M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الإدارة الفندقية والسياحية.. من التنسيق الداخلي إلى التكامل السياحي
المدونة

الإدارة الفندقية والسياحية.. من التنسيق الداخلي إلى التكامل السياحي

الإدارة الفندقية والسياحية.. من التنسيق الداخلي إلى التكامل السياحي

إم إيه هوتيلز – خاص

لم تَعُد الإدارة الفندقية مجرد عملية تنظيمية لتسيير غرف وخدمات، بل باتت علمًا متكاملًا، يتقاطع فيه التشغيل اليومي مع الرؤية السياحية، ويتحول فيه الفندق من مجرد مكان إقامة إلى مركز متكامل لصناعة التجربة.

هذا ما يقدّمه كتاب “الإدارة الفندقية والسياحية” للدكتور عبد الكريم حافظ، الذي لم يكتب فقط عن الوظائف التقليدية داخل المنشآت، بل أعاد تعريف علاقة الفندق بالمحيط، من الداخل إلى السوق، ومن النزيل إلى البيئة السياحية.

بداية التشغيل.. كيف يُبنى الهيكل من الداخل؟

الإدارة الناجحة تبدأ من الفهم العميق لدور كل قسم، من الاستقبال الذي يمثل أول نقطة تواصل مع النزيل، إلى خدمات الغرف التي تُترجم النظافة إلى راحة، مرورًا بالمطاعم، الإشراف الداخلي، والصيانة.

يُبرز الكتاب كيف أن هذه الإدارات لا تعمل بشكل مستقل، بل يجب أن تُنسّق فيما بينها بشكل لحظي، بحيث تُنتج في النهاية تجربة متكاملة لا يشعر معها النزيل بأي انقطاع بين الخدمة والخدمة التالية.

داخل الفندق.. بين الكواليس والواجهة

ينتقل المؤلف إلى عالم الإدارات المساندة، التي تعمل دون أن يراها النزيل، لكنها تصنع نصف الصورة، إن لم يكن أكثر. الإدارة المالية تُحافظ على التوازن بين الجودة والتكلفة، والموارد البشرية تبني ثقافة الضيافة داخل العقول لا فقط في كتيبات التدريب، بينما تُعد إدارة التسويق حلقة الوصل مع السوق الخارجي، تتحدث باسم الفندق وتبني صورته.

يرى الكاتب أن كفاءة هذه الإدارات لا تقل أهمية عن البريق الظاهر في اللوبي، وأن الفندق الذي يُحسن ضبط إيقاع هذه الكواليس هو من يملك مفتاح النجاح بعيدًا عن التقييمات السطحية.

التحول الرقمي.. التشغيل الذكي في خدمة الضيافة

في فصول لاحقة، يتناول الكتاب كيف دخلت التكنولوجيا إلى كل مفصل من مفاصل العمل الفندقي. نظم إدارة الفنادق لم تعد مجرد برامج للحجز، بل أصبحت أدوات تحليل، مراقبة أداء، وربط مباشر مع أقسام التشغيل.

التحول الرقمي لم يُلغ دور الإنسان، لكنه حرّره من المهام التكرارية، وفتح أمامه مساحات أوسع للتفاعل الذكي مع النزيل، والتعامل مع الاستثناءات بدلاً من الغرق في الروتين.

العلاقة مع السياحة.. كيف يتحول الفندق إلى فاعل سياحي؟

واحدة من النقاط المحورية في الكتاب هي ربط الإدارة الفندقية بالسياحة كصناعة كبرى. يرى عبد الكريم حافظ أن الفندق ليس كيانًا منفصلًا، بل جزء من المنظومة السياحية الأوسع، ويجب أن يفهم ديناميكيات الطلب السياحي، يتكامل مع برامج الجولات، ويُسهم في رسم صورة الوجهة التي يعمل فيها.

الفندق الذي يفهم أنه ليس فقط “مكانًا للنوم”، بل محطة ثقافية وتجارية وسياحية، هو من يستطيع أن يحافظ على حضوره في سوق مليء بالتغيّرات.

الفرق بين فندق يُدار إداريًا وآخر يُدار استراتيجيًا

الفارق بين فندق يُنجز العمل، وآخر يُنتج القيمة، هو ما يُركّز عليه الكتاب. فالأول يُطبّق النماذج، بينما الثاني يُعيد صياغتها حسب بيئته وسوقه.

المدير الفندقي، كما يصوّره المؤلف، ليس فقط موظفًا يتابع دوام العاملين، بل هو عقل إداري يدير العلاقة بين التكاليف والخدمة، بين النزيل والهوية، وبين السوق والإمكانات.

اقرأ أيضًا: الإدارة الفندقية والسياحية.. قراءة في كتاب عبد الكريم حافظ

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *