة LEED، مما يُبرز التزام صناعة الضيافة بالاستدامة.
التأثير البيئي والاقتصادي لشهادة “LEED”
الفنادق الحاصلة على شهادة LEED تُظهر تحسينات ملحوظة في كفاءة استخدام الطاقة والمياه. على سبيل المثال، فندق “ماريوت ماركيز سان دييغو مارينا” حصل على شهادة LEED الذهبية بعد تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 67% واستهلاك المياه بنسبة 36%، بالإضافة إلى تحويل أكثر من 80% من نفايات البناء بعيدًا عن مدافن النفايات.
هذه التحسينات لا تقتصر على الفوائد البيئية فقط، بل تمتد لتشمل الفوائد الاقتصادية، حيث تُقلل من تكاليف التشغيل وتُعزز من جاذبية الفندق للعملاء المهتمين بالاستدامة.تجارب حقيقية.. فنادق تتبنى الاستدامة
فندق “مارسيل” في نيو هافن، كونيتيكت، يُعتبر مثالًا رائدًا في تحقيق الاستدامة، حيث يُعد أول فندق في الولايات المتحدة يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية ويُحقق صافي انبعاثات صفرية، مع تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 80% مقارنة بالفنادق التقليدية.
في المملكة العربية السعودية، حصل منتجع “سانت ريجيس البحر الأحمر” على شهادة LEED البلاتينية، ويعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مع استخدام وسائل نقل كهربائية بنسبة 100% داخل المنتجع، مما يُبرز التزامه بحماية البيئة البحرية المحيطة.
مستقبل الضيافة المستدامة
مع تزايد وعي العملاء بأهمية الاستدامة، تُصبح شهادة LEED أكثر من مجرد تميز بيئي، بل تُعد مؤشرًا على جودة الخدمة والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية. وفقًا لتقرير USGBC لعام 2024، تُظهر المباني الحاصلة على شهادة LEED انخفاضًا بنسبة 25% في استهلاك الطاقة و34% في انبعاثات الكربون، مما يُعزز من مكانتها في السوق.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير الدراسات إلى أن الفنادق المستدامة تُحقق زيادة في الإيرادات بنسبة 12% مقارنة بالفنادق التقليدية، مما يُبرز الفوائد الاقتصادية للاستدامة.
هل حان الوقت لاختيار الاستدامة؟
في ظل التحديات البيئية المتزايدة وتغير توقعات العملاء، تُصبح الاستدامة عنصرًا أساسيًا في تجربة الضيافة. شهادة LEED لا تُعزز فقط من الأداء البيئي للفنادق، بل تُسهم أيضًا في تحسين تجربتك كعميل، من خلال توفير بيئة صحية ومريحة، وخدمة تُراعي المسؤولية الاجتماعية. فهل حان الوقت لتُعيد التفكير في اختياراتك الفندقية بناءً على معايير الاستدامة؟
اقرأ أيضًا: الاستثمار في الفنادق البيئية: هل هو المستقبل المربح لقطاع الضيافة؟





