حجم الغرفة الفندقية.. ما المساحة التي يتوقعها النزيل؟

إم إيه هوتيلز – خاص

ليست كل تجربة فندقية تُقاس بعدد النجوم، أو بنوعية الخدمة.. أحيانًا، المتر المربع هو الحاكم الخفي لتوقعات النزيل، وانطباعه الأول عن الإقامة.
فحجم الغرفة ليس فقط رقمًا ضمن مواصفات الحجز، بل هو مؤشر حسيّ مباشر على مدى الراحة، الحرية، والفخامة التي سيشعر بها الضيف فور دخوله.

الضيق قد يُشعر النزيل بأنه محصور، حتى إن كانت الغرفة مجهزة بأحدث التقنيات. بينما المساحة الرحبة تفتح المجال للحركة، الاسترخاء، وحتى الشعور بالسيادة داخل المكان.

المساحة النفسية قبل الهندسية

عندما يفتح النزيل باب الغرفة لأول مرة، لا ينظر مباشرة إلى السرير أو الحمام.. بل يلاحظ تلقائيًا الاتساع أو الضيق.
الدماغ يُقارن ذلك فورًا مع توقعاته، وغالبًا مع الصور التي شاهدها على الموقع الإلكتروني أو تطبيق الحجز. وهنا تبدأ لحظة “الرضا أو الصدمة”.

كلما كانت الغرفة أوسع من المتوقع، زادت احتمالات التقييم الإيجابي، حتى لو كانت التفاصيل الأخرى عادية.
أما إذا كانت أضيق مما تخيّل، فإن مشاعر الإحباط تتسلل سريعًا، وتؤثر على إدراك الراحة طوال فترة الإقامة.

التوقعات تختلف حسب نوع الرحلة

المسافر الفردي قد لا يهتم كثيرًا بالمساحة، طالما وجد سريرًا مريحًا ومكتبًا للابتوب.
لكن العائلة، أو الزوجان في رحلة رومانسية، يتوقعان مساحة تسمح بالحركة، بالأخص عند الإقامة لعدة أيام.
كذلك، نزلاء السفر بغرض العمل يحتاجون إلى ركن للعمل، وربما جلسة منفصلة للمكالمات والاجتماعات عبر الإنترنت.

وهذا يجعل من فهم نوع الضيف المتوقع.. ضرورة هندسية قبل أن تكون مجرد تصميم معماري.

الأبعاد المثالية بحسب الفئات

بينما تختلف المعايير من منطقة لأخرى، فإن الدراسات تشير إلى أن النزيل العصري يتوقّع ما يلي:

في الفنادق الاقتصادية: من 16 إلى 22 مترًا مربعًا.

في الفنادق المتوسطة: من 23 إلى 30 مترًا مربعًا.

في الفنادق الفاخرة: لا تقل عن 35 مترًا مربعًا للغرفة القياسية.

لكن الأهم من الرقم هو شعور المساحة.. كيف تُوزَّع؟ هل يوجد منطقة جلوس؟ هل الأثاث مدمج وذكي؟ هل توجد نوافذ واسعة تُعزّز الإحساس بالانفتاح؟

عندما تكون الغرفة أصغر.. ما الذي يُعوّض؟

الفنادق الذكية تعالج ضيق المساحة عبر عناصر مبتكرة:
استخدام مرايا كبيرة تُضاعف الإحساس بالاتساع.
أثاث متعدد الاستخدامات مثل السرير القابل للطي.
إنارة موزعة تُجنّب الظلال والزوايا الضيقة.
ألوان فاتحة وتصاميم بسيطة تُخفّف الانغلاق البصري.

كما تُركّز على تقديم خدمات استثنائية تُلهي النزيل عن التفكير في ضيق المساحة.. مثل محتوى ترفيهي غني، أو خدمة غرف فائقة السرعة.

اقرأ أيضًا: المحتوى العربي في أجهزة التلفاز.. هل يؤثر على رضا النزلاء المحليين؟