M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الأمن السيبراني في الفنادق.. من يحمي بيانات الضيوف؟
المدونة

الأمن السيبراني في الفنادق.. من يحمي بيانات الضيوف؟

الأمن السيبراني في الفنادق.. من يحمي بيانات الضيوف؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عصر تتكامل فيه الفنادق مع أنظمة الحجز السحابية، والتطبيقات الذكية، والمدفوعات الرقمية، لم تعد الضيافة مجرد إدارة غرف وخدمات، بل أصبحت بنية تقنية معقّدة تُخزّن كميات هائلة من المعلومات الشخصية والمالية للنزلاء.

ومع هذا التحوّل الرقمي، يبرز سؤال حاسم: من يحمي بيانات الضيوف؟ ومن يتحمّل مسؤولية أمن المعلومات في مؤسسات الضيافة التي أصبحت هدفًا متكررًا للهجمات الإلكترونية؟

الفنادق.. أهداف مغرية للقراصنة

تشمل بيانات الضيوف معلومات حساسة مثل أرقام جوازات السفر، بطاقات الائتمان، العناوين، وحتى أنماط الإقامة وتفضيلاتهم الشخصية. هذا الكم من المعلومات يجعل الفنادق أهدافًا سهلة ومجزية للهجمات الإلكترونية، خاصة تلك التي تستخدم أنظمة قديمة أو بروتوكولات حماية ضعيفة.

ووفق تقارير أمنية، شهد قطاع الضيافة ثاني أعلى معدل اختراقات بعد قطاع التجزئة خلال السنوات الأخيرة.

الأنظمة السحابية.. راحة للنزيل وخطر للفندق

تعتمد الفنادق الحديثة على أنظمة PMS سحابية، وتطبيقات لحجز الخدمات وتسجيل الدخول الرقمي. لكن هذه الراحة ترتبط بتحدٍّ كبير: كل اتصال غير مؤمّن، أو واجهة مفتوحة، يمكن أن تُستخدم كنقطة دخول للبيانات.

عدم تحديث الأنظمة بانتظام، أو ضعف التحكم في الصلاحيات، يُشكّل ثغرات حقيقية تُهدد سلامة البيانات.

التدريب البشري.. الحلقة الأضعف في النظام الآلي

رغم تقدم التقنيات، فإن كثيرًا من اختراقات الفنادق تمت عبر “هندسة اجتماعية”، أي عبر استهداف الموظفين برسائل بريد مزيفة أو طلبات تبدو رسمية.

موظف غير مدرّب قد يفتح رابطًا خبيثًا، أو يشارك بيانات دخول عن غير قصد. لهذا، فإن برامج التدريب المستمر على الوعي السيبراني أصبحت جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الحماية في كبرى سلاسل الضيافة.

تشفير البيانات.. حماية في أثناء النقل والتخزين

الفنادق الآمنة تطبق تقنيات تشفير قوية على كل من البيانات المُرسلة (عبر الشبكات) والمُخزّنة (في الخوادم). هذا يعني أنه حتى في حال حدوث اختراق، تبقى المعلومات غير قابلة للاستخدام من قبل المهاجمين.

تشفير بيانات الدفع، سجلات النزلاء، والمحادثات عبر التطبيقات الداخلية لم يعد خيارًا، بل ضرورة قانونية ومهنية.

الامتثال للمعايير الدولية.. من رفاهية إلى إلزام

باتت الفنادق مُطالبة بالامتثال لمعايير مثل PCI DSS لحماية بيانات الدفع، وGDPR أو قوانين الخصوصية المماثلة في حال استضافة نزلاء أوروبيين.

الامتثال لا يعني فقط حماية البيانات، بل يُمثل التزامًا بالشفافية، ينعكس على ثقة النزيل وسمعة الفندق.

الاستجابة للحوادث.. لا يكفي أن تحمي، بل أن تتحرّك بسرعة

الاستراتيجية الجيدة لا تمنع الاختراق فقط، بل تُحدد كيف تتصرّف عند وقوعه. هل لدى الفندق خطة استجابة؟ هل يُبلّغ النزلاء فورًا؟ هل يُعالج الخلل تقنيًا وقانونيًا؟

التأخير في الرد، أو محاولة إخفاء الحادث، قد تُدمّر الثقة وتُكلّف المنشأة ملايين الدولارات.

الفرق بين فندق يُدير بيانات النزلاء، وآخر يحميها

الفنادق التي تعتبر الأمن السيبراني جزءًا من التسويق أو التقنية فقط، تبقى معرضة للخطر. أما تلك التي تُعامله كبُنية تشغيلية متكاملة تشمل التقنية، الموارد البشرية، والقانون، فهي من تحمي بيانات النزلاء بثقة، وتبني سمعة لا تتأثر بالهجمات.

اقرأ أيضًا: برامج الولاء الذكية.. كيف تحتفظ الفنادق بنزلائها؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *